الصحافة والكعب العالي

mainThumb

06-05-2009 12:00 AM

في يوم حرية الصحافة أشفق كثيرا على الصحافة العربية بشكل عام وهي تحاول أن تطاول حرية الصحافة في بلدان العالم الديمقراطي المتحرر, ولا اخالني أبالغ إذا قلت أني أكاد أرى الصحافة العربية ترتدي الكعب العالي وتتزين بكل مساحيق التجميل لتحاول أن تجعل لنفسها موضع قدم في عالم الصحافة والإعلام الحر ولتحاول أن تظهر هامتها بين الهامات الصحفية, ولتبدو جميلة في يوم عرسها ولو لمرة واحدة في حياتها.

لا أريد أن ابدوا هجوميا في مقالي ولا أريد للناس أن يصفقوا لي ويقولوا في سرهم صدقت وكفيت ووفيت لأني فعلا أحس بانحسار وتراجع هذه السلطة المهمة في عالمنا العربي تحديدا أكثر من غيرها من دول العالم, وهذا أمر بالغ الخطورة وقد يبشر بالمزيد من التراجع وانتشار الفساد ورموزه وتنامي وتزايد الأصوات المروجة للانهزام والتخلف والكذب.

الصحافة والإعلام السلطة الرابعة في تصنيف السلطات التقليدية - أي بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية - تعد السلطة الأولى الفعلية التي يستطيع المواطن في الواقع الوصول إليها بسهولة وبث همومه وشجونه بحرية ومن غير خوف.

الصحافة الحرة هي لسان حال كل مواطن وهي لسان حال كل مسئول وهي لسان حال كل سلطة. الصحافة الحرة هي المكان الذي يأوي إليه كل باحث عن الحقيقة وكل باحث عن العدالة وكل باحث عن الحرية.

الصحافة الحرة لا تحسب على احد ولا تقدم أحدا على احد, الصحافة الحرة لا تعرف إلى الوطن والمواطن ولا تقدم أي مصلحة مهما كانت على مصلحة الوطن والمواطن. الصحافة الحرة لا تعرف أقلاما مأجورة ولا تقبلها ولا تخضع لأي ابتزاز من أي جهة.

في يوم حرية الصحافة تذكرت التقرير المسحي لمركز القدس للدراسات حول نسبة الصحافيين الذين تعرضوا لاحتواء ناعم من الحكومة في الأردن والتي قدرت بحوالي 65% من مجموع عينة الاستطلاع, والحال طبعا ليس بأحسن منه في كل الدول العربية والتي قد تصل نسبة الاحتواء إلى أكثر من هذه النسبة بكثير.

في يوم حرية الصحافة أتذكر أولئك الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية الكلمة والدفاع عنها ونقلها بأمانة إلى المواطن أينما كان ومهما عظم الثمن. في يوم حرية الصحافة اشكر كل الأقلام الحرة المخلصة الصادقة الماضية على طريق الحرية دون كلل أو وهن أو تراجع.

في يوم حرية الصحافة ارجوا أن نطور مصلا يساعد الصحافة المصابة بانفلونزا الكذب والغش والتزوير والخداع والتدليس على الوطن والمواطن للشفاء ومنع انتشار هذا الفيروس الخطير الذي لا يقل خطورة عن أنفلونزا الخنازير أو الطيور أو أي انفلونزا قد تظهر لا قدر الله.

في يوم حرية الصحافة أتذكر واذكر كل الزملاء في حقل الصحافة والإعلام دعوة جلالة الملك المفدى إلى حرية سقفها السماء, حرية مسئولة بعيدا عن جلد الذات أو تزيين الأكاذيب وصناعة الإمبراطوريات الورقية والقشية الزائفة الهزيلة.

abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد