فيتامين «S» .. غذاء لا يمكننا العيش من دونه

mainThumb

28-03-2021 09:48 PM

السوسنة- بعد مرور أكثر من عام على انتشار الوباء، وبشكل ملموس تقريباً يعاني العالم من انخفاض شديد في التواصل الاجتماعي.
 
وإدراكاً لهذه الحاجة الحيوية للتفاعل، أعاد العالم بول فان لانج تسمية التواصل الاجتماعي بـ«فيتامين S»، وهو أستاذ علم النفس في جامعة فريجي بأمستردام وزميل أبحاث متميز في جامعة أكسفورد، كرس حياته المهنية لدراسة التعاطف والثقة والتعاون في المجتمع البشري.
 
شارك فان لانج، البالغ من العمر 59 عاماً، جنباً إلى جنب مع سيمون كولومبوس، من جامعة كوبنهاغن، في تأليف ورقة بحثية نُشرت في مجلة الاتجاهات الحالية في العلوم النفسية بعنوان «فيتامين S»: لماذا يعتبر الاتصال الاجتماعي، حتى مع الغرباء، مهماً للرفاهية؟
 
 
وجاءته الفكرة كونها الشغل الشاغل لمئات الملايين من الأشخاص في حالات الإغلاق في جميع أنحاء العالم. وبحسب صحيفة التليغراف البريطانية، قال فان لانج: «إن حاجتنا للتفاعل والتواصل الاجتماعي أساسية مثل جوعنا وعطشنا. إذا لم يكن لديك أي تفاعل اجتماعي، فستتدهور صحتك في النهاية».
 
 
 
وبحسب وصفه، كان العام الماضي سيئاً على العلاقات الضعيفة. بطبيعة الحال، اقتصر الناس على أسرهم وأصدقائهم المقربين بدلاً من دائرتهم الاجتماعية الأوسع، حيث استهدف الإغلاق تقليل الاتصال الاجتماعي.
 
وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، تزايدت الأدلة التي تربط الروابط الاجتماعية الضعيفة بالظروف الصحية القاسية. فالشعور بالوحدة، ربما يكون جزئياً سبباً للإجهاد البدني، بينما يرتبط الآن بارتفاع الالتهاب وضعف وظيفة المناعة وتباطؤ التعافي من السرطان وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وألزهايمر.
 
انخفاض بالصحة العقلية
 
تقود مشاعر الرعب أيضاً إلى اضطرابات صحية ونفسية، حيث يتفاقم الاكتئاب والقلق، بسبب الوحدة. يقول فان لانج: «على حد علمي، في جميع البلدان التي تأثرت بشدة بفيروس كوفيد 19، كان هناك انخفاض كبير في الصحة العقلية، وأحياناً يكون أكثر ظهوراً في الشباب، والأشخاص الذين يمتلكون أعمالاً، وكبار السن».
 
 
 
التفاعلات الودية
 
يعرّف علماء النفس العلاقات على أنها روابط قوية، ويمكننا جميعاً أن ندرك بشكل حدسي أهميتها. لكن فان لانج يشدد على أهمية العلاقات الثانوية أيضاً. العلاقات الثانوية أو الضعيفة هي معارفنا غير الرسميين: أصدقاء الأصدقاء، وخبراء صناعة القهوة المألوفون، والزملاء الذين لسنا قريبين منهم بشكل خاص، ولكن في الظروف العادية، سنرحب بهم وربما نتحدث معهم.
 
وأوضح فان لانج أن التفاعلات الموجزة التي تدعم هذه العلاقات أساسية لإحساسنا بالمجتمع، هو مساهم مهم في صحتنا العقلية. فالتفاعلات الودية مع الوجوه المألوفة من المحادثات القصيرة ستكون مفيدة جداً. وبقدر ما تظهر الأبحاث، إذا طُلب من الناس القيام بذلك، فسيلاحظ زيادة مؤقتة في الصحة العقلية أو السعادة ليس فقط في الشخص الذي يتلقى هذا الاتصال، ولكن أيضاً الشخص الذي بدأ هذا النهج.
 
كيف تحصل على «فيتامين S»؟
 
الشخص الذي يبحث عن جرعة سريعة من «فيتامين S» يمكنه الخروج ومحاولة الاتصال الفردي مع الآخرين؛ بالذهاب إلى حديقة، أو الجلوس على مقعد وشرب القهوة ليمنح عقله تمريناً أفضل بكثير مما لو بقي في المنزل. كما أوضح فان لانج أن التفاعل الحقيقي ينشط العديد من الشبكات في الدماغ، ويبقي الفرد لائقاً عقلياً، خاصة أن بعض التفاعلات، تتضمن مشاركة الضحك والقصص الإيجابية التي نفخر بها، أو التي تجعلنا نضحك، لأنها مهمة جداً للصحة. وأخيراً جميعاً بحاجة إلى التفاعل، حتى لو اختلف حجم احتياجاتنا، وقد تكون الأشهر الـ 12 الماضية تذكيراً جيداً بأهمية التفاعل الاجتماعي من أجل سعادتنا وصحتنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد