الانتحار .. ظاهرة اجتماعية ام مرض نفسي

mainThumb

20-05-2021 05:45 PM

عمان – السوسنة – رحمة أسمر الشرمان - يعد الانتحار أحد القضايا المعقدة التي تترك أثرا سلبيا على الأُسر والمجتمعات والدولة  ويعد ثاني سبب رئيسي للوفاة في فئة الشباب الذي تتراوح أعمارهم ما بين (15 _ 29) عاماً. وفق دراسة لمنظمة الصحة العالمية لعام 2019 . 
 
وعرف الطبيب النفسي موسى المطارنة الانتحار بإنه تقديم الإنسان الأذى لنفسه وبمعنى آخر أن الإنسان يقوم بأمور تضر صحته الجسدية وذلك بسبب تراكم الأفكار السلبية والإحباط الشديد المتكرر من الممكن أن توصله إلى الضعف النفسي أو الجسدي. 
 
وأشار المطارنة إلى الأسباب المؤدية إلى الانتحار والمتمثلة في الاحباط الشديد المتكرر وعدم وجود مساندة نفسية سواء من أصدقائه أو أحد أفراد أسرته وضعف قدرات المقاومة والمرونة والتكيف مع هذه الاحباطات ومن أهم الأسباب المؤدية للانتحار هي البيئة الاجتماعية التي نشأ بها بالإضافة إلى الفراغ الثقافي والديني بمعنى آخر الجهل بخطورة الانتحار. 
 
قال المطارنة أن أساليب العلاج تتمثل في تغيير التفكير أو السلوك المعتاد عليه وتعلم أساليب مقاومة الاحباط والحصول على الدعم النفسي من الآخرين كالأصدقاء والأسرة وإعطائه المسؤولية في عدة أمور كي يشعر بأهميته في الحياة ونشر الثقافة الدينية لديه. 
 
وأضاف المطارنة أن أكثر فئة تقدم على الانتحار هي فئة المراهقين التي تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و ٢٨ عاماً، وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات لكن هذه الفئة هي الأكثر اقبالا على الانتحار لعدم بلوغها النضج. 
 
وقال المطارنة أن هذه الفئة من الشباب يجب عليها التوجه إلى الأخصائيين النفسيين للحصول على الإيجابية ورفع المعنويات والسعادة.
 
 وأشارت منظمة الصحة العالمية أن البلدان ذات الدخل المرتفع تحتل المرتبة الأعلى في حالات الانتحار إذ تبلغ هذه النسبة ١١,٥ لكل مئة ألف شخص بينما تقل معدلات الانتحار إلى نسبة ٧٩٪ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. 
 
وأعلنت المنظمة أن هناك ٨٠٠ ألف شخص يفارق الحياة كل عام جرّاء عمليات الانتحار، ومن المتوقع أن معدلات الانتحار سترتفع إلى مليون ونصف منتحر في سنة ٢٠٢٠. 
 
وأكد تقرير المنظمه أن شخص واحد يلقى حتفه في كل ٤٠ ثانيه او بما يقدر بثلاثة آلاف منتحر كل يوم وقالت المنظمه أنه مقابل كل محاولة ناجحه للإنتحار هناك ٢٠ شخص فشلوا في تحقيق هذه المهمه. 
 
وتعد أسباب الإنتحار متعددة ومتنوعة ولكن يبقى السبب واحد وهو التخلص من الألم وتجاوز عقبات الحياة، بالإضافة عوامل اجتماعية وثقافية نتج عنها الإنتحار واضطرابات نفسية كالاكتئاب والمضاعفات الناتجة عن الكحول وتعاطي المخدرات كانت السبب لأنهاء حياة الكثير، إلا أن الانتحار قد يحدث فجأة نتيجة فقدان أحد أفراد الأسرة أو المشاكل المالية أو عدم القدرة على مواجهة مشكلات الحياة. 
 
وتتعدد طرق الإنتحار، كالشنق والاسلحة النارية إلى جانب ابتلاع أقراص الأدوية التي تشكل نسبة ٢٠٪ من حالات الإنتحار حول العالم، إلا أن بعض الأشخاص تفنّنوا في طرق إنهاء حياتهم ومن أغرب طرق الانتحار في العالم. 
 
تم اختراع العاب في العقود الماضية أدت إلى الإنتحار العمد مثل لعبة الروليت التي ابتكرها الجنود الروس للتخلص من عقبات الحرب واعباءه، الروليت الروسي هي لعبة بسيطه تعتمد على وضع رصاصة واحدة في مخزن المسدس ومن ثم تدوير المخزن ووضع المسدس على الرأس وإطلاق النار ويكون مصيرك إما النجاة أو الموت. 
 
وهناك أيضا لعبة الإلتحام مع الطبيعة ابتكرها  الفنان الإنجليزي ريتشارد سيمنر عام 1997 عندما أراد التخلص من حياته، وذلك لأنه كان مصاب بالشيزوفرينيا والذي يعرف بمرض انفصام الشخصية. 
 
وقرر ريتشارد إنهاء حياته بفكرة جديدة حيث توجه إلى إحدى الغابات المنقطعة الجميلة ثم قام بتقييد نفسه بسلاسل حديدية بجذع الشجرة ورمى المفتاح بعيداً،  بعد ثلاث سنوات عام 2002 عُثر على هيكله العظمي مقيداً بالشجرة، لاحظ المحققون وجود آثار خدوش حول معصمه وهذا دليل على أنه حاول النجاة ولكن فات الأوان. 
وتعرض شاب من محافظة إربد لسبب صدمة عصبية حادة وذلك بعد وفاة زوج اخته وابن خالته  بنفس اليوم  حيث أصيب بحالة من القلق والاكتئاب، وبعد فترة قصيرة حاول الشاب الانتحار وتم منعه من قبل والديه  لشدة الحالة التي كان يعاني منها أقدم والده على تقديمه لطبيب نفسي ووصف علاج المناسب له وبعد ستة أشهر تقريبا شفي الشاب من هذا المرض النفسي وخرجت من هذه الحالة المرضية النفسية.
 
وكانت تجربة سيئة تدخل الشخص بحالة من عدم التوازن والتشتت بالتفكير، وعدم النوم والقلق من كل شيء وواجهت المرض بإرادة قوية وكانت من خلال الاعتراف بالمرض والذهاب لطبيب نفسي متخصص من أجل العلاج.. وهذا ما كان
 
ويعتبر الإنتحار قضية عالمية التي إلى الآن يفتش العالم لوجود حل لها وتحاول جميع الدول وضع استراتيجيات فعالة للوقاية من الإنتحار وخططاً لمساعدة الناس على التأقلم مع التوتر. 
 
وأقرت منظمة الصحة العالمية بالإنتحار كأحد قضايا الصحة والأمراض التي تحظى بالأولوية حيث استجابة المنظمة وأعدت أول تقرير لها حول الإنتحار ونشرته عام 2014 وكان بعنوان ( الوقاية من الإنتحار ضرورة عالمية) وقامت الرابطة الدولية ايضاً بتنظيم يوم عالمي لمنع الإنتحار في 15 سبتمبر ويتم الاحتفال به سنوياً مع العديد من الأنشطة في جميع أنحاء العالم منذ 2003 بهدف زيادة وإذكاء الوعي المجتمعي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد