قراءة في كتاب ملك وشعب (11)
يعد كتاب "ملك وشعب" الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.
وسأتناول هنا في المقال الحادي عشر ضمن سلسلة مقالات قراءة كتاب ملك وشعب "المبادرات الملكية السامية والإهتمام بإسر الشهداء" ومنذ أن تولى جلالة سيدنا سلطاته الدستورية فقد حرص جلالته على زيارة ذوي شهداء الواجب، وخصوصا شهداء عام 1967 ممن قضوا على ثرى فلسطين والحرص على تقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء وتلبية جميع مطالبهم، مقدّرا في الوقت ذاته الظروف التي عانتها الأسر بإستشهاد أبنائها في معارك الشهامة والكرامة والبطولة، وفي هذا السياق قال جلالة سيدنا مخاطبا أسر الشهداء أثناء لقائهم في الديوان الملكي الهاشمي العامر " لن يخرج أحد منكم من هنا دون تلبية طلباته وإحتياجاته، ولكم مني كل الإعتزاز والتقدير، ومن واجبنا أن نرعاكم ونقدّم الدعم إليكم".
وشملت المبادرات الملكية السامية شمول أبناء الشهداء بقانون الإسكان العسكري، وتسمّية المواقع الهامّة بأسماء الشهداء، لتبقى تضحياتهم مرتبطة بذاكرة الأردنيين جيلا بعد جيل. ومن هؤلاء الشهيد منصور قبلان، والشهيد سليمان العايد، والشهيد محمد بن فواز الذين استشهدوا في عام 1967، وكذلك زيارة جلالة سيدنا لذوي الشهيد البطل محمود صالح الحكوم من قرية يبلا في محافظة اربد الذي غادر قرية يبلا ببزته العسكرية ليروي ثرى فلسطين بدمائه الزكّية واحدا من أبطال الجيش العربي المصطفوي الذين استشهدوا على أسوار القدس قبل ما يزيد على أربعين عاما، حيث عثر على رفاته عام 2008 وقد تعالت أصوات الفخر والإعتزاز وسط الدموع والإبتسامة بعد أن أعيد رفاته ليتم دفنه في مسقط رأسه في بلدة يبلا/محافظة اربد بمراسم مهيبة أعادت في ذاكرة أبنائه وأحفاده سيرة بطولة شهداء الوطن. إضافة إلى زيارة ذوي الشهيد ملازم طيار يزن بسام عرنكي الذي لاقى وجه الله شهيدا في حادث سقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي، وزيارة أسرة الشهيد المقدم محمد سلمان الطراونه الذي أستشهد أثناء تأديته لواجبه في مطاردة عسكرية لمهربين في المنطقة الحدودية الشرقية حيث يعتبر مثالا للتضحية والوفاء من أجل أمن الوطن وحمايته من العابثين والخارجين عن القانون.
وتؤكد هذه الزيارات الملكية لأسر الشهداء حرص جلالة سيدنا ورعايته الموصولة لأبناء وأسر شهداء الجيش العربي، إكراما لأوراحهم ودمائهم الزكّية وتصديهم للدفاع عن تراب الأردن والتراب العربي في القدس وفلسطين، وللإطمئنان على أحوال ذوي الشهداء التي ترسّخ أسمى معاني التقدير لشهداء الوطن الأبرار.
وفي الحادي والعشرين من آذار من كل عام ذلك اليوم الخالد في ذاكرتنا الوطنية يحيي الأردنيون ذكرى معركة الكرامة الخالدة التي رد فيها جيشنا العربي المصطفوي العدوان الإسرائيلي عن الأرض الأردنية الطهور، حيث توجد مساحة كبيرة في قلب جلالة سيدنا لتكريم أسر شهداء معركة الكرامة والمصابين العسكريين أمثال قائد كتيبة الحسين الثانية الشهيد الرائد منصور كريشان وزملائه السته الذين إستشهدوا في المعركة، والشهيد ابراهيم الرواضية، والشهيد محمد الباتع، وأن إحتضان جلالة سيدنا لأبناء الشهداء الذين يحظون برعاية جلالته ودعمه لمتابعة ومواصلة مسيرتهم التعليمية والمهنية، يأتي وفاء وتكريما لشهداء معركة الكرامة الذين خاضوها دفاعا عن الوطن والأمة.
وإستمر التكريم الهاشمي حيث إصطحب جلالة سيدنا في لفتة إنسانية كريمة عددا من أبناء الشهداء والمتقاعدين العسكريين في رحلة إيمانية لأداء مناسك العمرة وإقامة الصلاة في أطهر بقاع الأرض، وقد لاقى هذا الحس الإنساني النبيل من جلالة سيدنا تجاه أبناء الشهداء التقدير حيث وصفوا هذا الموقف من جلالة سيدنا بالمشهد العظيم، الذي ليس غريبا على الهاشميين الذين يحرصون على وحدة وتماسك أسرتنا الأردنية الواحدة التي تلقى الإهتمام والمتابعة من جلالة سيدنا التي تدل على عظمة إنسانية جلالة الملك الذي يترجم ذلك إلى واقع.
وفي يوم نبأ استشهاد االبطل معاذ الكساسبة بتاريخ 3-2-2015 على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، بعد أن وقع أسيرا بأيدي هذا التنظيم التكفيري إثر سقوط طائرته الحربية بمدينة الرقة السورية في بتاريخ 24-12-2014 حيث كان يوم حزن وألم وغضب على الأردنيين، وأعرب جلالة سيدنا عن مشاعر الحزن والأسى لإستشهاد إبن الأردن الملازم الطيار معاذ الكساسبة حيث وجه جلالته كلمة إلى أبناء وبنات الأردن بقوله " ولقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته، وإلتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن العزيز، نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل معاذ، ومع شعبنا وقواتنا المسلحة في هذا المصاب، الذي هو مصاب الأردنيين والأردنيات جميعا، وفي هذه اللحظات الصعبة، فإن من واجب جميع أبناء وبنات الوطن الوقوف صفا واحدا، وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، والتي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما ومنعة ". كما قام جلالته بزيارة الى بيت عزاء عشيرة الكساسبه في بلدة عي بمحافظة الكرك حيث أن الشهيد معاذ إنضم إلى نخبة من شهاء رفاق السلاح، ممن قضوا في سبيل الدفاع عن الأردن العزيز ورسالة الإسلام والإنسانية.
هذا الشهيد البطل الذي سيبقى إسمه محفورا بكل فخر في سفر الوطن وقلوب أبنائه، وإستشهد معاذ نسرا شامخا في سبيل حمل رسالة ديننا الحنيف والدفاع عن وطننا، لإننا كلنا مشاريع شهادة للوطن قابضين على الزند للذود عنه، والتاريخ شاهد على كوكبة الشهداء التي لاقت وجه الله شهداء على أرض فلسطين والقدس الذين أبرّوا بقسم التضحية والبطولة والفداء.
وعندما يمضي شهيد على درب البطولة والتضحية، يتابع جلالة سيدنا ذلك حيث يقول " تحية الفخر والإعتزاز والتقدير إلى النشامى في قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي ، وأجهزتنا الأمنية في ميادين الرجولة والشرف، الذين يبذلون أرواحهم في سبيل حماية الوطن والذود عن مكتسباته، والسهر على أمن الوطن والمواطن".
كما يتابع جلالة سيدنا الإنجازات البطولية والمواقف الشجاعة التي يقوم بها جند الوطن كل في موقعه، فقد منح جلالة سيدنا الوكيل عمر فلاح البلاونة من مرتبات الدفاع المدني "وسام التضحية والفداء" تقديرا لشجاعته وبسالته في إنقاذ طفلين من جنسية عراقية خلال أمواج الأمطار الغزيرة وعواصف رياح شديدة التي اجتاحت المملكة وخصوصا منطقة البحر الميت، وتشجيعا للكوادر الميدانية التي تحرص على توفير السلامة والأمان لأبناء الوطن ومن يعيش على أرضه، ومما يؤكّد حرص جلالة سيدنا على دعم وتكريم المتميزين من أبناء وبنات الأردن.
نعم إنه الدعم الملكي الهاشمي وزيارة إسر الشهداء تقديرا لتضحياتهم وإكراما لأرواحهم ودمائهم الزكية، ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.
• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا
• عضو مجلس أمناء حاليا
• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك حاليا
• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
مستقبل سوريا في ظل مفهوم نتنياهوـ ترامب عن السلام
رسالة فرانسيس دينق إلى الشعب السوداني
خطب انتصار ترامب وخامنئي ونتنياهو
فارضي الأتاوات في القبضة الأمنيّة
وائل كفوري بانتظار طفل جديد .. صور
ديانا حداد ترد على شائعات اعتزالها وارتدائها الحجاب .. صور
براد بيت يكسر الصمت عن طلاقه وتعافيه من الإدمان
محمد حماقي يعود إلى مهرجان جرش بعد 10 سنوات
البلاشر الوردي: لمسة صيفية تنبض بالأنوثة والحيوية .. صور
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
مهم من الحكومة بشأن ارتفاع أسعار البنزين والديزل
أمين عام وزارة التربية يعلق على روقة إمتحان الإنجليزي المزيفة
الحكومة تقر توحيد تعرفة التاكسي ودعم النقل العام
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
بحضور أبرز الفنانين .. الإعلان عن موعد وفعاليات مهرجان جرش
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن اليوم
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة
مهم للأردنيين للباحثين عن عمل .. أسماء وتفاصيل