نكتة فتحاوية : مؤتمر فتح القادم بذكرى ميلاد الشهيد الرّئيس!

mainThumb

01-07-2009 12:00 AM

مهدي جرادات

بتاريخ حركة فتح كلّها لم نسمع أو نقرأ أي أهازيج أو نكت سياسية أو ألاعيب سياسية إلاّ في عهد الرّئيس محمود عبّاس،حيث في الرابع عشر من حزيران إلتمّ الشّمل الفتحاوي في عمّان الحبيبة،وإتّجهت كاميرات التّصوير إلى هذا الإجتماع لإلتقاط الإبتسامات الفتحاوية،حيث تخيّل الّذين يحلمون في أحلامهم الوردية أنّ هذه التّظاهرة الفتحاوية كانت من أجل وضع الخطوط العريضة لتحرير فلسطين من دنس الإحتلال الصّهيوني ،ولكن عندما قرأنا أنّه حدث في ذلك الإجتماع خناقات وشتائم وزعيق ونهيق ونعيق ،أقسمنا أنّ هذا الإجتماع عقد من أجل المصالح الشّخصية ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالإهتمام بالقضايا الوطنية الرّاهنة.
حيث أعلن المظّفرون بنصرٍ من الله أنّ موعد المؤتمر العام لحركة فتح السّادس سيعقد في الرّابع من آب القادم في بيت لحم، فقلنا بحق أنّه ينطبق عليكم المثل المعروف:يا ما جاب الغراب لأمّه!
والنكتة الفتحاوية هنا تقول أنّ المؤتمر القادم هو جاء تكريماً لميلاد الشهيد أبو عمّار ، ،حيث أقول وبالله التّوفيق أنّ كثير من المحللين والمراقبين السياسيين لم يذكروا سبب تحديد هذا التّاريخ بالذّات،وحتّى ولو كان صحيحاً أن ميلاد الرئيس الشّهيد ياسر عرفات يصادف ذلك التّاريخ،ومن هذا المنطلق أجزم أنّ حركة فتح أعدمت الحقيقة، فهذا المؤتمر تمّ تحديد موعده في الرابع من آب جاء إرضاء لسيّد البيت الأبيض باراك أوباما والّذي يصادف ميلاده في الرّابع من آب أيضاً ،فعندما نقول أنّ الجنرال كيث دايتون هو راعي المؤتمر أعتقد أنّنا لا نخطيء بتاتاً،فقد إستطاع أن يحوّلها من فصيل أو حركة ثورية إلى جمهورية إقطاعية منزوعة السّلاح،فما المانع أن نرضي السيّد أوباما كون جنود دايتون الّذين وقفوا وراء هذا المؤتمر يرحّبون بأوباما بصفته من يضغط على الصّهاينة من أجل التقدّم في الشّرق الأوسط وبخاصّة من يتفائلون من خطابه الّذي وجّهه من جامعة القاهرة إلى ما يسمّى العالم الإسلامي كما زعم هو شخصياً،ومن هذا المنطلق نعلن أمام الشّعب الفلسطيني أنّ المؤتمر هو هديّة لأوباما وتلميذه كيث دايتون ،وليس ما قيل رياء بذكرى ميلاد الرّئيس الشّهيد أبو عمّار.
عجباً لأمر قادة فتح! عندما وجّهنا رسالة قويّة عبر مواقع فتح الإعلامية وتسائلنا قائلين"أين هي محكمة الحريري الثّانية يا فتح"؟ حيث إستمرّوا في الصّمت وهم يعلمون أنّ الصّمت طريق الشّياطين،قلنا لهم بعد مرور خمس أعوام على إغتيال الشّهيد ياسر عرفات لماذا لا تثوروا دوليا?Z بوجه الشّرعية الدّولية هذا إذا كانت هناك شرعية، وطالبنا بمحكمة للشهيد أبو عمّار قبل الشّهيد الحريري لأنّ أبو عمّار أستشهد قبل الحريري ،فكانت النّتيجة" إنّي أرى جعجعة ولا أرى طحناً" ،ولذلك تأتي فتح على حساب دايتون تقول أنّه جاء تكريماً لقدسية أبو عمّار،وأعتقد هذه فضيحة إستفتاحية من ضمن سلسلة" فضيحة مؤتمركم بجلاجل"،والكل يعلم أنّكم قبرتموه ومشيتم في جنازته ودفنتم تاريخه وأسراره الّتي عجز الغرباء أن يكشفوها.
ونتسائل لماذا لم تجرؤوا على عقد هذا المؤتمر في مدينة جنين أو مدينة نابلس ؟
لأنّكم تعلمون غضب أهل المدينتين جيّداً، فتاريخكم الأسود معروف منذ تدمير مخيم جنين على من فيه ،وإغتيال وإعتقال الشرفاء من أهله ،ومنذ أن تركتم الطّيران الصّهيوني يدكّ بأهلنا ليلاً ونهاراً ،وبسببكم قضى العدو الصّهيوني على المقاومين الشرفاء، وأستشهد أبطال حقيقيين من المستحيل أنّنا سننساهم وعلى رأسهم القائد الشّهيد البطل "أبو جندل"،وكذلك دوركم المشبوه بنزع ملابسكم العسكرية وإرتداء الملابس المدنية ولجؤكم إلى أقاربكم في القرى المجاورة بناء على طلب أسيادكم، حيث منعتم الذّخيرة عن أخوتنا المقاومين والّذين قاتلوا حتّى آخر طلقة، فمنهم من أستشهد ومنهم من أسر، وكان من بينهم ذلك المغوار النّائب الأسير"جمال حويل" الّذي خرج في الثالث والعشرين من حزيران الحالي من الأسر بعد إنتهاء محكوميته حيث قضى سبع سنوات في سجون القهر الصّهيوني والّذي كان جنباً إلى جنب مع الشهيد أبو جندل.
أمّا نابلس فتآمرتم بمؤامرة خسيسة من أحد أعضاء اللّجنة المركزية لحركة فتح ،والّذي بدوره ساعد الإحتلال الصّهيوني على قتل الشهيد البطل "نايف أبو شرخ" القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في الضفّة الغربية وبثمنٍ بخسٍ والقاصي والدّاني يعرف تلك القصّة،ولأجل هذا البطل تشكّلت مجموعات "كتائب شهداء الأقصى – فارس اللّيل" وهم تلاميذ الشّهيد أبو شرخ الّذين دوّخوا الإحتلال الصّهيوني ،إلاّ أنّ جنرالات دايتون لم يروق لهم هذا الأمر فأشبعوهم قتلاّ وأسراً،فمنهم من هو مسجون الآن في سجون السلطة الإذلالية ،ومنهم من هو مسجون في سجون القهر الصّهيوني.
وأمّا بيت لحم مكان مؤتمركم المزعوم، فقد تركتم تتفرّجون على ما يجري في كنيسة المهد ،ووافقتم أن تبعدوا جنرالات المقاومة الفتحاوية إلى أوروبا في صفقة أتحدّى أكبر مؤرخ أو محلّل سياسي أن يكشف بنودها والّتي بقيت مجهولة لحد اليوم،ومازال المبعدين بعيدون عن وطنهم مدّة تسعة سنوات كاملة في دول أوروبية عديدة بإنتظار رحمة أبو مازن وأعوانه.
نقول لكم هل كتبتم برنامج المؤتمر؟وهل حدّدتم مواضيعه أم لم تأتيكم تعليمات الأسياد بعد؟ هل دفنتم ملف الشهيد أبو عمّار في ميلاده كما دفنتم ملف القدس والمطاردين؟
هل حدّدتم منصب الرّئيس القادم ورئيس الوزراء القادم سلفاً أو من يمشي على شاكلتكم؟
فعل هذا الأساس حركة فتح ستبقى يصيبها إرهاصات بين ردح محمود عبّاس وقهر فاروق القدّومي وعذابات تلاميذ الشّهيد أبو جهاد.
فنحن نجزم أنّ مؤتمركم هو جزء من اللّعبة الدّايتونية الّتي تريد دفن الإرث العرفاتي ،وتخريج أجيال من الّذين يؤمنون بمباديء أوسلو المشوؤمة،فلذلك يرى معلّمكم دايتون أنّ أمن إسرائيل أهم من أقصانا الّذي مازال شعبنا ينتصر له ليلاً ونهاراً،ولكنّ بعد المؤتمر لن يقول الفتحاويون "أنا إبن فتح وما هتفت لغيرها " ،بل سيقولون وإحتراماً لدايتون "أنا إبن دايتون وما هتفت لغيره" .. وهذه قد تكون نكتة فتحاوية أخرى ، فلا يسعنا إلاّ أن نقول رحم الله شرفاء فتح.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد