كل عام و انتم بخير .. أهلنا في غزة .. !!

mainThumb

09-12-2008 12:00 AM

المسجات من ليلة الأمس لم تهدأ ... ما أن تبعث واحدة حتى تأتيك العشرات ...!! لا أريد أن أتكلم في هذا الموضوع و كيف أن علاقاتنا الاجتماعية أصبحت عبر الهاتف المتنقل ..و عبر الانترنت ...؟؟! لكنني تذكرت أخوتنا في غزة في أول أيام العيد ... كيف هو حالهم ... !! فالطفل الصغير عندنا - و إن كنا نحن الشعوب العربية نعاني في كل ركن من أركان وطننا الممتد من المحيط إلى الخليج – يقوم في الصباح الباكر و يلبس ما طاب له من الثياب و العطور و تهتم والدته بترتيب هندامه و يعطى مصروفا غير العادة و الكل يقبله من هنا و من هنالك ... و الطفل في غزة يستيقظ في الصباح الباكر يبحث عن شربة ماء نظيفة أو كسرة خبز أو ما تبقى من حليب أمه التي انتزعت الحياة شيئا من أنوثتها و الكثير الكثير من قدرتها على الابتسام ...!!

هذا الطفل لا يجد من يقبله في أول أيام العيد ..ربما لا يجد من يلتفت إليه لان الهم اكبر من أن نمارس العواطف ...!! الأم هي الأخرى لن تتعب كثيرا في البحث عن احمر الشفاه أو عطورها .. ستحاول أن تبحث في أركان البيت عن إبرة و عن خيط لترمم ثياب أطفالها ... ستبحث عن حبات رز ربما تناثرت يوما ما هنا أو هناك ... !!

و ذلك الأب .. يخرج لا ليذهب لمعايدة والدته التي أضناها المرض بل ليأمل أن يفتح معبر في هذا الركن أو ذاك ( تخيلوا أن يصبح حلمه في الحياة أن تفتح المعابر) أليس هذا نوع من البطر ...!!؟؟ كنت أتساءل هل يجلسون في المساء و يبعثون المسجات هنا و هناك ..!! ضحكت من سذاجتي ...!! ربما يتابعون التلفاز في حالة عودة التيار الكهربائي لكي يسمعوا ما تمخضت عنه اجتماعاتنا نحن في الكوكب الأخر ...!! أخوتي الأحباء في غزة ... كل عام و انتم بخير ..!! و اشدد على كلمة ( خير ) لأننا نحن نتداولها عرفا و لكنها عندما تقال لهم فإنها تنزع عنها طابعها الاعتيادي لكي تترجم إلى واقع حي يتجسد في غزة ...!!

أحبائي كان يجب أن تعرفوا أننا جوقة بلهاء منذ أن كانت (هدى ) تصرخ على شاطئ الموت تبكي أباها و ووقفنا نحن كأن بنا صمم وقفنا كرجل عاجز أمام أنوثة متمردة ...!! و الله إننا نخجل و نحن نقبل بعضنا في العيد و نتبادل الهدايا و المسجات و نشتم افخر أنواع العطور ... و انتم الابن يبكي و الأم تكبت في صدرها الكثير و الأب يتأفف ...!!

لي رجاء عندكم بان تكون عيونكم نحو السماء لان الفرج من هناك وان لا تكون باتجاه شاشات التلفاز لأنه منذ خمسين عاما و انتم تمارسون هذه العادة ... و لغاية الآن كل عيد يكون أسوأ من الذي قبله ...!! أعانكم الله أحبائي في أيام البرد القارص ...!! ما أصعبها من لحظات ... جوع ... مرض ... طفولة تباد .. ابتسامة تسرق .. و عيد بأي حال عدت يا عيد ...!!
Fugara2006@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد