امي .. وانا

mainThumb

19-03-2011 11:38 AM

 
اليك الحنين اليك الوفاء ,اليك الانحناء تذللا واستجداءا لنظرة رضا من عينيك ,ايتها الملاك على هيئة بشر , انا التائه بعيدا عن حضنك , فرغم اشتعال الرأس شيبا ما زلت طفلا عاجزا  ان افطم عن رائحة ثوبك, عن رائحة عطر الامومة حين اقبل خدك,احن ان انام بقربك على قرع (معجنك ) الذي يختمر فيه العجين من دفء اناملك ,كما اختمر انا من  دفء قبلة ما قبل النوم لانضج في الصباح واكبر ...

 

اذكر حين لملمت اشيائي في تلك الحقيبة (الرياضيه ) ..واعطيتني ذلك المبلغ المتواضع جدا ..وقبلتني وتنهدت واوصيتني بان اعتني بنفسي ,  فذاك اليوم كان بداية اغترابي عنك ,فرغم انني داخل الوطن ,الا اني  بعيدا عن حضنك فقدت الف وطن ..

 

اذكر كيف كنت تدارين سوءة افعالي حين تشكوني اليك  جارتنا البدينة  باني ضربت وحيدها المدلل ,فقد كنت تقولين لها لن افعلها ثانية فانا احبه ودائما امتدحه لانه صديقي الوحيد الذكي  ...رغم اني كنت دائما احدثك عن غباءه وسماجته ..

 

ما زلت اراك طالبة في صفوف محو الامية التي  خصصت للقرى الفقيرة قبل ان يعدلوها ل (القرى النائية) ,فقد اخترت ان تكوني مثلنا, لديك دفتر وكتاب وقلم,تنافسين بقية (الحجات ) على المرتبة الاولى ,تستعدين لدروسك   ,اسمعك تهجئين (نكش سالم بستان... وما نكش ..) ومازلت تنكشين كل يوم بصوت دعائك قلبي لتصبح بساتينه دائمة الخضرة بمحبتك ...

 

احن (لكاسة الشاي ) من تحت يديك,لفنجان قهوة يغسل نعاس غربتي عنك, , لضحكاتك على  مداعباتي فرغم تفاهتها الا انك تضحكين ,فأيقن بان ضحكك  ابتهاجا باني امام ناظريك لا على مداعباتي ..

 

مازلت يا امي ذلك الصبي الذي يبحث عن حضنك لادفن رأسي به وابكي كلما آلمتني الايام ,فدموعي حين تمسحيها بيديك تغدو بطعم السكر ,ابحث عن دفئك كلما لسعتني برودة وحدتي ,خذي من عمري ما شأت ودومي لنا ,اضيفي قلبي الى خرزات مسبحتك ومري عليه عند كل تسبيح ,ما زلنا زغب الحواصل نحتاج اليك مهما كبرنا ,نظمأ ولا نرتوي الا بانفاسك ,ادخليني- برضاك عني- جنتي التي تحت قدميك ...

 

اقر وانا بكامل قواي العقليه بانني المجنون في حبك يا امي 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد