صحيفة السوسنة الأردنية

عندما نتكلم عن الحرب على ايران فان اول شيء يبادر الى ذهننا هو كيف سيكون الدفاع الشيعي عن دولتهم ...... ومن هنا نخوض في المذهب لدولة ايران ....

 

أعلم ان الجميع يعلم ان المذهب الرسمي لايران هو المذهب الشيعي ....ولكن قبل ان نعلم أي مذهب من الشيعة علينا ان نعلم ان المذهب الشيعي ينقسم الى عدة  فرق ومذاهب منها ما بقي ومنها اندثر واختفى  ..فالمذهب الرسمي في ايران هو  المذهب الشيعي الجعفري والمعروف أيضا بالمذهب الإمامي أو الإثنى عشري ... وهو المأخوذ من مذهب الامامية الذي ينقسم الى قسمين اوله الذي ذكرناه وهو المذهب الاثني عشري  والاخر هو المذهب العلوي ... وهناك مذاهب اخرى معروفة في ايران وخارج ايران مثل المذهب الزيدي والمذهب الاسماعيلي ... وكما قلنا يوجد مذاهب اندثرت واختفت ...

 

ويعود الاعتقاد الايراني بهذا المذهب الى قرون عدة ولكنها بعد زمن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة .... ولا اريد الخوض في الخلاف واسباب الخلاف  والاعتقاد المخالف  للغير  وما شابه ذلك .... حيث كلامنا فقط عن مذهب الدولة الايرانية وعن ثورتها ...

 

ولكن  هذه المقدمة لا بدّ منها  ونزيد عليها ان الاعتقاد هذا مرتبط ايضا باللغة الايرانية الرسمية وهي اللغة الفارسية التي يتكلم بها ما يقارب 60% من الفرس في ايران والباقي تشمل العرب والاكراد والارمن وغيرهم .... حيث يتشكل كل ذلك بنسب مئوية ...

 

والدولة الايرانية يوجد غير المذهب الشيعي فيها ... هناك المذهب السني والمسيحية واليهودية ايضا ....

 

و برز المذهب الشيعي بشكل واضح بعد الثورة الايرانية ...

 

نعود الى الثورة والى ايران ما قبل الثورة وما بعدها ..... الثورة الايرانية باختصار جعلت رجلا اسمه الخميني مرشدا أعلى وهو الآمر والناهي فيها وجعلت الشاه محمد رضا يغادر ايران لاجئا سياسيا الى مصر ...

 

ففي عام 1941 م   استلم  محمد رضا بهلوي الحكم الايراني خلفا لوالده  وكان النظام هو النظام الملكي بمسمى " الشاه " أي الملك ... وكانت سياسته قائمة على مبدأ التقريب مع الغرب في كل شيء وعلى سياسة القمع بالداخل وهي عملية تكميم الافواه  .... ومن عام 1941 م الى عام 1979 م وقت قيام الثورة لم يجد الشاه البهلوي أي شيء ينغص على حياته الى  عميلة انقلاب عسكري قام بها رجل اسمه محمد مصدق في اوائل الخمسينيات ولكن سرعان ما عاد الى الحكم بمساعدة القوات الامريكية  بعد هذه الحادثة اصبح الشاه الايراني يسلم كل شيء للولايات المتحدة عرفانا بالجميل حتى عام 1977 م عندما بدأت  بوادر الثورة الايرانية والتي  كانت حاقده على الشاه وعلى السافاك وهو جهازالامن و الاستخبارات الايراني الذي عمل على تكميم الافواه بشتى الوسائل والطرق .... وعمل على تعذيب الأشخاص بمناسبة  و غير مناسبة ...  ففي هذا العام 1977 م  بدأت شرارة خفية بوجود شيء سيدمر الحكم الشاهي  ....

 

بدأت شرارة الثورة الخفية عام 1964 الى عام 1977  عندم  عارض الخميني الشاه ونعته بألفاظ  بائسة  حيث حدثت مظاهرات قتل فيها عدد كبير من الناس  مما ألزم الحكومة على فرض الإقامة الجبرية على الخميني لمدة 8 اشهر وبعدها تم نفيه الى الخارج  .... ومن الخارج عمل الخميني طول تلك المدة على قيادة المعارضة وتحريضها .. حتى جاء وقت الثورة الاسلامية في نظرهم ... والغريب في الامر ان الثورة حدثت بسرعة كبيرة  ... حيث سيطرت على كل مرافق البلاد حتى انها دخلت السفارة الامريكية بسرعة كبيرة .....وعندما تم كل ذلك نودي بالخميني رئيسا كاملا مدى الحياة للبلاد لانه صاحب الثورة الاسلامية ....

 

والمتتبع للخميني في رئاسته وانه المرشد الاعلى ... انه جعل طاعته واجبة وكل من يعصيه فيها فهو كافر مما جعل يعمل على اعدام الالاف من المسئولين والمفكرين ورجال الاعمال وعمل على الاستبداد واغلاق معظم الصحف بحجة واهية ..... وكما دعى الى  جعل الاماكن المقدسة عندهم هي المتوجه بدل الكعبة ونادى بتصدير الثورة الى كل البلاد العربية ..... وكل هذا اخذه كل من استلم مكانه حتى وصل الامر بالمرشد الاعلى علي خامنئي بان يقول :  أن طاعته واجبة باعتباره ولي فقيه ينوب عن المعصوم أي أنه نائب المهدي المنتظر في نظرهم ... ومعلوم ان المهدي المنتظر عندهم هو غير الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في احاديثه الشريفه ....

 

ولو اردت ان اتكلم اكثر في هذا الموضوع لما وسعني المداد والصحف الى عدد كبير وكبير جدا...

 

ملاحظة : عندما أضع جملة بين قوسين تكون هذه مقتبسة من كاتب او موقع او منتدى في هذا المقال او غيره ......

 

... يتبع ..... مع الحلقة الخامسة (الحلقة الخامسة  : ايران دولة فارسية لا عربية )