صحيفة السوسنة الأردنية

الهمّة رأس العزيمة ومنتهى الارادة, فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم...وتأتي على قدر الكرام المكارم,و المرء حيث يجعل نفسه إن رفعها علت همتها و ارتفعت ، وإن قصّر بها خبت واتضّعت.

وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الاجساد فلنتعلم من همّة سيدنا ابراهيم عليه السلام "الذي وفّى" حيث لم يطلب من يعينه في رفع القواعد ,وقدّم نفسه للنيران وولده قربان , وطعامه لضيوف الرحمن.

وعلو الهمّة مرتبط بثقة غير محدودة بالتواضع, وأكبر مثال للتواضع وعلو الهّمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, في دعوته ونشر رسالة التسامح"الاسلام",وصاحب الهمّة العالية لا يمد يده فيأكل من كّد يمينه وعرق جبينه,وان ضعف يقينه فيسأل الله العون.

قال الفاروق عمر رضي الله عنه" لم أر اقعد بالرجل من استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور" وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركابا وأم الحسين...أكثر الأردنيين من القائد قربا"ولفكره السامي فهما"..وتنفيذا",أم الحسين...الملكة والأم ,الزوجة والفكر,المشاعر والوجدان.... أم الحسين الاردنية الهاشمية, تستقرأ عيون الناس, تلتمس مشاعرهم وتتحسس همومهم , هكذا هي! كدأب الفارس والقائد, تحذو حّذوه ,وتستلهم فكره,فهي تعرف أن كثيرا" من أصحاب الهمم في بلدنا هم من الاغلبية الصامتة...جنود مجهولون لا يعلمهم الا الله ومن بحث عنهم, "يعملون ولا يقولون,يعطون ولا ينتظرون", هؤلاء ياما امتدوا جسورا" عبر عنها المئات من محبي الشهرة والوصول ,كم جادوا من موجودهم القليل , فاخفوا بهممهم العالية جودهم وستروه, فكانوا كدأب كريم الكوفة حيث كانت بيوت الفقراء على مدى اربعين عاما تجد أمامها كل صباح الطعام والكساء دون ان يعرفه أحد, حتى توفي علي بن زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه, فعرفوه من آثار الحبال على كتفيه.

كم كانت هممهم عالية في طلب العلم لانفسهم ولأولادهم, يقصدونه لذاته وللسترة لا للشهرة, شعارهم وصية عبدالملك بن مروان اولاده "ان كنت فقيرا" اعطاك العلم المال وان كنت غنيا" اعطاك الكمال". لأن هؤلاء قدوتهم أبو الحسين ,ولأن أولئك قدوتهن أم الحسين, فقد تبادلا الحب والوفاء, فجعل جلالتيهما يوم الجلوس على العرش يوما لتكريمهم. ومن قيادتنا وقدوتنا نستمد العزم والهمّة. واذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الاجساد

lawyer_adnan@yahoo.com