الديمقراطية .. لنتوقف كثيرا

mainThumb

04-07-2009 12:00 AM

يحيي عودة الله الدعجة
في عام 1215 م وفي بريطانيا تحديدا جاءت وثيقة المغناغارتا كأول وثيقة شعبية تحدد العلاقة بين السلطة والشعب وكأول خطوة نحو المشاركة الشعبية في الحكم و وضعت الأساس لتطور مفهوم الدولة هناك و في البدء بعملية التطور العقلي المشروع للبناء السياسي للدولة واستمرت العملية بين شد وجذب وحراك سياسي داخل العقل الإنجليزي و تناقلته الأجيال إلى إن وصلت العام1948 حيث كانت الخطوة الأكبر في الاعتراف بالمرآة وإعطائها حق التصويت وان ما قدمناة هنا هو حالة تطورتاريخي و طبيعي لدولة توصف ألان بأنها من الديمقراطيات العريقة والتي يضرب بها المثل في الحكم الديمقراطي مع الاعتراف بمقولة تشرشل بان الديمقراطية ليست دائما جيدة
ولعلنا بذلك نحاول إن نلقي الضوء على التطور المتسارع للديمقراطية لدينا وعلى دور العقل الأردني إن جاز لنا قول ذلك والذي هو جزء من العقل العربي بما بحملة من الموروث التاريخي والديني مع بعض الخصوصية في التعامل مع المفهوم العام لسلطة الشعب والتي تتمثل بصورة غير مباشرة من خلال انتخابه لمجلس نوابه والذي يؤسس لما يسمى بالسلطة التشريعية وعلينا هنا إن نعترف بان أهم سيئة للديمقراطية والتي حذر منها الكثيرون قد بدت ظاهرة وذلك حين تصبح الغوغاء من عامة الشعب هي صاحبة الرأي في تيسير السلطة التشريعية أي إن يصبح رجل الشارع والذي يفتقد إلى ابسط معاني التفكير وبعد النظر هو صاحب القرار في اكبر مؤسسة تشريعية وبذلك تستمر العملية في البحث عما يرضي ويلبي ما يريد رجل الشارع وبذلك فنحن بحاجة إلى خمسة ملايين مستشفى وخمسة ملايين مدرسة وخمسة ملايين وظيفة ......فأنانية المصلحة الخاصة هي من يحكم الغوغاء والاسوأ ان تنقل هذة الأنانية الى السلطة التشريعية فمن الصعب إن تسير الدولة بهذا الشكل في خضم من تصارع الأنانيات
ولعل انتقادات الماركسية للديمقراطية بأنها تكرس حكم الطبقة البرجوازية وتعطي الفرصة لأصحاب الجاه والمال بان يسيطروا على السلطة التشريعية وبما يسمى ظاهرة المال السياسي بالعملية الانتخابية اصبحت ظاهرة وازدادت في السنوات الأخيرة مع إيماننا بأن المواطن الطفران هو دائما ضد الحكومة وبالتالي فالحكومة هي من سيدفع الثمن
ومع ظهور أول بوادر تشكل الدولة ووجود قيادة حكيمة صاحبة شرعية دينية وتاريخية وشعبية وتحقيقها لسلطة القانون ونجاحها في تحقيق توازن في طبيعة العلاقة بين افراد المجتمع و وقف حالات الغزو والنهب بين القبائل والعشائر حيث القصة المعروفة للجميع ونجاحها في تقديم الأمان والاستقرار والخدمات بأنواعها للمواطن كان هناك توجة عام للأيمان بالدولة والبحث عن حالة تنظيمية للعلاقة بين الاثنين يدعمها توجة الدولة القومي ولعل هذة كانت أول بوادر التطور السياسي للعقل الأردني للعمل ضمن محيطة الداخلي مع التزامة الشديد بالقبيلة والعشيرة كأساس للامان والحصول على المكتسبات فهذا العقل ما زال يرواغ في

السير مع القانون بل يبحث عن افراد العشيرة للحصول على ما يريد مع اعترافي بأننا في أواخر مرحلة من هذة الحالة موكدا على انطلافتة للسير مع الدولة والقانون و تحكيم العقل في الاختيار من خلال الدخول في أحزاب سياسية بدل عائلية و تأكيدي أيضا أن رفض المواطن للدخول في الأحزاب مرده ضعف الدولة في تبني هذا المفهوم وضعفها في العمل على إعادة صياغة تفكير المواطن ليتعامل مع الأحزاب كحالة صحية فعلى مدى سنوات طويلة من عمري كانت الأحزاب بالنسبة لي شخصيا تعني التشرد وضياع المستقبل والسجن والخوف وفوجئت في العام 1989 وبدون مقدمات بان الدولة تدعوني للانضمام للأحزاب صدمة لازلت إلى ألان غير قادر على ان اتغلب على مخاوفها فعملية بناء الدولة بحسن الاختيار لممثلي الشعب هي أصعب مرحلة يواجهها العقل الأردني ألان
ولعلني أفسر نجاح نواب التيار الإسلامي في أول انتخابات تشريعية في عام 89 سببه أن المواطن خرج من أزمة 89 وما حملتة من اتهامات بفساد الحكومة ورجالتها ووصول المواطن الى درجة عالية من الإحباط واليأس في التعامل مع الحكومة ووجد إمامة إمام المسجد وشيخ الدين صاحب الخلق الرفيع والأمانة والذي يحمل الدين في قلبة وعلى لسانة وبعضهم لة مواقف مشهودة في مناطحة الحكومة وشعر بأنة الوحيد الذي يمكن إن يثق بة ويسلم امره امام العدد الهائل من المرشحين في تلك الفترة فالعاطفة كانت أكثر حضورا" من العقل فالبرنامج الانتخابي كان ولا زال هو خسارة حبر وورق
والحالة الغريبة والتي نشهدها اليوم إلا و هي إن نسبة المتعلمين والمثقفين في الأردن إلى عدد السكان هي من أكثر دول العالم بنفس الوقت الذي عجزت فية هذة النسبة العالية عن القيام بدورها الصحيح بالاختيار الجيد لممثيلها في المجلس او حتي في غيرة من المجالس وإنما اعتمدت على عقل المجتمع والذي يدعو الى أنة انا واخوي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ضاربة بعرض الحائط بفرص الفئة المثقفة والسياسية والتي اصبحت تعاني من تدني حظوظها وان كانت أحيانا معدومة فسقوط العديد من الأسماء السياسية اللامعة في الانتخابات هي دليل على ذلك فقدمت من يفهم على من يقهم أكثر
ومحاولتنا أن نأتي بقوالب جاهزة ونحاول ان نكيفها مع بيئتنا تجربة تحتمل الفشل والنجاح وعلينا ان نعطي العقل فرصة لكي يستوعبها لان المشاكل عند التطبيق تكون كثيرة وتظهر لنا قضايا لم تكن أصلا موجودة في النموذج الأصلي لذلك علينا أن نتأنى قليلا" في عملية الدفع بالديمقراطية بحيث نتوقف فلبلا عن الحديث عن عملية إدخال مفهوم الانتخاب في كافة مجالات الحياة لدينا وفي اختيارنا للقيادات لإدارة كافة مؤسستنا فعليتا أن نؤمن بحتمية التطور التاريخي للعقل وان يعطى الفرصة لينمو بشكل سليم ولكن الحذر الحذر من عملية القفز فوق المراحل والدفش إلى الإمام فكل ما نتمنى إن نراة: حالة طبيعية للتطورالى الامام فلندعها تسيرولسنا بحاجة لان ننقل الاهرامات حتى نتعلم لعبة التنس



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد