رويداً .. أنه الوطن

mainThumb

26-05-2010 06:00 AM

  بسم الله الرحمن الرحيم


من أجمل ما قرأت أن رجلا أراد أن يبيع بيته لينتقل إلى بيت أفضل منه ؛ فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق، وطلب منه أن يساعده في كتابة إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة؛ ووصف التصميم الهندسي الرائع ، ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة وغيرهما مما يحويه البيت من جمال وروعة.



قرأ الرجل كلمات الإعلان على صاحب المنزل الذي كان يصغي إليه باهتمام شديد.....



وقال:أرجوك أعد قراءة الإعلان !.




وحينها أعاد الكاتب القراءة .... فصاح الرجل : يا له من بيت رائع ! لقد أفنيت عمري وأنا أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه .



ثم أبتسم قائلاً : من فضلك لا تنشر الإعلان ! ان بيتي غير معروض للبيع.



أحببت أن أبدأ كلماتي بهذه القصة ذات المعاني الكبيرة الرائعة التي لا تخفى على كل ذي بصيره؛ ذلك أننا في معظم أحوالنا ننسى أو نتناسى ما أنعم الله به علينا من نعم لا نكاد نحصيها ؛ ولا نتذكر منها شيئا في زحمة ما يجيده البعض من سخط وتبرم وتذمر لما نحن فيه ؛ فما من ساعة من ساعات يومنا الا وتطالعنا المقالات التي تعنى فقط بإغلاق كل نوافذ الأمل والفرج في وجوهنا؛ والتي يكتبها بعض من جنّد نفسه معولا للشؤم والهدم وأثارة الخوف والقنوط دون أن يحاول تذكير الناس بأية حسنة من حسنات هذا الوطن على أبنائه؛ فيعتقدون انهم المبدعون في تعداد السيئات وذكرها والوقوف عندها وعدم السماح لنا بأن نبرح أماكننا عند كل زلة أو هفوة؛إنهم هؤلاء الذين يتغنون بالظلام دون أن يكلفوا أنفسهم محاولة اضاءة شمعة في ظلامهم الذي خيم على عقولهم.




مع مثل هؤلاء تغيب كل الألوان البهيجة والزاهية عن عينوهم ولا يرون آنذاك سوى لون واحد هو اللون الأسود بقتامته وذلك بسبب النظارة السوداء السميكه التي تغطي عيونهم , ليتهم يستطيعون ان يروا هذا اللون الأسود بأنفسهم ولا يحاولوا اقناع الضعيف من الناس بأن هذا اللون هو اللون الأوحد في الحياة ولا لون آخر سواه.




الوطن عند هؤلاء بقرة حلوب؛ لا ينبغي لضرعها أن يجف لحظة واحدة من لحظات الحياة أيا كانت الأسباب أو المصاعب.




الوطن هو نحن أبناؤه في مختلف مواقع العمل والمسؤولية؛ نعلي صروحه ونحافظ على مكتسباته بالعمل والجهد والبناء؛ ندافع عن عزته واستقلاله وشموخه وكبريائه؛ غير آبهين أبدا بكل دعوات تثبيط الهمم والعزائم؛ فالأردنيون أهل العزم وهم المحبون لوطنهم والمحافظين على ثراه .



أمنيات الخير للوطن الأغلى في يوم الأستقلال.. وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.

riyad_rababah@yahoo.com

riyadrababah.maktoobblog.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد