خدمات مستشفى الامير زيد .. واقع مأساوي !!

mainThumb

05-01-2010 12:00 AM

لقد المتني جدا تلك المناظر التي رايتها خلال مراجعتي لمستشفى الامير زيد في محافظة الطفيلة واقولها وبلا تردد انني نادم على مراجعتي لتلك المستشفى .

اخواني الكرام . . .

ساروي لكم حكايتي . ففي يوم من الايام تعبت زوجتي كثيرا وهي" امراة حامل " فاظطررت الى اخذها الى مستشفى الامير زيد في محافظة الطفيلة . عندما وصلنا الى عيادة النسائية تفاجأت بالعدد الكبير من المراجعين لتلك العيادة وكل اولئك من الحوامل ومن النساء المريضات امراضا نسائية خاصة كلكم يعرفها . المهم انني سجلت اسم زوجتي وجلسنا في الانتظار وطال الانتظار وفي تلك اللحظات من الانتظار رايت حالات مؤلمة جدا فامراة حامل لاتستطيع الوقوف واخرى تكاد تقع من الالم واطفال صغار مع امهاتهم اعياهم التعب ونساء عاجزات جئن ليرافقن بناتهن و ... الشيء الذي ضايقني كثيرا ان الاصطفاف في الدور لم يكن يجدي لان هناك وللاسف الشديد واسطات كثيرة تدخل وتدخل معها من تحب .

لم استطع ان اتكلم فالحالة النفسية للكل متوترة من ذاك المنظر وتلك التصرفات . بعد حوالي ثلاث ساعات من الانتظار جاء دور زوجتي فادخلتها الى العيادة وهنا كانت المفاجأة فقد كان هناك دكتورين احدهما يفحص المريضات بقرف شديد وبازدراء والدكتور الاخر يكتب الوصفات الطبية وهناك ايضا ممرضتين وسرير للفحص ومكاتب الاطباء وهناك ايضا " صديق " لاحد الدكاترة والادهى والامر ان هناك مراجعين كثر داخل الغرفة وهذا يمنع المريضة من ان تشرح وضعها الصحي فالكل ينظر اليها ويستمع لتلك المشكلة الخاصة .

كل ذلك في غرفة لا يكاد حجمها يتجاوز 16م في تلك الغرفة يذوب الحياء وتذوب اخلاق المهنة ويختلط الحابل بالنابل ولا تدري ما العمل .

الدكتور لا يكاد يسمح للمريضة بان تتكلم عن مرضها وان تكلمت لن يسمعها احد فالكل يتكلم في تلك الغرفة عندما رايت ذلك الوضع وعشت تلك اللحظات شعرت بشعور غريب جدا فالدكتور الذي يفترض في مهنته ان تكون انسانية مجرد من الانسانية والممرضة مرهقة من الوضع بالكامل والامور في حال غريب .

فكرت مليا وقلت في نفسي لماذا لا يكون بدل الدكتور الاخر " الذي يكتب الوصفات " كاتبا يكتبها او ان يكتبها نفس الدكتور ويتفرغ هذا الدكتور لمرضى اخرين ولماذا لا يكون هناك غرفة اخرى لتلك العيادة فالغرف كثيرة وهذا ليس حلا صعبا ولماذا لا يدخل كل مريض على انفراد وحسب الدور فهذا المريض له خصوصية يحب ان تحترم . انا لا املك مالا كافيا لاعاشة اسرتي واطعامها الخبز ولا استطيع ان اراجع المستشفيات والعيادات الخاصة وهذا تقريبا حال الاغلبية العظمى في محافظتي وفي بلدي الحبيب والتامين الصحي اجباري فلا نستطيع ان نهرب منه ولكن للاسف الشديد اذا راجعت اخي القارئ مستشفى حكوميا وانت مؤمنا صحيا وكنت مريضا فانني اجزم انك ستزداد مرضا . هذا هو المشهد الاول " عيادة النسائية " في مقالات اخرى سانقل لكم صورا جديدة من عيادات جديدة (العيون ، الاسنان ، الانف والاذن والحنجرة .... ) . الحل من وجهة نظري لهذه العيادة ليس صعبا جدا ولا يحتاج الى لجان كي تجتمع وتفكر ثم بعد سنوات تقرر . الحل هو ان يكون هناك مستشفى حكوميا لبلد تعداد سكانها يقارب المئة الف نسمه وان يكون هناك شعور مع هذا المواطن الذي انهكه التعب واعيته الامراض . وان تكون هناك كوادر مؤهلة لهذا العمل .

كل هذا يحدث في بلد سيدي ابو الحسين . ولو علم عن كل هذا فهذا لن يرضيه ونحن نعلم هذا . ولهذا فهذه رسالة لكل مسؤول اقول فيها انت لست مسؤولا لتجلس وراء مكتب فما اراده سيدنا دائما هو حل مشاكل المواطن والنزول الى الميدان لرؤية مشاكل الناس . فالمنصب يا سادة تكليف وليس تشريف .

حمى الله اردننا الغالي وحما لنا ابا الحسين سيدا لهذا البلد وتاجا فوق رؤسنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد