رسالة عجوز جرشي لدولة الرئيس

mainThumb

22-11-2008 12:00 AM

قبل خمسة عشر عاما كنت مشرفا تربويا في جرش, وكنت في كل صباح أتجول في رحاب طبيعتها الجميلة حاملا في وجداني تجربة تربوية أقدمها لزملائي من المعلمين الذين اخلصوا في العطاء, ونالوا شرف المهنة, وكنت أرى الناس الطيبين البسطاء وهم يحملون على أكتافهم أعباء الحياة محاولين إزاحتها إلى أكتاف الطبيعة و جنبات الحقول, فكنت أشاهدهم في (بليلا وجبا وأم الزيتون وسوف وبرما وخشيبة), وفي (ساكب) التي تتباهى بأناقتها على قمة جبل جرشي, وكأنها عروس رومانية تحيط بها عرائس المروج, ويغني لها (ملجاريوس ) قصائد الخلود ...

لفت انتباهي ذات يوم ختيار من (جراسيا) يقف على حافة الطريق في (أم الفراديس) وهو يردد جملا عذبة مليئة بالبراءة, وحب الوطن والأرض, أمس وأنا أقرا خبر رسالة صادقة يحملها نائب لتحط على مكتب الرئيس , تذكرت ذلك العجوز الذي جعدت وجهه الأيام , و أنا أقرا رسالة الألم والأسى التي تعبر عن تغير الأزمان والأحوال , حيث أصبح الناس في وضع لا يحسدون عليه, و تذكرت قول الشاعر الحكمي : غير مأسوف على زمن ينقضي بالهم والحزن وتذكرت أغنية جميلة لوديع الصافي : "الله يرضى عليك يا ابني ظهري انكسر والهم ذوبني ولك خوذ ليلى بنت ضيعتنا بترتاح معها وما بتتعبني".

دولة الرئيس الأكرم

إن معزوفة الحزن لهذا الختيار الجرشي هي معزوفة الحزن التي ألمت بغالبية الأردنيين البسطاء, فقد أفقدتهم (البورصة) آمالهم, وأعادت لهم سلطة الفقر من جديد فهم يتشفعون ويأملون خيرا من سيد البلاد , ودولة الرئيس , يقول الختيار : "يا بني وحد الله ما لي آخر عمري غيرك أمـلْ شايل من هموم الطفر والديــن ما شاله جملْ بحق الله عليك ما تترك أولادي بـلا سكـــنْ خـايف يجيني المـوت وما معي حق الكفــنْ " . فهل من مجيب ؟ ! .

وأقول لذلك الرجل المسن, كما قال الشاعر الجاهلي : مضى قصد السبيل وكل حي إذا يدعى لميتته أجابا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد