تحية إجلال وإكبار لامين عام المنتدى العالمي للوسطية

mainThumb

14-03-2009 12:00 AM

نشر احد المواقع الالكترونية خبرا مفاده أن الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية قد أرسل برقية إلى السفير الألماني في عمان احتجاجا على المعاملة غير اللائقة لامرأة أردنية في مطار فرانكفورت بسبب ارتدائها للحجاب ، ولقد شعرت كغيري من المسلمين عند قراءة هذا الخبر بشعوريين متناقضين ، الأول الغضب والسخط على مثل هذه المعاملة غير اللائقة التي يعامل بها المسلمين في الغرب بسبب معتقداتهم الدينية ، والتي تكررت في أكثر من محفل حتى قاربت أن تنتقل من كونها مشكلة لتصبح ظاهرة .

وهذا يثبت أن الغرب ما زال ينظر إلينا نظرة تتصف بالسلبية على اقل تقدير ولا أريد أن أقول أنهم ينظرون إلينا كمتطرفين وان كان بعضهم يتبنى مثل هذه النظرة السوداء ، وهذا يعود في حقيقة الأمر إلى عدة أسباب أهمها تقصيرنا كمسلمين في إيصال الصورة الصحيحة للإسلام ، الصورة الوسطية في الفكر والتعامل ، وأزالت مخلفات الحادي عشر من أيلول ، هذه الصورة التي دفنت تحت أنقاض البرجين ، ولم تجد من علماء الأمة من يعيد إحيائها ، بل على العكس البعض من هؤلاء العلماء قد عمل من غير قصد على ترسيخ الصورة السلبية عن الإسلام بتصرفاته المتشددة وفتاويه اللامسؤولة ، وفكرة المتطرف ناسيا أو متناسيا قوله عليه الصلاة والسلام ( ما شاد احد الدين إلا غلبه فأوغلوا فيه برفق ) صدق الحبيب المصطفى .

فما الذي يدفع الغرب إلى مثل هذه النظرة ؟ وما هي الطريقة المناسبة لإعادة الأمور إلى نصابها وتغيير هذه النظرة لتصبح ايجابية بدلا من كونها سلبية ؟؟

أسئلة نضعها أمام علماء الأمة ومفكريها عسى أن ينهضوا ويؤدوا الأمانة التي حملوها ، فهم ورثة الأنبياء ورسالتهم الدعوية هي رسالة الأنبياء ، وسيسألون عنها أمام الله يوم القيامة .

أما الشعور الثاني الذي شعرته عند قراءة هذا الخبر فهو الفخر والاعتزاز بان في هذه الأمة من يغار على عرضها وعلى دينها من أمثال الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية ، المهندس مروان الفاعوري ، الذي شعر بان اهانة هذه المرأة المسلمة يعتبر اهانة للأمة الإسلامية ، وان واجبه كمسلم أولا وكأمين عام لهيئة إسلامية عالمية تمثل الوسطية في الفكر الإسلامي ، أن ينتصر لها بالطرق المتاحة التي تعبر للغرب عن تحضر المسلمين وتوصل رسالة احتجاج سلمية في نفس الوقت ، وقد استذكرت موقفين مشابهين لموقف الأمين العام المهندس مروان في التاريخ الإسلامي ، الموقف الأول عندما اعتدى احد اليهود على عرض امرأة مسلمة في سوق المدينة فانتصر لها رجل مسلم مقدما دمه في سبيل الدفاع عن عرضها ، ولا استبعد أن يقدم الأمين العام إي تضحية في سبيل الدفاع عن عرض المرأة المسلمة في مطار فرانكفورت ، والموقف الثاني استغاثة امرأة مسلمة بالمعتصم ليحمي عرضها ، فما أشبه رجال اليوم بالأمس وقد صدق الرسول عليه السلام عندما قال ( الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة ) فنعما هو من تصرف قام به الأمين العام ، ولا هنئت عيشة مسلم وهو يرى إعراض المسلمات يعتدي عليها ولا يغلي دمه ويغار على عرضه ، ولقد صدق فيك يا مهندس مروان قول الشاعر:

أتسبى المسلمات بكل ثغر.............. وعيش المسلمين إذا يطيب

أما لله والإسلام حق................. يدافع عنه شبان وشيب

فقل لذوي البصائر حيثما كانوا... أجيبوا داعي الله ويحكموا أجيبوا

فهنيئا لك انك كنت من ذوي البصائر الذين أجابوا داعي الله وانتصروا لدينه . والمنتدى العالمي للوسطية الذي يرأسه الصادق المهدي من دولة السودان وأمينه العام المهندس مروان الفاعوري من الأردن هو مؤسسة إسلامية دولية أنشئت لتوضيح الصورة الحقيقة للإسلام ، وسيكون لقلمي أن يتشرف بالكتابة عن هذا المنتدى بالتفصيل في مقالات لاحقة أن شاء الله ، ولكني رأيت أن اخصص هذا المقال لحادثة اهانة المرأة المسلمة في فرانكفورت لما لها من دلالات على عمق الفجوة بين العالمين الإسلامي والغربي ،و على أزمة انعدام الثقة بينهما ، جراء تراكمات من الأخطاء عبر السنين لم تجد من يصححها ، أن الإجراء الذي اتخذه الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية إجراء سليم وضع النقاط على الحروف واظهر للعالم الغربي انه ما زال في العالم الإسلامي من هو شريف وغيور على دينه وعرضه ، لا تأخذه حمية إلا حمية الدين ، لا يحسب حسابا لسفير أو وزير عندما يتعلق الأمر بأعراض المسلمات ، وبالاعتداء على هيبة الدين الحنيف ، وإننا إذ ننتظر من السفير الألماني اعتذار أو توضيحا لهذا التصرف الأرعن الذي قام به موظفي المطار في فرانكفورت فإننا ندعو المنتدى العالمي للوسطية ليأخذ دوره القيادي والريادي في بيان الصورة الوسطية للإسلام من خلال عقد ندوات ومحاضرات ليس في البلدان الإسلامية فحسب فنحن أهل هذا الدين مقتنعين انه دين وسطية ورحمة ، بل في البلدان الأوروبية وخاصة ألمانيا وبالذات مدينة فرانكفورت ، لإزالة الشبهات التي تجعل أهل هذه البلاد ينظرون إلى الإسلام نظرة يعتريها الشك والخوف ، ولنجادلهم بالتي هي أحسن امتثالا لقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) ، غاضين النظر عن أخطاء المتشددين من كلا الطرفين ، فصوت الوسطية والاعتدال هو الذي سيعلو في نهاية الأمر ، فكلنا لأدم وادم من تراب ، حتى لو اختلفنا في الدين فان الذي يجمعنا هو المسؤولية المشتركة تجاه الأجيال القادمة ، فهل سنورث لها حقد وكراهية تنتقل من جيل إلى جيل ، أم سنورث لها محبة وتفاهم وتعاون في سبيل خدمة البشرية .

وإنني في نهاية مقالي أقف احتراما وإجلالا للمهندس مروان الفاعوري على غيرته على دينه وعلى الحكمة التي يتمتع بها في معالجة الأمور فلو كان شخصا غيره لرأيته ملء الدنيا صراخا وجعجعة دونما فائدة ، ولكنها الحكمة التي يفتقر إليها الكثير ولا تجدها إلا عند أهل الفكر والدين فجزك الله خيرا يا أيها الأمين العام ، ووفقكم الله لإيصال رسالة الوسطية التي التي نذرتم أنفسكم لها ، في ظل جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين الراعي والداعم للفكر الوسطي في الإسلام


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد