المعلم وفقدان البوصلة

mainThumb

02-05-2009 12:00 AM

حينما يغيب الهدف من الأداء تغيب القدرة على الإنجاز ، ،ولذا فإننا لا نعجب من العشوائية و السلوكيات السلبية التي قد تصدر منا كمعلمين إذا نسينا أننا نحمل رسالة لها قدسيتها و عظمتها ، وحينما يصبح المعلم موظفا وتصبح المدرسة دائرة حكومية تضيع العملية التربوية و يصبح التعليم مجرد عمل روتيني لقبض الراتب الشهري .

غياب المعلم يعني بالضرورة غياب الجيل المتزن والواعي والمتقف والمطلع ، وظهور العنصرية والتبعية والتقليد الأعمى ، وازياد العنف ، وجميع المعالم السلبية للمجتمع ، ولذا فإن مهنة التعليم تقتضي أن نحسن حتى لو اساء الآخرون ، وأن نعطي حتى لو اخذ الأخرون ، وان نزرع بذرة بدل ذم الجفاف ، وأن نبتسم حينما يضيق صدر الآخرين المعلم يملك بيديه بوصلة رسالته ، وهو الذي سيقف محاسبا أمام الله تعالى كونه مسؤول عن اخطر مهنة في المجتمع، وعودة البوصلة تقتضي استذكار هدفه في البناء والتنمية والتغيير ، وبث الافكار الطيبة ، وممارسة دور الأخ المرشد والناصح ، من خلال القدوة الحسنة والنصيحة الصادقة ، والتوجيه الفعلي قبل ان نطالب بحقوق المعلم دعونا بداية أن نتأكد اننا نقدم ما يجب علينا من مسؤوليات فإن أدينا واجبنا بأمانة وصدق فإن المجتمع مرغما سيأتي و يعطي المعلم التقدير الذي يستحق .

إننا كمعلمين سبب لتدني مستوى التربية والتعليم ولسنا عرضا ظاهرا ، والحل يكمن داخل قلوبنا ، ونستطيع من الآن ان نخلص النية لله تعالى ،فالله عز وجل ربط التغيير بالداخل ، فإن شعرنا بثمرة جهودنا فتلك عاجل بشرى المؤمن ، وإن لم نشعر بها فإنها موجودة في سجلاتنا بين يدي الله عز وجل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد