العلامة الشيخ محمد علي الصابوني .. في ذمة الله

mainThumb

19-03-2021 07:08 PM

توفي اليوم الجمعة الشيخ محمد علي الصابوني، رئيس رابطة العلماء السوريين وأحد أبرز العلماء وأشهر المفسّرين والمصنّفين في علم التفسير والحديث والقرآن.
 
ولد الشيخ محمد علي جميل الصابوني في مدينة حلب السورية عام 1930 ، ويعتبر من ابرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر الحديث،  ومن اشهر المتخصصين في علوم تفسير القرآن الكريم إذ له عدة كتب في هذا المجال من أهمها : صفوة التفاسير ، مختصر تفسير ابن كثير ، مختصر تفسير الطبري ، التبيان في علوم القرآن  ، روائع البيان في تفسير آيات الأحكام، ومؤلفات أخرى بلغت 57 كتابا ، كما له 600 حلقة تلفزيونية مسجلة في تفسير القرآن الكريم  بمختلف البلاد العربية.
 
تخرج الصابوني من الكلية الشرعية بجامعة الأزهر الشريف ثم حصل منها على إجازة العالمية في القضاء الشرعي عام 1955، وعمل في تدريس العلوم الإسلامية في سوريا ومكة المكرمة وغيرها ، وباحثا ومرجعا إسلاميا في كثير من المؤسسات العلمية ، ولسعة علمة انتخبه علماء الشام رئيسا لرابطة العلماء السوريين .
 
امتاز الشيخ بطيبة القلب، وعفة اللسان، وكان جريئا في قول الحق، يجهر بما يؤمن به، ويعتقد صوابه، صبوراً على طلب العلم وبذله، متواضعاً لا يري نفسه إلا طالب علم، رغم ما وصل إليه من المكانة العلمية العالمية ، كثير العبادة وتلاوة القرآن الكريم، عظيم الخشية من الله تعالى.
 
منذ مطلع 2011، انحاز الشيخ الراحل لثورات الربيع العربي، وقال في عدة لقاءات متلفزة: إن "الحاكم الذي يتجبر على شعبه وينحرف كل الانحراف عن دين الله، هو مجرم ويجب مقاومته "، بل وقف الشيخ الصابوني إلى جوار الحراك الشعبي السوري ضد النظام وقال : من واجب الدولة حماية حقوق الشعب ، واستنكر "إثارة النظام الفتنة بين الشعب"، وقال إن الشعب السوري "انتظر الإصلاحات 11 عاما لكن لم يروا شيئا إلا زيادة الفساد والظلم " .
 
 وهاجم الشيخ الصابوني مرارا بشار الأسد، واصفا إياه بـ"مسيلمة الكذاب"، احتجاجا على قمع النظام السوري للمتظاهرين السلميين، وقتله النساء والأطفال ، كما رفض الشيخ دعوة “القصر الجمهوري” السوري له عام 2011 للعودة إلى سوريا، ورد على رسالة نظام الأسد حينها بشرط تعجيزي وهو حضور الطفل الدرعاوي "حمزة الخطيب" الذي كان النظام قد قتله بدم بارد.
 
وبقي الشيخ صامدأ كالجبل الأشم يواجه النظام السوري ويدعم الثورة إلى أن وافاه الأجل في مدينة " يالوفا " التركية يوم 19/3/2021 بعد صراع طويل مع المرض رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته وجمعه مع الصديقين والنبيين والشهداء   . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد