كيس البلاستيك .. عشقته الأسواق فصار وباء

mainThumb

06-09-2008 12:00 AM

عندما دخل كيس البلاستيك الأسواق العالمية أواخر السبعينات من القرن الماضي اعتبره التجار والمستهلكون فكرة ثورية. رخيص التصنيع لا يكلف الباعة شيئاً يذكر. خفيف لا وزن فعلياً له. المستهلك يأخذ منه ما يشاء ليملأه بالبضائع والبائع لا يتذمر. عشقوه. وسرعان ما اجتاح الاسواق. اعتمدته كل محلات السوبرماركت والبقالات كبيرة وصغيرة، في الدول الغنية والفقيرة، في المدن والقرى، ثم اعتمدت المخازن الاخرى نسخا مختلفة منه، اسمك قليلاً، اجمل، أكثر تلوناً وأكثر جاذبية.

صار موجوداً بوفرة في كل المحلات. عند بائع الخضر والفاكهة نراه معلّقاً رزما رزما. نسحب واحداً للعنب مثلاً، وآخر للتفاح، وثالث للبندورة، وهكذا. في السوبرماركت نطلب من العامل ان يضع كل صنف أو الأصناف المتشابهة في كيس واحد لتسهيل تفريغها في المنزل. ومتى أفرغناها نستسهل رميها في سلة النفايات أو في دورة وظائف أخرى.


ونتيجة صفات هذا الكيس بدأ الانسان يطوِّر استخدامه وكلما كانت المجتمعات أفقر توسّع دور الكيس. قد يتحول كيسا للنفايات في المطبخ أو الحمّام. كيسا لتخزين الطعام أو الثياب أو غيرها. بل حتى يستخدم أحياناً لنقل المياه ومكعبات الثلج. قد يصير أشبه بحقيبة يد لنقل كتب أو صحف أو غيرها لوقايتها من المطر. ففي النهاية هذا كيس، بلاستيك أو "نايلون" كما يسميه كثيرون. رقيق جدا ومتين. يقاوم الماء والرطوبة. خفيف. والاهم ان لا قيمة له. متى اردنا التخلص منه نفعل ذلك بلا تردد فسنحصل على عشرات مثله في أي لحظة.
لكن هذا الكيس، الذي يبدو ان كله فوائد، تحوّل في السنوات الاخيرة هاجساً بيئياً. دول ومجتمعات تسارع الى التخلص منه. أخرى تصارع للتخلص منه. وحملات في العالم للتنبيه الى مضّاره أملا في المساهمة في التخلص منه. فماذا حصل لكي يصير كيس البلاستيك منبوذا كأنه وباء؟

الاسباب كثيرة لا شك في أن في صلبها حقيقة لا يمكن أحداً أن ينكرها أو يتنكّر لها ليبقى خارجها أو يقنع نفسه أنه لا يراها: الوعي الأخضر بدأ يتعولم.

ولكن هل نحتاج فعلاً الى هذا الوعي لنرى الوجه الآخر لكيس البلاستيك؟ الواقع اننا نراه اينما كان وليس في السوبرماركت أو سلال النفايات فقط. نراه يملأ الشواطئ ويطفو على وجه المياه والارجح ان كثيرين "اصطادوه" أو "اصطادهم" وهم يسبحون في البحر. نراه يتطاير أمامنا في الطرق ويحط أحيانا على زجاج السيارة ونحن نقودها. ونراه عالقاً على الاشجار أو على الأسيجة. هذا كله بفضل خفة وزنه وقدرته على الطيران وطبعا بفضل خفة الانسان في التخلص منه، فيتركه في البرية بعد نزهة أو يرميه من السيارة أو على الرصيف.
هذا ما نراه مباشرة. لكن حقيقة الضرر أكبر من ذلك بكثير والسر يتجاوز صفاته الى مواد تصنيعه والاهم الى دورة حياته. فهذا الكيس الذي أظهرت الدراسات أن معدل استخدامه لا يتجاوز 12 دقيقة يعيش ما يصل الى ألف سنة.

مصنوع من مادة البوليثيلين وهي من المشتقات النفطية. وتالياً فإن انتاج اكياس البلاستيك يساهم في استهلاك الطاقة وتلوث الهواء وارتفاع حرارة الارض. وما يستهلكه العالم منها سنويا يراوح بين 500 مليار وتريليون كيس. وبهذا فإن الطلب العالمي عليها يتقاطع مع مشكلة الطلب على النفط. ومثل فقط، ان الولايات المتحدة التي تستهلك سنويا نحو 100 مليار تستخدم اكثر من 12 مليون برميل من النفط لتفي بهذا الطلب.

الاهم ان مادة البوليثيلين تحتاج الى مئات السنين لكي تتحلل. وتاليا فإن مشكلة كيس البلاستيك لا تنتهي عندما نتحلص منه بل هنا تماما تبدأ. سواء أكان الكيس في مقابر النفايات أم كان يتجول في الطبيعة فإنه يتكسّر جزيئات سامة تتسرب الى التراب والمياه وتفعل فعلها في النبات والحيوان ولا سيما منها الحيوانات البحرية.

والارقام والدراسات المتداولة بين منظمات حماية البيئة وبرنامج البيئة التابع للامم المتحدة تظهر وقائع مرعبة. فهي تفيد ان أكياس البلاستيك تسد مجاري المياه في الطرق وتتسبب بفيضانات اضافية في الكثير من الدول. وأكياس البلاستيك التي تسافر مسافات طويلة بفعل خفة وزنها تقتل سنوياً ما يصل الى مليون طائر بحري ونحو 100 الف من الثدييات البحرية واعداداً لا تحصى من الاسماك. فغالبا ما تظن الطيور البحرية اجزاء الاكياس طعاماً فتأكلها وتختنق. وبيّنت دراسة على طير القطرس في جزيرة ميدواي بالمحيط الهادئ مثلاً ان 200 الف من أصل 500 الف طير تولد كل سنة تنفق من الجوع لان القطارس الكبيرة تظنها طعاما وتطعمها لصغارها. وهذا يحصل في المياه أيضا. الاكياس تلتف على اسماك أو غيرها فتقتلها. حوت أو فقمة أو سلاحف البحر خصوصا قد تظنها طعاما (وتحديدا تظنها قناديل بحر) فتبتلعها وتقضي اختناقاً أو نتيجة التفاف البلاستيك على امعائها فتقضي جوعاً لانها غير قادرة على هضمها. وقد صنفت بعض انواع السلاحف وابقار البحر والفقمة المعتبرة مهددة أصلاً بدرجة أعلى من التهديد بسبب أكياس البلاستيك. وعلى الارض تواجه بعض الحيوانات ايضا مثل الابقار والماعز مصيراً مشابها عندما تبتلع اكياس بلاستيك ظنا منها انها طعام.

ولكن حتى نفوق الحيوانات والطيور لا ينهي مشكلة اكياس البلاستيك. فبعدما تتحلل الجثة تتحرر الاكياس لتبدأ الاذى من جديد في مكان آخر، مخلوق آخر، نبتة أخرى، أو تعود جزيئات سامة الى التراب والمياه.

طبعاً هناك من يعترض على هذه النظرية ويرى فيها مبالغة كبيرة ومن هؤلاء علماء في بريطانيا يؤكدون ان هذه الارقام تستند الى دراسة اجريت في كندا عام 1987 اساءت مجموعة من الباحثين الاستشهاد بها عام 2002 واستمر الخطأ الى ان صحّح عام 2006. يقول هؤلاء إن الدراسة الاولى وجدت ان أكثر من 100 الف من الثدييات البحرية والطيور قتلت بين 1981 و1984 بسبب بقايا عدة صيد وشباك ولم تذكر أكياس البلاستيك اطلاقاً. لكن لجنة كلفتها الحكومة الكندية اعداد دراسة عن أكياس البلاستيك عام 2002 عزت نفوق هذه الحيوانات "بخطأ مطبعي" الى أكياس البلاستيك وأخذ المتشددون بيئياً "الحقيقة الجديدة الخطأ" واستخدموها على نطاق واسع ولا يزالون مع ان المؤلفين صححوا الخطأ عام 2006 وابدلوا "أكياس البلاستيك" بنفايات البلاستيك واعترفوا ان الدراسة الاولى تحدثت عن عدة الصيد والشباك.
ويقول هؤلاء أيضاً ان أشكالاً أخرى من البلاستيك التي تقتل وليس الأكياس، فجزيئات النفايات التي تلقيها المصانع الكبرى اخطر بكثير على الطيور لانها تأكلها بسهولة اكبر. ثم ان النفايات المنزلية لا تتجاوز نسبة 20% من النفايات عموماً. وتالياً يؤكد هؤلاء ان التركيز على اكياس البلاستيك لا يحل مشكلة النفايات.

ولكن بمعزل عن "الخطأ" المشار اليه، فإن الارقام صارت الخلفية الاساسية في الحملة العالمية على أكياس البلاستيك وقد تعززت بدراسات لاحقة تؤكد ضرر البلاستيك على الحيوانات والطيور البحرية وعلى تلوث المياه والتربة والهواء. ثم ان مدير حملة "نظفوا العالم" التي تشغل الاسبوع الثالث من ايلول الجاري السيد إيان كيرنان قرر اطلاق الحملة بعدما لاحظ كمية البلاستيك والنفايات الاخرى التي تطفو على سطح المياه لدى ابحاره الى انحاء مختلفة من العالم.

في اي حال، إن مشكلة أكياس البلاستيك قائمة، وأحد وجوهها ما عانته بنغلادش. فقد ثبت لها ان هذه الاكياس كانت عاملا مساعدا جدا في الفيضانات الكبيرة بين 1988 و1998 لانها سدت مجاري المياه في الطرق لذا حظرت استخدامها ابتداء من 2002.

ومثل بنغلادش تحركت دول أخرى كثيرة للحد من استخدام كيس البلاستيك أو وقف استخدامه كليا ولأسباب متنوعة أساسها حماية البيئة. ففي النهاية كل ما صنعه الانسان من البلاستيك وتخلص منه برميه لا يزال معه وحوله يحدث أضراراً. وكل أكياس جديدة يصنعها تصرف من الطاقة والنفط ما يفضّل صرفه على امور اكثر فائدة أولاً لان سعر النفط صار مرتفعا، ثم لان كثيرين في العالم صاروا أكثر وعياً لضرورة خفض حمولة الأرض من النفايات المؤذية وخفض الأذى الذي يلحق بصحة الانسان أيضاً. ويكفي أن نعرف انه يمكن قيادة سيارة 115 متراً بكمية النفط المستخدم لانتاج كيس بلاستيك واحد. كل هذه الاسباب تكتسب قيمة اضافية عندما نعرف ان اعادة تدوير أكياس البلاستيك تبدو عملية صعبة ومكلفة وغير شعبية. فإعادة التدوير كانت لتحل المشكلة لكنها تحتاج الى بنية تحتية كبيرة جداً وهذه مكلفة للغاية وخصوصا اذا ما قورنت بكلفة تصنيع أكياس جديدة، ثم تحتاج الى اسواق للمنتج الجديد. والآن هناك عدد محدود جداً من الدول التي تملك نظاماً كهذا ، لذلك فإن نسبة محدودة جداً من الأكياس المستخدمة في العالم يعاد تدويرها، ولذلك أيضاً فإن الاتجاه العام هو الى وقف استخدامها.

الحاجة في دول افريقية عدة الى الحد من استخدام كيس البلاستيك كانت ولا تزال ملحّة نظرا الى المشاكل الكثيرة التي تولدت عنها وخصوصا حيث الفقر المدقع. فالى كونها تسد المجاري وتتسبب بنفوق حيوانات في المراعي، فان لها استخدامات ضارة جداً بالصحة اذ تستعمل للتخلص من النفايات البشرية فتقفل الأكياس على هذه الأوساخ وترمى في الشوارع أو على سطوح البيوت فتتحول سريعا جاذباً للذباب والحشرات الطائرة وغيرها. حتى أن حرق هذه الاكياس لا يفيد لأنه ينتج مواد سامة أخرى.

جنوب افريقيا فرضت حظراً على استخدام أكياس البلاستيك الرقيقة جداً عام 2003 وضرائب على الاكياس الأسمك بعدما بلغ انتاجها السنوي منها سبعة مليارات. وحذت حذوها اريتريا وجمهورية أرض الصومال التي اطلق سكانها على هذه الأكياس اسم "زهرة هيرغيزا" على اسم عاصمتهم. وهناك دول اخرى نظّمت استخدام الاكياس تبعاً لسماكتها وهي تفرض غرامات معينة على الرقيقة منها كما في رواندا واوغندا وكينيا، فيما جهود مماثلة تبذل في اثيوبيا وغانا وتنزانيا وغيرها.

وفي آسيا يزداد الوعي الاخضر أيضاً. قررت بعض الدول منع استخدام أكياس البلاستيك الرقيقة لأنها تسد مجاري المياه أو تلوث البيئة كما في تايوان ونيبال وعدد من مقاطعات الهند. وخطت الصين خطوتها الكبيرة في هذا الاتجاه في حزيران الماضي وسجلت سريعاً انخفاضاً نسبته 90% في استهلاك هذه الاكياس وبدأت المحلات تستعيض عنها بأكياس من القش المعاد تدويره، وفرضت غرامات كبيرة على من يتلاعب. وكان قرار الصين مهما لانها اقفلت أكبر مصنع لأكياس البلاستيك وصرفت عشرات الالوف من العمال لتظهر بذلك الكلفة الاجتماعية لدولة تريد أن تصير خضراء. ولا شك في أن البعد النفطي كان أساسياً في اتخاذ القرار اذ كان على الصين ان تكرر 37 مليون برميل من النفط الخام سنويا لتفي بحاجة سوقها من أكياس البلاستيك والتي تبلغ، استناداً الى الارقام الرسمية، ثلاثة مليارات كيس يوميا.

وتبدو المبادرات المشابهة في العالم العربي محدودة جداً وبعضها في الخليج. فالامارات العربية المتحدة مثلاً وضعت خطة هذا الصيف لخفض استخدام الاكياس بنسبة 15% سنويا الى حين وقف استخدامها.

وفي اوروبا يتصاعدالاتجاه الى حظر أكياس البلاستيك. عام 2002 فرضت ايرلندا ضريبة قيمتها 15 سنتاً على كل كيس مما أدى سريعاً الى خفض استخدامها بنسبة 90 % وتحولت اموال الضرائب الى دعم مبادرات بيئية اخرى. وتخضع اكياس البلاستيك الرقيقة لضرائب أيضا في أسوج والمانيا وستمنع قريبا في فرنسا، وتنوي ايطاليا فرض حظر شامل عليها في 2010.

أما في الولايات المتحدة، فيبدو الحظر صعباً وفرض الضريبة أصعب حتى الآن لكن معالجة المشكلة دخلت في القنوات التشريعية مع قوانين أو مطالب هنا وهناك. الحكومة ترفض فرض ضرائب على استخدام الاكياس الرقيقة لانها تعرف ان المستهلكين سيرفضون ذلك وقد بينت الدراسات ان الضريبة ستكلف المستهلك ما يصل الى 400 دولار سنويا. بعض الحكومات المحلية تفضل تثبيت خطط اعادة التدوير وتفرض على المحلات والمخازن وضع صناديق لاعادة التدوير وتشجيع المستهلكين على استخدامها، علما انه من اصل 100 مليار كيس تستهلكها الولايات المتحدة سنوياً يعاد تدوير 1% فقط.

الإجراء الاهم اتخذته مدينة سان فرنسيسكو في آذار الماضي عندما فرضت حظراً على الأكياس في محلات السوبرماركت الكبرى والصيدليات وبدأت برنامجا طوعيا لإعادة التدوير، لكن نتيجة هذا البرنامج كانت فشلا ذريعا اذ أعيد تدوير 5% من الاكياس فقط. وفي عدد من المدن الاميركية الاخرى تجد المحلات التي لديها مراكز لإعادة التدوير صعوبة في إقناع الزبائن بإعادة الأكياس.

الصورة لا تزال مشوّشة في العالم اذاً وأكياس البلاستيك لا تزال موجودة ومستخدمة بكثرة. فما الحلول؟

يرى البعض ان الجواب عن المشكلة يكمن في اعتماد اكياس الورق أو أكياس البلاستيك العضوي، أي تلك المصنوعة من مواد يمكن ان تتحلل. ولكن حتى هذه لها كلفة بيئية باهظة. أكياس الورق تعني أولا قطع المزيد من الأشجار. ومثل على ذلك ان أميركا تضطر الى قطع 14 مليون شجرة سنويا لتزويد المستهلكين الأميركيين حاجتهم الى نحو 10 مليارات كيس ورق. ثم ان الشركات الكبرى تجد صعوبة في التحوّل من اكياس البلاستيك الى أكياس الورق لان الكلفة تفوق ما يريد أي شخص ان ينفق، ومثله موقفها من التحول الى اكياس البلاستيك العضوي.
الاختصاصيون يعتبرون الورق والبلاستيك العضوي بديلين وليسا حلاً. صحيح، يقولون ان البلاستيك العضوي مصنوع من مواد طبيعية مثل الصويا والذرة، لكن هذه المواد تحتوي أيضاً على مواد كيميائية لا نعرفها مستخدمة في المزارع، لذا فان البلاستيك العضوي لا يحتاج الى مئات السنين ليتحلل لكنه يتحلل بشكل بطيء جدا. اضافة الى كلفته المادية الكبيرة.

لذا فإن الحل الأمثل يكمن أولاً وثانياً وثالثا في التوعية وفي تغيير السلوك الفردي لكي يتغير سلوك المجتمعات. وهذا ممكن على أكثر من مستوى. الاول والاسهل هو استخدام كيس البلاستيك الى أقصى حد ممكن واطول مدة ممكنة ثم إعادة تدويره. فتصنيع البلاستيك المعاد تدويره يحتاج الى 70% طاقة أقل من تصنيع البلاستيك الجديد. واذا لم تكن اعادة التدوير متوافرة فالتأكد من التخلص منه بطريقة سليمة تضمن ألا يتطاير في الهواء. والافضل الاستغناء عن البلاستيك والاستعاضة عنه بأكياس يمكن استخدامها باستمرار أو مصنوعة من مواد يعاد تدويرها كالقماش، أو الاستعاضة عنها بسلة من القش مثلاً أو علب من الكرتون. فهذه توفر على المستهلك وعلى البيئة، حتى ان هناك اكياساً مصنوعة من قناني بلاستيك معاد تدويرها.

وفي اطار التوعية ولا سيما لضرورة استخدام البلاستيك الى اقصى حد ما دام موجوداً وبكثرة، هناك مبادرات عدة لأفراد وجمعيات لتحويل الاكياس المستخدمة الى أمور مفيدة. في كمبوديا مثلا اقامت جمعية عرضا لأزياء واكسسوارات مثل أحزمة وحقائب يد مصنوعة من أكياس البلاستيك للتشجيع على استخدامها وعدم رميها اينما كان. وفي افريقيا مبادرات شبيهة، خصوصا أن الاكياس تتطاير الى حد ان جميعة قررت "حصادها" فصارت تحصد نحو 30 الف كيس شهرياً وتستخدمها في صنع قبّعات وحقائب. وفي أميركا ايضا ثمة مبادرات مماثلة.

وهناك نوع آخر من المبادرات للتوعية. فالموضة البيئية الاحدث الان هي: احضر كيسك الى السوبرماركت. وهناك محلات تجارية بدأت تستجيب لقلق بدأ يظهر لدى بعض المستهلكين كأن تمنح المستهلك الذي يأتي مع كيسه حسومات أو تقدم اغراءات للمستهلكين ليعيدوا الاكياس من اجل اعادة تدويرها. وفي عدد من الدول هناك من يعمل على تثقيف أصحاب المحلات والموظفين فيها وتطبيق ذلك في سؤال المستهلك كل مرة اذا كان يريد كيساً وتعليم العمال طريقة استخدام الحد الادنى الممكن من الاكياس في ملء الأغراض للمستهلك. وهكذا.

هل تصير أكياس البلاستيك من الماضي قريبا؟ واضح ان الجهود تتزايد في العالم لجعلها كذلك وان الحكومات لا بد ان تستجيب لهذا التوجه في وقت ما، لكن كل انسان قادر على تقريب هذا الموعد وعلى حماية نفسه وبيئته اذا قرر ان يبدأ بتغيير سلوكه.

* نقلا عن صحيفة "النهار" اللبنانية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد