صحيفة السوسنة الأردنية

نشامى الوطن، فريقنا الوطني لكرة القدم يحلقون في السماء نجوما اردنية، يتألقون لعبا ورجولة ومحبة. فرسان في الميدان، وعشاق في الانتماء والولاء، واخوة متحابون وهم يتحلقون حول المنسف الاردني، وحين يذهبون ويجيئون في زورق واحد فالاغنية واحدة واللحن واحد والوطن واحد لان الدم واحد والدم كما قالت العرب " لا يصير ماءً " .

 

الكرة الساحرة المسحورة التي تفرق البلاد والعباد طوعها النشامى وصارت بيدهم كالتميمة السحرية التي تجمع الاردنيون على قلب رجل واحد، ولهدف واحد.هو الاردن اولا وثانيا وعاشرا.. ولا مكان للفرقة بيننا. وقد كان لافتا هذا التناغم السمفوني بين النشامى في الميدان والمشجعين على مدرجات ستاد عمان الدولي والاسر ,والاهالي والعائلات الاردنية تتابع عبر الشاشة الصغيرة بفخر وتقدير انجازات  ابنائهم في  ملعب كرة القدم ويتقدمون خطوات للامام ،  الاردنيين في الميادين العامة، في المنازل، في المقاهي، يهتفون ويصرخون من اعماقهم شعب واحد/جيش واحد/ وابو حسين لنا قائد واخالهم يرددون ايضا وطن واحد لا اثنين/ شعب واحد لا شعبين/ وقائدنا ابو حسين.

 

النشامى فجروا الطاقات الكامنة لدى الجماهير وهم يحققون الفوز الثمين رائدهم اعلاء راية الوطن وتقديم الفوز لاهلهم في الوطن.

 

النشامى جسدوا الوحدة الوطنية بكل ابعادها بعيدا عن سفسطة السياسيين والاعيب المنظرين، وحسابات التجار وللحقيقة انهم لم يجسدوا الوحدة الوطنية  بل تخطوها الى الوحدة العربية من خلال  التفاف وتشجيع  الشعوب العربية للفريق الاردني المميز الذي يتابع مسيرته سمو الامير الشاب على بن الحسين  ويقوده مدرب عبقري عراقي اردني عدنان حمد .

 

هذا هو الاردن الذي ابهر المعلقين الاشقاء العرب والاجانب وهو يصنع ملحمة كروية ووحدوية واخلاقية باللعب النظيف وبروح التسامح مع الجميع لدرجة ان اشقاءنا الاحباء وخصومنا في الملاعب الكروية يتحولون الى مشجعين للنشامى من باب الاعجاب بهم وبادائهم المميز في ساحات الملاعب .

رسائل نشامى الوطن يوم امس ارسلوها لكل الاردنيين من قلب عاصمتهم الحبيبة عمان ، ومن ستاد عمان الدولي وهو يقدمون الفوز على فريق سنغافوره  بهدفين ويدافعون عن مرماهم من عدم الاختراق ، وبهذا الفوز حجز نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم مكانتهم المرموقة في المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014، بعد ان حققوا الانتصار الرابع على التوالي وحصدوا العلامة الكاملة، وكانوا بذلك أول منتخب عربي يتأهل من المرحلة الثالثة . ويؤهلهم هذا الفوز للصعود درجة الى الامام نحو الطريق الى البرازيل التي اصبحت معبدة امامهم وقريبة من طموحاتهم ، وهذا يذكرنا بالفوز الذي حققه فريق النشامى في  شهر كانون ثاني الماضي في الدوحة  عندما  كانوا قريبين من نصف نهائي  كأس اسيا ، وهذه رسالة تشير وتؤكد وتذكر بان كل اردني مبدع في عمله، في ميدان تخصصه، في كل وزارة او مؤسسة او دائرة او جامعة او مدرسة ، تؤكد ان التعاون والتكاتف ورص الصفوف والاخلاص في العمل يحقق الفوز والنجاح، رسائل الفريق الوطني تقول لفرسان وفارسات الوطن انتم اللاعبون المهره والالتفاف حول قيادة الوطن واجب مقدس، نحن جزء من النسيج الاجتماعي الاردني المسيج بحب الوطن .

 

وبعد ،،، يا نشامى الوطن المبدعين، يا فريقنا الوطني الذين بكم نفخر، وعلى طريقكم نسير ، وصلت رسائلكم ، فالوحدة الوطنية النموذجية سلاحنا، والاخلاص التعاون والانتماء والوفاء شعارنا، سنكون اللاعبين المهرة في ميادين العز والعطاء والانتاج ، وكما حافظتم على عدم اختراقكم وتسجيل الاهداف في مرمى وطنكم الكبير،وصنتم جبهتكم الداخلية وحققتم الفوز، سيكون التكاتف والتسامح والتعاضد ونبذ العنف ومحاربة الغلو والتطرف والتعصب والفرقة والفوضى عنوان مسيرتنا، والعلم سلاحنا، والفوز والنجاح طموحنا ، والالتفاف حول قيادتنا منهج نتغنى ونفتخر به.

 مسك الختام: ان القائد العظيم هو الذي يصنع العظماء ويصنع بالتالي منهم وطنا عظيما، وكان عبدالله وسيبقى عنوان الرجولة والمحبة وحادي المسيرة ولا اقل من ان نهديه فوز النشامى رمز وفاء وولاء وانتماء.

 Ohok1960@yahoo.com

 

اكاديمي، تخصص علم اجتماع