الخمور المصنعة محلياً!

mainThumb

07-09-2008 12:00 AM

دس الرؤوس في الرمال أمر غير ذي قيمة.. والبلد من خلال تقارير رسمية منشورة كغيره من دول العالم مليء بالسكارى! وكما أن هناك من يود لو أوقف ساعته ليهنأ بشهر الصوم، فإن هناك من يود لو استطاع القفز بالأيام حتى آخر أيام الشهر الكريم والغاية غير النبيلة: " مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ"!
بعيدا عن هذا الاستطراد، تقارير الإدارة العامة للمرور بين فترة وأخرى، وكذا تقارير جمعية الهلال الأحمر السعودي المنشورة والمعلنة في وسائل الإعلام ـ لا أقول غير المعلنة ـ كلها تؤكد أن هناك نسبة لا يستهان بها من معاقري الخمور في بلادنا.. ما المشكلة؟ بطبيعة الحال ليس ثمة مشكلة طارئة، فالخمور موجودة منذ مئات السنين.. المشكلة هي في طريقة تعاطينا مع هذه المشكلة التي بدأت تجر مشاكل أكبر..

اليوم لا يوجد شارب للخمر لا يعلم أن الخمر حرام..ولا يوجد سكران لا يعي أن لشرب الخمر عقوبة.. وأن لتهريبه عقوبة.. وأن لترويجه عقوبة.. لكن هناك الكثيرون لا يدركون مضار الخمر على الرغم من كون بعضهم متعلماً ويحمل شهادة علمية لا يستهان بها!

الزميل القدير محمد الأحيدب تحدث في زاويته عبر صحيفة الرياض الأسبوع الماضي عن هذا الموضوع وطالب بإنشاء جمعية لمكافحة الكحول.. عطفاً على ما نقرؤه كل يوم ـ بلا مبالغة ـ عن ضبط الجهات الأمنية أو هيئة الأمر بالمعروف أوكار تصنيع الخمور.. الزميل تحدث في المقال من وجهة نظره كصيدلي وأبان خطورة الخمور المصنعة محليا، واحتوائها على مواد تسبب تلف العصب البصري وتلف المخ وتلف الكبد، ومنها مادة "البايردين" التي تستخدم كمذيب صناعي والتي تؤدي مباشرة إلى تكسر خلايا الكبد.. ومنها مادة (الميثانول) السامة التي تسبب تلف العصب البصري وتليف الكبد بسرعة كبيرة، ومنها مادة (الأيزوبروبايل) السامة والمؤثرة على خلايا المخ والكبد والكلى وتسبب الفشل الكلوي.

أظن أننا بالفعل بحاجة لتغيير خطابنا تجاه هذه المشكلة بالذات.. لا أحد يجهل حرمة الخمور.. لكنهم كثيرون أولئك الذين يجهلون مخاطرها، خاصة تلك المصنعة محلياً.

* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد