شباب من زجاج ؟؟؟

mainThumb

21-09-2008 12:00 AM

ارتطم كتفي بكتفه أثناء خروجي من المكتبة . التفت له معتذرا فامسك بيدي وابعد هاتفه النقال وقال انتظر لحظة لي حديث معك . قلت يا بني أريد أن اعتذر لك عن قلة انتباهي . قال ليس من اجل ذلك أريدك . تفرست في وجهه وقلت في نفسي :يا طولة الروح والصبر .

أغلق هاتفه وسلم بحرارة .فقلت هل تعرفني؟؟ .أجاب مبتسما وخرجت كلماته تشق طريقها بين أصوات طرقعة العلكة التي يمضغها بشراهة قائلا ألا تذكرني أنا ابن جاركم أبو .....قلت : بصراحة تغيرت ملامحك منذ أن رحلتم قبل سبع سنين .قال طبعا لكنك لم تتغير ألازلت تصادق الكتب وتبتعد عن الناس ؟؟قلت صحيح لازلت على هذه العادة .

قال : أريدك في حديث خاص ولابد أن نذهب إلى كوفي شوب قريب ولا تتحجج بالوقت أعرفك لا تعمل شيء سوى تغذية الدماغ بالقراءة .وجرني وهو مشغول بمكالمات من جهازين مرصوفين على خاصرته لم يعطني الوقت للإجابة فهو مشغول طوال الوقت بالحديث بهما.

أضفت إلى قاموس معجمي بضع الكلمات مثل كبير يا كبيير..على راسي يا كبير ..... وفي الهاتف النقال الثاني كلمات مثل :زبلتها ..طرقعتلها...زحلقتها..جوّي...وانتهزت فرصة دخولنا الى كوفي شوب فاتخذ زاوية وقال : أريد أن أسألك .

قلت فورا :لا أنا أريد أن أسألك.قال : رش .فهمت انه يعني هات ما عندك .سألت : لماذا تركتم الحارة فجأة. قال :الفلوس بتعمل كل شيء .

قلت : سبحان الله من أين لكم بهذه الفلوس ؟ قال : أخي الكبير عمل بودي غارد في احد الملاهي الليلية وتعرف على عجوز ألمانية تزوجها وهاجر وبعد عامين تطوع في الجيش الألماني في افغانسان .

واشترى لنا فيلا في حي محترم وعلّم أخي الثاني في مراكز تعليم اللغة الانجليزية وهو يعمل الآن مترجم في الجيش الأمريكي في العراق .. قلت وأنت تحمل جوالين لماذا ؟ قال الأول للأصدقاء من الذكور والعائلة والثاني سلامة فهمك . ومد الهاتف الثاني لي وفتح قائمة الأسماء ....وجدت أسماء غريبة مثل مشحوطة ..باباسمحلي ..منتوفة ..هزازة .. أم رأس.. خجلت من قراءة بقية الأسماء واعدت له هاتفه .وهو يتفحص تعابير وجهي كأني قادم من كوكب آخر ومن وقت لآخر يفرك سلسلة ذهبية متدلية على صدره .

فقلت بتهور .وأنت ماذا تعمل ؟ قال بصراحة لهذا أردتك .فانا اعلم انك تعلمت وعشت فترة في الغرب وأنا أطارد السائحات عساني أحظى بواحدة تخرجني من هنا.

فجأة انتبهت على قول احدهم جات سليمة هذه المرة يا عم خفف من انفعالاتك صحتك ما بتسمح .أردت النهوض من سرير الطوارئ والتفت الى الممرض قرب السرير وهو منشغل بمكالمة كأني سمعت مثلها من الذي تعثر ت به والتفت الى صاحبه يقول معلش أعطيه الدواء حتى انتهي من حديثي مع الهزازة وضحك الاثنين معا .

صرخت بأعلى صوتي :يا دكتور أريد حقنة مضادة للكرامة .ومسهل للنخوة وتحميله ضد الغيرة على أعراض الناس وصدمة كهربائية تحرق الوطنية وفرغ راسي من كل العلوم بعد أن أقف على قارعة الطريق أبيع مكتبتي لاشتري هاتف نقال وعلكة لكي أصبح شابا من زجاج .

رد الطبيب بلكنة غربية وبعض الشتائم العبرية يعتقد أني لا افهمها ! أعيدوا الفحوصات كلها لابد انه يحمل عدوى متحوصلة منذ العدوان الثلاثي على مصر وإضراب جميع عمال المواني العربية احتجاجا على ذلك .

وثورة الجزائر وابحثوا في دمه عن صورة لفيتنام ورنين مغناطيسي لدماغه المتأثر بالثورة العربية الكبرى..وابحثوا في قلبه إن كان لم تأثر بعد بالإسلام على الطريقة الفرنسية أو ألمانية أو البريطانية أو الأمريكية أو تأثر بفتاوى الجنس الشرعي الحديثة من نوع المسيار أو السياحي أو اغتصاب القاصرات بطريقة شرعية. أو فتاوي القتل لاختلاف وجهات النظر .

قلت : لا حاجة لذلك سأذهب لأقرب موقع آثار عسى أن يأخذني سائح لأي متحف عندهم ويجروا اختباراتهم لمعرفة سبب تمسكي بالقيم والإسلام المتسامح حتى ألان ؟.. رد بكل بساطة ... غيرك كان اشطر خذووووووه ..... حمدت الله أن الممرض الأول لا يزال يطرقع كلمات مع الهزازة والثاني يلصق أذنه بالهاتف وهربت لأكتب هذه الكلمات بعد حصولي على فيزا للهجرة الى خارج الاغتراب الفكري... وافقت على صوت المؤذن//// الصلاة جامعة////....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد