المجد يُنتزع ولا يُعطى

 المجد يُنتزع ولا يُعطى

16-12-2025 02:52 PM

عبدالله جياتنة

الأحلام الكبيرة لا تعرف الاستئذان، القمم لا تُهدى، تُؤخذ بقوة، والفرص لا تُنتظر، بل تُصنع بإرادة، أو بعبارة صريحة وواضحة كما قال حكيم ذات مرة: "المجد يُنتزع ولا يُعطى، منتخبنا الوطني يلاقي شقيقه المغربي، الخميس على أرض لوسيل في نهائي كأس العرب 2025, ولا كلام بعد ذلك.
أطلقوا الكثير من الصفات والألقاب على منتخب صلب ولد من رحم المعاناة، منتخب الصدفة! منتخب الطفرة! منتخب الحظ! منتخب الظروف!
وأن فكّرت وأمعنت النظر، تجد أن وجهة نظرهم قد تبدو مٌبرّرة من زاوية ما، لكن ليست على حق بالطبع، كيف لا وفي ظرف سنة وعشرة أشهر بالتمام والكمال، حلَ النشامى وصيفًا لكأس آسيا في نهائي درامتيكي هوليوودي، ووصل النشامى لكأس العالم كأول منتخب عربي يتأهل مباشرةً، وهاهم وضعوا مصر جانبًا، وتخطوا العراق، وتجاوزا السعودية، ووصلوا لنهائي كأس العرب!
هذه إنجازات ليست بالسهلة، إنجازات تتطلب العمل، الجهد، الصبر الطويل، والمال الكثير بطبيعة الحال كعنصر ليس بالأساسي كما يظن البعض لكن لا غنى عنه بطبيعة الحال، هذه إنجازات دفعت وتدفع دول الخليج مُنذ أعوام الملايين وبعضهم المليارات على تطوير منتخباتهم! منهم من بدأ بالتجنيس (كارلوس يلعب مع محمد)، ومنهم من طور دوريه ليصبح من الأفضل بالعالم ومنهم من جلب مدربين ذو مستوى رفيع، ومنهم من بنى بنية تحتيه بمليارات الدولارات، ومع كل هذا لم ينجح أيًا منهم في تحقيق نصف ما حققه النشامى، إذًا تستغربوا إن جنَّ جنونهم!
نترك كلَ هذه الأقاويل والكلام الطويل الذي لا ينتهي ورأء ظهورنا، ونركز على ما بعد غد، أمامنا كأس يجب أن ننتزعه، أمام منتخب ليس سهلُا لكن ليس مستحيلًا، منتخب يجيد إدارة المباراة بمجهود بسيط، ويمتلك عناصر قوية لكن ثقتنا لا توصف في السلّامي وأبنائه.
السلّامي صاغ من هذا المنتخب فريقًا ناضجًا تكتيكيًا في كل ثلث من أرض الملعب، في حالة الهجوم والدفاع، منتخبنا وصل إلى النهائي بقوته وجهده، لا بهدايا، الثقة عالية والنجاح رهين بقتال 90 دقيقة، وقد تمتد لـ120 وربما تقرره ركلات الترجيح، لا نعلم ماذا سيحدث، لكن ثقتي في لاعبي منتخبي عمياء، وأعلم يقينًا أنه أحد سيقصّر في واجباته الهجومية والدفاعية.
اليوم لا وقت للأمنيات، أفعلوها لأجل شعبكم لأجل وطنكم، لأجل الأردن، لا لأجل المنتقدين السلبيين فقد ألجمتموهم بالفعل، أفعلوها لأجل يزن.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد