هلوسات رمضانية

mainThumb

29-09-2008 12:00 AM

عزيزي رمضان حللت أهلاً ووطئت سهلاً في أمة ما زالت تهوى الذل و الخنوع, وها قد شارفت على الانتهاء وما زلنا كما نحن, لم نختلف كثيراً بتشريفك لنا ولا حتى بمغادرتك بيوتنا.

عزيزي رمضان قبل أن تغادر دعني أحدثك عن أمتي الغارقة وعما يجري في أيامنا هذه, فما زال المواطن العربي يجري كل يوم منذ ساعات الصباح الأولى حتى غروب الشمس من أجل أن يؤمن له حياة معجونة بالذل, وما زال هذا المواطن المسكين يتحدث مع نفسه كالمجنون ويشكو و يبكي من صعوبة الحياة.

يا رمضان يا شهر الغفران, ما زال هناك الكثير من الشباب غارقين بذنوبهم لا يشعرون بغيرهم ضائعين بين الواكس وبنطال ممزق, وبالمقابل هناك الكثير من الفتيات غارقات بذنوبهن وتبرجهن حالمات بفارس أحلام يشبه ديوث جعلنه بطلاً أسمينه "مهند".

عزيزي رمضان يا من أنت رحمة للإنسان ما زال هناك في وطننا العربي ظالمون يقهرون الضعيف منّا, ويأكلون حق المساكين غير سائلين بما يجري لهم, هل تعلم يا رمضان أنّ هناك فقراء لا يقدرون على تأمين كسرة الخبز, وبالمقابل هناك رجل واحد يقال إنه مسلم وهو سادس أغنى رجل في العالم تقدر ثروته بـ 20 مليار دولار, وهل سمعت عن طوابير المنتظرين رغيف خبز في أم الدنيا مصر, وهل تمعنت خلال وجودك بيننا بحادثة أهالي الدويقة وماذا حلّ بهم.

يا رمضان خلال وجودك بيننا حلّت مصيبة بأهالي القرى الأردنية, لأنهم صدقوا المخادعين وحلموا أن يعيشوا حياة هنيئة وتأمين أطفالهم بحياة كريمة عبر بورصات حللوها في البداية و حرموها عند حدوث الكارثة, لا تلمهم فالحياة الصعبة أجبرتهم أن لا يفرقوا بين حلال و حرام, يا رمضان عندما تحدث كارثة ببلاد الرعاة و البقر يرتفع بترولنا الى 120 دولار بسبب سياسة خاطئة يتحكم بها رجل يظلم الغباء إن وصفته بذلك, و فرق السعر يدفعه مواطن عربي يعيش بقرية نائية لا يعلم بأي ذنب دفع ضريبة سياسة غبية.

يا رمضان لن أثقل عليك وأعلم أنّ حالنا أبكاك ولكن اسمحلي أن أخبرك بمصائب أخرى, فلسطين أسيرة هذا ليس بالجديد ولكن الجديد أنّهم قسموا فلسطين, هذا يريد وذلك يريد والشعب قابع تحت نار الاحتلال واقتتال الإخوان وغزة مازالت تعيش الحصار, ونحن نشاهد باب الحارة وفلسطين أصبحت 100 حارة, كل حارة يتزعمها "عكيد" أفضلهم يسرق وينهب وأحسنهم يظلم ويضيع.

وأما العراق لا تسأل عنه فما زالت حكومة الاحتلال تحكم وتظلم, وما زال العراقيون مشتتين في بقاع العالم, يبيعون الدخان على قارعة الطريق, ومسؤولوه يعيشون حياة رغيدة وينهبون خيراته العديدة, والاحتلال الغاشم استباح كل شيء. يا رمضان اعذرني إن أثقلت عليك ولكن هذه بعض من مصائب أمتي, وأعلم يا رمضان لو كان عدد أيامك 365 يوماً لن يغسل ذلك عارنا وذنوبنا التي أثقلت كاهلنا, ولكن وجودك في كل عام يكفي بأن يتابعك جزء منا ليس من أجلك بل من أجل باب الحارة بجزئه الرابع وجزء آخر من أجل صحن "قطايف" ويبقى جزء قليل ينتظرك بشوق كي يحصل من الله على الأجر.

يا رمضان وحد واجمع قلوب المسلمين ولا تشتتهم كما يفعل هلالك في كل عام, وأتمنى أن نلقاك بعد عام وأحوالنا تغيرت للأحسن وهلوساتي لم تعد سوى حبرٍ على ورق.

وداعاً رمضان وأهلا شوال .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد