إلى الباحثين عن وظيفة مرموقة

mainThumb

16-12-2008 12:00 AM

يحكى أن رجلا يعاني من صعوبات ومشكلات في النطق (التأتأة الشديدة) وعاطل عن العمل لفترة طويلة قد وجد وظيفة مرموقة, واليكم أيها الأخوة القراء الحكاية.

فقد ذهب هذا الرجل الباحث عن وظيفة إلى احد أشهر أصحاب المكتبات يطلب عملا وعبثا حاول صاحب المكتبة أن يفهم ما يريده الرجل فلم يجد إلا أن يطلب منه أن يكتب ما يريد حتى يفهم حاجته.

فكر صاحب المكتبة كثيرا قبل أن يرد على طالب الوظيفة ووجد انه بين أمرين أحلاهما مر.

فإما أن يوظفه في مكتبته وهو غير المناسب لمثل هكذا وظيفة وإما أن يقول له لا ويكسر خاطره.

اضطر صاحب المكتبة أخيرا وتحت إلحاح من الرجل أن يقول له نعم سأوفر لك الوظيفة ولكن بشروط, وقد قبل الباحث عن العمل المسكين شروط صاحب المكتبة حتى قبل أن يسمعها. ومع هذا فقد أصر صاحب المكتبة على ذكر شروطه والتي لم تكن صعبة أو قاسية أو كثيرة.

فقد قال له أن له شرطا واحدا وهو أن لا يعود إليه حتى يبيعها جميعا. انطلق الشاب الباحث عن الوظيفة فرحا مسرورا مع أن فرح وسرور صاحب المكتبة كان اكبر بكثير من فرحه فقد اعتقد أن لن يراه أبدا إذ قال له وهو يودعه: إذا لم تبع الكتب فلا ترجع ولا تتعب نفسك كثيراً في محاولة بيعها واعتبرها هدية لك مني.

تفاجأ صاحب المكتبة في اليوم التالي أن الرجل عاد وقد باع كل الكتب وبعد أن أعطاه النقود طلب منه المزيد من الكتب فكان أن أعطاه فعلا وهو مقتنع أن لن يراه أبداً هذه المرة إذ أعطاه عددا اكبر من كتب المكتبة القديمة وغير المرغوبة.

وما كاد صاحب المكتبة بفتح مكتبته في الصباح وإذا بالرجل قد باع كل الكتب ويطلب المزيد وصاحب المكتبة مندهشا لا يعرف تفسيرا لما يحدث.

تكررت هذه العملية أكثر من مرة وصاحب المكتبة يحاول أن يعقد مهمة هذا الرجل إلا انه لم ينجح في ذلك فقرر أن يسأله عن سر هذا النجاح فسأله وقد كانت الإجابة سهلة وبسيطة فصاحبنا يحمل الكتب ويدور على الناس ويضعهم بين خيارين لا ثالث لهما إما أن تشتري الكتاب وإما أن اقرأه لك.

يبدو أن لكل وظيفة أسرارها وإلا لما وصلنا إلا هذا المستوى من التقدم في أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب. abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد