الجزائريون يحيون ذكرى ثورتهم

mainThumb

01-11-2020 05:12 PM

 السوسنة - يحيي الجزائريون هذا اليوم من كل عام استذكارا لحرب طويلة انتهت بإعلان استقلال البلاد في الخامس من يوليو تموز عام 1962 وإعلان قيام الجمهورية الجزائرية في الخامس والعشرين من سبتمبر أيلول ذلك العام.
 
لكن الذكرى الـ65 لاندلاع ثورة التحرير تأتي في وقت يعيش فيه الشارع الجزائري صراعا ضد النظام انطلق منذ سبعة وثلاثين أسبوعا وأطاح بالرئيس حينها عبد العزيز بوتفليقة ويتواصل طلبا للإطاحة بكل من انتمى لنظام بوتفليقة.
 
فقد شعر المشاركون في الحراك الجزائري الحالي أنهم يحيون هذا العام الثورة الجزائرية لا ذكراها، واعتبروا حراكهم امتدادا لثورة التحرير لذا تكتسي مظاهرات هذه الجمعة رمزية خاصة.
 
وتوجه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون برسالة إلى شعبه جاء فيها :
 
إن الاحتفال بعيد الثورة التحريرية المجيدة في جزائر ارتوى كل شبر منها بدماء مليون ونصف المليون شهيد وقوافل من سبقوهم إبان المقاومات الشعبية المتعاقبة من بنات وأبناء شعبنا الأبي، الذي حقق بتضحياته إنجازا ملحميا استعاد به السيادة الوطنية، يشهد على ما بذله من تضحيات وبطولات، فالشعب الجزائري الأبي الذي انتظم في مقاومات شعبية (الأمير عبد القادر، أحمد باي، بوعمامة، لالةفاطمة نسومر، اولاد سيد الشيخ، الشيخ أمود، وغيرهم)، وتصدى لكل محاولات وأد هويته والمساس بمقومات شخصيته، بفضل صموده وتشبثه بتراثه الوطني العريق الذي مكنه من الدفاع المستميت عن وجوده كأمة متجذرة في هذه الأرض، وشعب جدير بالأنفة والعزة والشموخ.
 
 
 
لقد غيرت ثورة أول نوفمبر 1954 بمبادئها ومثلها من تاريخ الإنسانية، لما كان لها من تأثير في خلاص الشعوب المستضعفة التي انتفضت ضد الاستعمار عندما امتد إشعاعها فألهمت شعوبا اعتنقت مبادئ التحرر والانعتاق.
 
إننا إذ نحيي عيد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة في الذكرى السادسة والستين، نقف عند محطة عظيمة ومقدسة، لنستذكر بعرفان ووفاء تضحيات الشعب الجزائري، وملاحمه حين انطلق في ساعة الحسم من أجل التحرر والانعتاق.
 
في هذه المحطة نقف بإجلال وإكبار أمام أرواح الشهداء والجزائر إن شاء الله تنطلق بثبات نحو المستقبل الواعد، مستقبل العمل والالتزام الوطني نستلهم من معين قيم نوفمبر السامية ومبادئه الجليلة، عازمين على رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
 
إن الشعب الجزائري الأبي سيظل على العهد محافظا على أمانة الشهداء الأبرار، ولن يكون إلا في مستوى تضحياتهم الجسام، بالعمل وبذل المزيد من الجهد ونكران الذات.
 
وتتاح لي الفرصة هنا -أيتها السيدات الفضليات أيها السادة الأفاضل- لأتوجه لشبابنا الغيور على الجزائر فأدعوه مجددا للتمسك بتاريخنا المجيد، وترجمة الوفاء للشهداء بالعزم على رفع تحديات الحاضر بالاعتماد على العمل والإبداع، والتوجه إلى المستقبل بسلاح العلم والمعرفة ومواكبة عصر لا يرحم المتقاعسين.
 
وأغتنم هذه السانحة، أيضا، لأتوجه بالتحية والتقدير للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وكل الأسلاك الأمنية على المجهودات الوطنية المضنية التي يتكبدون مشاقها في كل أنحاء الوطن لحماية الحدود والحفاظ على الأمن والسكينة.
 
إن الجزائر تخوض اليوم معركة التغيير المنشود الذي سيكون جسرا إلى الجزائر الجديدة، بتكاتف الجزائريات والجزائريين، وبفضل الإرادات الوطنية الخيرة لتحقيق أمل الشهداء وبناء الجزائر القوية بشاباتها وشبابها الذين هم ثروة الأمة الحقيقة، والمعول عليهم في حمل لوائها للمضي نحو تجسيد تطلعات الحراك الأصيل المبارك.
 
إن الشعب الجزائري بماضيه المجيد وبتضحياته الجسام، وعزيمته الراسخة، سيكون مرة أخرى في موعد مع التاريخ من أجل التغيير الحقيقي المنشود يوم (غد) الأحد أول نوفمبر، من خلال الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور من أجل التأسيس لعهد جديد يحقق آمال الأمة وتطلعات شعبنا الكريم إلى دولة قوية عصرية وديمقراطية، دولة سيدة تعتز الأجيال بها وبتاريخها وبعبقرية رجالها، أجيال يؤول إليها إرث الشهداء لحفظه بفخر وإباء.
 
 
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد