رفاق السلاح

mainThumb

14-06-2011 11:55 PM

قبل أيّام ليست بعيدة سعدت بمشاهدة ندوة تلفزيونية يبثها التلفزيون الأردني ,ويديرها الدكتور بكر خازر المجالي مستضيفا ثلة من فرسان الوطن الصّيد الميامين ,قادة سـرايا عسكرية شاركت في حرب 1967م ,وكم سعدت وافتخرتى بنفسي كأردني وأنا أسمع حديث الذكريات والبطولات التي ذكرتني أشياء كثيرة كانت مخزونة في ذاكرتي البعيدة استعادتها كلمات الفرسان القوية الممزوجة بالفخر والأسى معا الفخر لما قدّموا وفعلوا , والأســــى لما آل إليه حال فلسطين بعد كلّ هذه التضحيات , وأول ما تذكرت قول شاعر:

نحمي حمانا بفـعال الألـى         سادوا فما جاروا ولا استعبدوا.

 

       اجتماع الفرسان ,حديثهم , أشمغتهم الحمراء المهدّبة, والعقــال المـائل ذكرتني بأغنية (يمّه طل وحياني ولوّح بالبندقية ),وذكرتني أيضا عبارةً سمعتها من أحد مسني حيّنا رحمه الله حين سئل عن تطلعاته لمستقبل الأردن كونه عاش العهود الثلاثة العثماني والانتداب والاستقلال فأجاب قائلا وكله فخر : ما دام هذا مشيرا إلى شماغه يوضع فوق الهامات فأردننا بخير إن شاء الله..

 

     ثمّ تذكرت والدي الحاج أبورياض ورفاق السلاح لمّا كانوا يجتمعون في دكانه المتواضعـة يتجاذبون أطراف الحديث , وما أن يأتي أحدهم على سيرة الجيش حتّى يتنحنح الحاج فلاح الثلجي النقيب المتقاعد من سلاح التموين ,و (يعنقر )عقاله ,ويخرج تنهيدة يدرك سامعها أنّ شوقا شديدا للجيش وأيامه يملأ صدر أبي أحمد , ويبدأ بعدها بسرد مغامراته وذكرياته في الجيش والأحداث التي عاصرها بتفصيل ممل مؤرخا كلّ حدث بتاريخه مسميّا الشخصيات بمقاطع الاسم الأربعـة يذكر كلّ ما في الجيش من ذكريات وأحداث رغم مرور السنوات الطويلة لكنّه ينسـى ماذا تغّدى أمس.

 

     أمّا الحاج فرحان الفوّاز الملقب منذ أيام عسكريته في مطلع الستينيات مـن القرن المنصرم بالصاروخ لشدّة سرعته ,فلا يلبث أن يقاطع أبا أحمد قائلا : أنا الصاروخ هـــل تنكر ذلك كل رفاقي في الجيش يعرفونني بهذه الكنية ,ويسرد قصّة أو اثنتين من قصصه الرائعـة وذكرياته مع الاتحاد العسكري الرياضي والمشاركات العديدة في البطولات والأوسمة التي حصــل عليها وما زال يحتفظ بها .

   

الحاج أبو زياد نقيب متقاعد بلغ من العمر عتيا ,تأنس لجلساته وحديثه الهادىء عـــن ذكريات عسكريته , ومشاركته في معركة الكرامة وقبلها ال67 وغيــــرها يحدثك بأشياء عمرها ناف الأربعين عاما , ومع ذلك يجعلك تعيش معه الحدث وكأنه يحدث الآن .

حديث الذكريات ورفاق السلاح حديث شيّق يبعث على الفخر والاعتزاز يختمونــه أحيانا بقولهم بالإجماع : (يا عمّي ما  في أحسن من صحبة الجيش وأيّام الجيش )...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد