أما أن لهم أن يشعروا بأنهم أردنيون؟!

mainThumb

16-02-2010 12:00 AM

يعتصر القلب ألما وقهرا عندما نسمع ونقرأ ونشاهد الكثير من تلك الأمور التي تحصل على أرض بلدنا الحبيب، والتي تشعر الكثيرين منا بحجم اللامبالاة والاستهتار بالكثيرين من أبناء ذلك البلد الطيب، فهؤلاء ممن هم من الأردنيين الطيبين والذين لامعين لهم إلا الله ولا أحد غير الله نراهم لا حيلة لهم في التعبير عن قهرهم وألمهم إلا اللجوء لأسلوب واحد يسمى الإعتصام، ذلك الأسلوب الذي يتخذه الكثيرون من المظلومين وما أكثرهم على تراب وطننا الأردني الحبيب.

قرأنا وشاهدنا عبر الكثير من وسائل الاعلام المختلفة عن ذلك الاعتصام الذي طال من قبل الكثيرين من موظفي الزراعة، والذين فصلوا من عملهم وانقطع رزقهم وضاق عيشهم، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت حتى أن كل واحد منهم أصبح يشعر وكأنه ليس ابنا ولد على تراب ذلك الوطن وتنفس عبقه الطهور، فأصبحوا يعاملون كغرباء أو دخلاء تسللوا من وراء ذلك الجدار أو ذلك الحاجز، فعلى الرغم من أنهم أبناء وطن (أبّاً عن جد) إلا أن الكثيرين من المسؤولين وأصحاب القرار ممن لم يكونوا أبناء وطن بالأساس نراهم وقد أصبحوا يحرمون أبناء ذلك الوطن من أبسط حقوقهم، فهاهو حق العمل من أجل خدمة الوطن نراهم وقد حرموا تلك الثلة الطيبة منه من خلال التوقيع على فصلهم والإستغناء عنهم.

أليس هناك جرأة حكومية باتخاذ قرار شجاع بإعادة أولئك العمال إلى عملهم؟ أم أن تلك الحكومة تستمتع بالنظر من وراء شبابيك مبنى الدوار الرابع إلى تلك الثلة من أبناء الوطن وهي تعاني من خلال ذلك الإعتصام الذي طال دون أن يجد حلا لا من قريب ولا من بعيد؟ أما آن لأولئك المفصولين أن يشعروا بأنهم أردنيون؟! فوالله أن قمة الظلم والإجحاف أن يشعر من هو ليس من أبناء الوطن بطعم الحياة ولذتها على أرض أردننا الحبيب وأن ينعم بخيراته دون حسيب أو رقيب، أما أبناء الوطن فلا يشعرون لا بلذة ولا بنعمة ومع ذلك لا يحملون بداخلهم إلا الحب والعشق والإخلاص للوطن وترابه الطهور.

إن هؤلاء المظاليم من موظفي الزراعة المفصولين لهم حق في ذلك الوطن الطيب، فحقهم يتمثل بأن أجسادهم مازالت (معفّرة) ببعض حبات تراب ذلك الوطن الحبيب والتي بقيت ملتصقة بأجسادهم، فهذا (عوّاد) مازالت حبات التراب ملتصقة في جسده لأن أم عواد لم تلده في مشفى أمريكي أو مشفى انجليزي ولكنه ولد على سفح جبل شيحان عندما كانت أمه رحمها الله تجمع الحطب من أعلى ذلك السفح، ولكن بكل أسف جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ف(عواد) ابن الوطن الذي ولد على ترابه وتنفس عبقه الطهور لم يعد شعوره بأنه ابنا لذلك الوطن، أما من جاء على غفلة من غرفة ولادة أمريكية أو انجليزية وحط رحاله على تراب ذلك الوطن هاهو يتحكم بمصير عواد ليجعله يتوسل بأن يرحمه ويجعله عاملا من أجل وطنه وتراب وطنه ويجعله ينعم ببعض خيرات وطنه التي هو أحق بها من غيره.

ويبقى السؤال الذي يؤرقني ويؤرق الكثيرين من أبناء الوطن الشرفاء: أما آن لأولئك المعتصمين من موظفي الزراعة والمقيمين على الدوار الرابع أن يشعر كل واحد منهم بأنه فعلا أردني وابن وطن؟ لأن كل واحد منهم هو كذلك الشخص الذي ولد على سفح جبل شيحان ويدعى عواد.

majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد