لُجّة ..

mainThumb

13-02-2010 12:00 AM

موسى الصبيحي

عندما يغيب المنطق وتغيب لغة العقل في النظر إلى الأشياء وإطلاق الأحكام، وفي بناء التصورات والرؤى، يعيش المجتمع في حالة عدم استقرار وانعدام وزن، تطال كافة المجالات، فيشعر الناس بالدوار والإعياء، وتصيب فئات من المجتمع إغماءات متقطعة، وبخاصة تلك الفئات التي اعتادت التفكير بمنطق وعقلانية وحكمة..!
في تصوري أننا نمر بحالة من هذا النوع، قد لا تكون متقدمة، ولكنها بمثابة ناقوس خطر يحذر من الاستمرار في هذا الإسفاف الذي نقدمه على أنه إبداع، وهذه الفوضى التي ننظر إليها على أنها نظام، وهذا القبح الذي نتصوره جمالاً أخّاذا، وهذا التخريب الذي يجترحه البعض تحت شعار الإنقاذ ودعاوى الإصلاح..!!
في الدول الحية، يعيش الناس ضمن رؤى واضحة شفّافة، وتقف القلة التي ترسم مسارات المجتمع وتخطط لمستقبله في زوايا تقع وسط المدن (Down Town) حيث تتمكن من رؤية الواقع كما هو دون تحريف أو تزوير أو تهويل، مما يمكّنها من وضع حلول واضحة شفافة وناجعة لمشكلات الناس والمجتمع..
أطرح هذه الأفكار بهذا الشكل من البساطة والعفوية، لشعوري بأن المجتمع الأردني والأردن ككل، وكوطن لكل الأردنيين، حاق به ظلم كبير، وتجنّى عليه بعض أهله قبل غيرهم، وأكبر التجنيات أننا، في كل مرة نشعر فيها بشيء من الضيق وقليل من الضنك السياسي، ندعو إلى تشكيل ما يسمى بـ "حكومة إنقاذ وطني" وكأن الوطن يغرق ويحتاج إلى منْ يمد له يد الإنقاذ..!!
هذا نوع من الإسفاف غير المبرّ?Zر الذي اعتادت عليه بعض النخب السياسية، والأسباب واضحة: مصالح فردية ورؤى وتطلعات شخصية محضة وتصفية حسابات لا علاقة لها بالمصالح الوطنية العليا لا من قريب ولا من بعيد، والإنقاذ ولغة الإنقاذ التي يستعملونها منهم براء..!!
عندما تتنازل النخب السياسية عن أجنداتها الخاصة إلى الحد الأدنى على الأقل، وتسود لغة المنطق والعقل والضمير الحي على تفكير المسؤول، سيكون بالإمكان الوقوف في زاوية وسطى تمكّن من رؤية الواقع بدرجة وضوح أكبر، وسيعرف المسؤول عندها ما يدور في الطوابق السفلى من العمارة.. ولسوف يُدهش..!!
والسؤآل: منْ أدخلنا في هذه اللجّة..؟؟ الجواب: لغة السوق غلبت على تفكير السياسيين.. ودفعت بالمجتمع إلى القبول، إذعاناً، بمنطق اللجّة..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد