100 عام على وصول الملك المؤسس إلى معان

mainThumb

20-11-2020 10:30 PM

 السوسنة - آمن أحرار الأمة العربية بأن راية الثورة العربية الكبرى ستبقى خفاقة، وستستمر معها حركة النهضة العربية مع وصول الملك المؤسس عبدالله بن الحسين (الأمير آنذاك) إلى معان في 21 تشرين الثاني 1920، بعدما شد رحاله بالقطار اليها لتلبية نداء القوميين العرب بعد تداعيات معركة ميسلون.

وأعلن الأمير عبدالله بن الحسين أنه جاء إلى معان لإحياء الثورة التي خمدت في حوران، ووكيلا ونائبا للأمير فيصل، إذ أوفده الشريف الحسين بن علي ملك العرب ليتزعم الحركة الوطنية المناوئة للفرنسيين تلبية لنداء الوطنيين العرب في شرقي الأردن من السوريين والأردنيين والعراقيين، ما حدا بالفرنسيين إلى الاستنفار وإعلان وصوله مهددا لوجودهم في سورية.
 
مؤرخون قالوا في أحاديث عبر وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن وصول الأمير عبدالله بن الحسين إلى مدينة معان الذي تصادف ذكراه المئوية يوم غد السبت، الخطوة الأولى لوضع مداميك الدولة الاردنية، وانقاذها من حالة الفراغ الاداري والاستهداف الفرنسي. وبينوا أن الملك المؤسس عبدالله بن الحسين اتخذ عند وصوله إلى معان، أحد أبنية السكة الحديدية الحجازية التي بنيت عام 1904 ميلادي، مقرا للدفاع الوطني، وقصرا للقيادة والإدارة، وكان القصر مصدر إشعاع فكري وتنويري لأحرار الأمة العربية، وانبثقت منه القرارات السياسية، وأول جريدة في شرق الأردن حملت اسم "الحق يعلو"، ومنه غادر إلى عمان في 28 شباط 1921 ميلادي.
 
وأمضى الملك المؤسس في معان قرابة 3 أشهر وغادرها إلى عمان، ورغم قصر هذه المدة، إلا أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور عادل الطويسي يؤكد أنها كانت ملأى بأحداث مهمة أسست لظهور تيار قومي عربي، وإنشاء الدولة الأردنية المعاصرة.
 
 
وأسبغ الملك المؤسس عبدالله بن الحسين على مقر الدفاع الوطني حيث يقيم في معان أنذاك؛ صفة عسكرية تتوافق مع طبيعة الأوضاع السائدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما تبعها من نقض دول التحالف لوعودها للشريف الحسين بن علي والد الملك المؤسس ومفجر الثورة العربية الكبرى في مساعدته لإنشاء المملكة العربية في بلدان المشرق العربي، يضيف الطويسي.
 
ويبين الطويسي أن معان شهدت منذ وصول الملك المؤسس إليها انعقاد أول مؤتمر قومي عربي في مقر الدفاع الوطني، تداعى لحضوره قادة وشيوخ العرب في بلدان بلاد الشام كافة، وصدر عنه بيان أكد على تمسك أبناء الأمة العربية بحقوقهم التي حرمهم الأتراك منها وأهمها انشاء دولة عربية في المشرق العربي.
 
ويتابع أن أبناء شرق الأردن توافدوا إلى مقر الملك المؤسس بشكل مستمر للتأكيد على مناصرتهم له في تحقيق أهداف الثورة العربية الكبرى، وكان من بينهم بطبيعة الحال أبناء مناطق معان وجنوبي الأردن المختلفة.
 
ويشير الى انه صدرت في معان بعد وصول الملك المؤسس، أول صحيفة أردنية أطلق عليها اسم (الحق يعلو) التي صدر منها ستة أعداد، وتوقفت عن الصدور بعد انتقال الملك المؤسس إلى عمان، وأسست بذلك لانطلاق حركة صحفية للدولة الأردنية المعاصرة.
 
ويقول الطويسي إن معان تمثل بوابة المد الهاشمي لإنشاء أول دولة عربية بعد الحكم العثماني الذي دام لحوالي 400 عام، كما هي بوابة الفتح الإسلامي إلى شمال الجزيرة العربية وآسيا وأوروبا.
ويقول أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الأردنية المؤرخ الدكتور علي محافظة لـ(بترا) إن القادة السياسيين العرب طلبوا من الشريف الحسين بن علي قبل 100 عام، إرسال أحد أنجاله لقيادة الثورة واسترجاع عرش سورية من الفرنسيين، بعدما اندلعت الثورات ضد الفرنسيين في مختلف أنحاء سورية وفي جنوب لبنان، حيث كانت الفوضى والاضطرابات في بلاد الشام في أعقاب إنهيار المملكة السورية، وبعد هزيمة الجيش العربي في معركة ميسلون أمام القوات الفرنسية التي تقدمت إلى دمشق فاحتلتها في 24 آذار 1920.
 
 
ويضيف أن شرقي الأردن شهد في ذلك الوقت تكون حكومات محلية في شمالي البلاد ووسطها وجنوبها للحفاظ على الأمن والاستقرار في انتظار وصول الأمير الهاشمي.
 
ويتابع ان الامير(انذاك) عبدالله بن الحسين وصل إلى المدينة المنورة، واستقل قطارا وصل به إلى معان في 21 تشرين الثاني 1920، ليتوافد بوصوله القادة السياسيون والعسكريون من رجالات الملك فيصل بن الحسين وأنصاره إلى معان معلنين بيعتهم للأمير.
 
ويشير إلى أن الملك المؤسس درس الوضع السياسي في المنطقة انذاك، وكان الفرنسيون في سورية ولبنان قد احتلوا البلاد وتعاونوا مع شيوخها وتجارها وزعاماتها التقليدية، واخمدوا الثورات التي اندلعت في جهات إدلب وجبال العلويين وحوران والجولان وجنوبي لبنان، وتمكنت القوات البريطانية في فلسطين من إخماد انتفاضات شعبها عام 1920، وأرسلت ضباطا سياسيين إلى شرقي الأردن للتعاون مع الحكومات المحلية التي تشكلت فيها .
 
ويتابع الدكتور محافظة أن الملك المؤسس استغل وجوده في معان لاستيعاب ما كان يجري في المنطقة، وكانت مدة إقامته فيها كافية لمعرفة الناس والقيادات السياسية وشيوخ القبائل.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد