كما قلت ياخالد:(مشان الله ياعبدالله)

mainThumb

11-03-2009 12:00 AM

قرأت قبل أيام مقالا للكاتب الجريء خالد محادين وكان عنوان ذلك المقال (مشان الله ياعبدالله)، وكان الكاتب يناشد في ذلك المقال جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بحل مجلس النواب وإنهاء مهامه نظرا لما وصل إليه ذلك المجلس من أعلى درجات لمهزلة بجميع أشكالها ومقاييسها.

إن دعوة ذلك الكاتب وطلبه بحل ذلك المجلس لم تكن ذنبا أو جريمة وانما هي مطلب واقعي يطالب به كل مواطن يتذوق مر القهر يوما بعد يوم لما سمعه من وعود زائفة من الكثير من تلك الثلة الممثلة للشعب التي ما إن وصلت تحت القبة حتى نسيت شعبها وأمتها وأصبح همها الوحيد وعنوان حياتها الدائم (مياومات إعفاءات زيادات سفرات) والمواطن لاشيء يملكه إلا (الآهات).

بعد كتابة ذلك المقال للكاتب قرأنا أيضا أنه أحيل إلى محكمة جزاء شمال عمان من النائب العام بناء على شكوى قدمت ضده من مجلس النواب الموقر، فكان رجاؤه الموجه لجلالة الملك المفدى رجاء مرفوضا من (شباب المجلس) مع أن رجاؤه ذلك هو نداء موجه مع آهات كل مواطن يعيش ضنك الحياة وقهرها وألمها، فنداؤك ياخالد لم يكن نداء موجها باسمك ولكنه موجه باسم الوطن وأبناء الوطن فكلنا ننادي كما ناديت ياخالد ونصدح ونقول: (مشان الله ياعبدالله).

إن أحيل ذلك الكاتب إلى محكمة جزاء شمال عمان بفعل تلك الشكوى فإن كثيرا سيحالون إلى كل محكمة في هذا الوطن، لأن الجميع نداؤهم كذلك النداء الذي نادى به خالد، وبالتالي سيكون كل مواطن يصطف بالطابور منتظرا دوره أمام القاضي بسبب الشكاوى التي سيقدمها بحقه ذلك المجلس ممثلا بأعضائه.

حتى الكلمات والآهات التي تخرج مغلفة بالألم لايريدها نوابنا الأكارم أن تخرج من وراء قضبان تلك الأنفس المكبوتة والمضغوطة، فيريدونها أن تبقى رهينة وسجينة، بمعنى أنهم يقيدون حرية التعبير ولا يريدون أي تعبير إلا ذلك التعبير الذي يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم.

اتقوا الله في شعوبكم يا أعضاء مجلسنا الموقر، واتركوا أبناء الشعب يخرجون آهاتهم وخلجاتهم دون أن تخضع لقيودكم ومراقبتكم، فنعيمكم وإعفاءاتكم وزياداتكم ومياوماتكم أنستكم ذلك المواطن الذي أوصلكم لما أنتم فيه، فإن وصلتم إلى ذلك النعيم مرة فلا أظنكم عائدون مرة أخرى، لأن الأوراق أصبحت مكشوفة وعرف الصالح من الطالح والطيب من الخبيث.

مرة أخرى نداؤنا كما ناديت ياخالد، ورجاؤنا وتوسلنا كما توسلت، فلا نداء ولا رجاء ولا توسل إلا قولنا (مشان الله ياعبدالله) بحل ذلك المجلس الذي لا نفع منه ولا فائدة إلا لمن هم بين أروقته وزواياه، فالحل هو (الحل) ولا شيء غير الحل بحق ذلك المجلس المهزوز الذي أثبت ضعفه بكل جدارة واستحقاق. muath_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد