صحيفة السوسنة الأردنية

أخترت عنوان المقال وكان من المفروض أن يكون أكثر من ذلك بحيث يصبح كالتالي : "مجتمع الكراهية والحقد والنميمة والنفاق والكذب" لكن الضرورة تقتضي أختصار العنوان.

عندما قرأت لأول مره كتاب مجتمع الكراهية للمرحوم سعد جمعة رئيس الوزراء الأردني السابق ، منذ سنوات طويلة لم أكن مقتنعاً بما جاء فيه كنت أعتقد ( بسبب سذاجتي ) أن الأمر مبالغ به ولكن ومع مرور الزمن والتجارب وجدت ان المغفور له سعد جمعة لم يذكر كل الحقيقة !! النخب الفكرية والسياسية والثقافية في كل دول العالم هي التي تقود المجتمعات وهي النموذج أمام الناس وهي التي تبث في المجتمع قيم التسامح والتعاون والامانة والصدق وغيرها لأن تلك النخب تضع مصلحة اوطانها قبل مصالحها !! النخب السياسية والفكرية في الدول المتقدمة تنظر إلى المناصب كتكليف وليس تشريف لخدمة أوطانها وشعوبها بعكس النخب في الدول العربية والتي ترى في المناصب وسيلة إلى الثراء والتزعم !! والشيخه !! وآخر شيء يأتي في قاموسها خدمة الوطن وعندما تكون النخب فاسدة يفسد المجتمع في مؤسساته العامه والخاصة وتفسد العلاقة بين الأفراد وتضيع القيم التي ورثت من الأجداد وتحل محلها قيم جديدة منها فقدان المصداقية واللهاث وراء المكاسب الغير شرعية ويزداد الفقر والبطالة ويتأزم المجتمع وتزداد المشاجرات الى أن تصل إلى الجامعات !! ويضعف الأعتزاز الوطني وتغيب الثقة العامة في كل شيء وتزداد عمليات التزوير والاختلاس في كل قطاعات الدولة والمجتمع والنتيجة مجتمع منقسم حاقد فاسد جاهز لأي مخطط تدميري أن كان من الداخل أو الخارج !!

النخب السياسية والفكرية هي التي أوصلت الأمور إلى هذا المستوى وأصبحت مدرسة في النفاق والنميمة والكذب من أجل مصالحها .

المطلوب إعادة تشكيل المجتمع بدءاً في الحضانة وأنتهاءً في الجامعة والبيت والمطلوب إعادة تشكيل النخب السياسية للدولة بحيث تأتي مجموعات مشهود لها بالنزاهة والصدق والامانة وقول كلمة الحق لا توجد طريقة أخرى لأصلاح الدولة والمجتمع بغير ذلك وإذا ما أستمر النهج الحالي لا سمح الله نكون قد دمرنا الوطن بأيدينا .

وطننا جميل ومحظوظ فيه أمران مهمان قيادة مباركة من عند الله وفيها تايكي في عمان آلهة الجمال والحظ .

نريد الحفاظ والبناء على رعاية الله على هذا الوطن .