ضباط أردنيون يُشاركون في القدس المحتلة بذكرى عدوان 67 !

mainThumb

07-07-2012 11:47 AM

 السوسنة -  على الرغم من أن العلاقات الثنائية بين المملكة الأردنية الهاشمية والدولة العبرية وصلت إلى حضيض التردي، وعلى الرغم من أن عمان رفضت عدة طلبات من تل أبيب لإعادة سفيرها إلى تل أبيب، بعد مرور عام على مغادرته إسرائيل، على الرغم من كل ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية النقاب عن أن مجموعة من الضباط الأردنيين ممن قاتلوا في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، شاركوا في حفل تأبين للجنود الأردنيين والإسرائيليين في مدينة القدس المحتلة في الذكرى 45 للحرب.

وتابعت الصحيفة العبرية قائلةً إن الزيارة التي استمرت على مدار يومين كاملين تمت برعاية مؤسسة فريدريش إيبرت وبتنظيم من منظمة التعاون الاقتصادي الإسرائيلية (إي سي إف) ومركز عمان للسلام والتطوير (إيه سي بي بي) في الأردن، تضمنت لقاءات بين قادة عسكريين سابقين من الجانبين الإسرائيلي والأردني، وزيارات مشتركة لمواقع المعارك، وحفلا تأبينيا على تلة الذخيرة. وأشارت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادر أمنية وُصفت بأنها رفيعة في تل أبيب، أن الضباط الأردنيين والإسرائيليين كانوا يجلسون في حلقة واحدة، مستمتعين، يستذكرون أحداث معاركهم، علاوة على ذلك، أوضحت "هآرتس"، نقلاً عن المصادر عينها، أن أحد الضباط الأردنيين التحق بالجيش بعد أن قُتل والده في معارك عام 1956، صُعق عندما اكتشف أن الضابط الإسرائيلي الذي يجلس قبالته هو الضابط الذي أمر بالضربة العسكرية التي أودت بحياة والده. وأوضحت الصحيفة أن حفل التأبين بدأ بقصيدة للشاعر القومي الإسرائيلي حاييم غوري والقائد في معارك 1967، وبعد ذلك تمت قراءة قصيدة مترجمة إلى العربية، وكانت كلماتها مؤثرة على حد وصف الصحيفة. ثم قرأ قائد الفرقة العسكرية التي دافعت عن التلة أسماء الجنود الأردنيين الذين سقطوا، تبعه نائب قائد الكتيبة الإسرائيلية التي هاجمت التلة والذي قرأ أسماء الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا. وكتبت الصحيفة أيضا: لقد كان حفل التأبين المشترك الأول من نوعه على الإطلاق الذي تقرأ فيه أسماء الجنود الإسرائيليين والعرب الذين سقطوا في القتال تباعاً، لافتةً إلى أنه وفي نهاية حفل التأبين، قام الإسرائيليون بتكريم الجنود الأردنيين بصورة كبيرة للفتة التكريمية التي صنعها الجنود في حزيران من عام 1967، على حد تعبيرها.
 
جدير بالذكر أن الشاعر حاييم غوري انضم مؤخراً إلى قائمة المتباكين على الضحية، والزاعمين صحوة الضمير، بعد بلوغهم سنوات العفة الإجبارية. حاييم غوري يتذكر ما فعله بالفلسطينيين من قتل وتدمير وتهجير، وما تسبب فيه من مآس لا يستقيم الحديث عنها في أثر رجعي، كخطأ عادي من جملة الأخطاء البشرية، ويكتب قصيدته المشهدية التي نشرتها مجلة (مشارف) الصادرة في حيفا، موحياً بالشعور بالذنب والأسى، ما يستوجب طرح السؤال الملح: أين كان هذا الضمير خلال بهجة القتل التي عاشها غوري وأمثاله؟ وإذا كان هذا الضمير حياً بحق، فقد كان عليه أن يحصن صاحبه لئلا يقوم بكل ما قام به من مجازر وحشية.
 
واللافت أن حاييم غوري يعترف أنه مليء بالموتى الفلسطينيين، وأن الخلاخيل تنتظر كواحلها حتى اليوم. وهو مليء بقرى مهجورة، وحاجيات متروكة، وبنعال فاغرة، ومزق ألحفة صوفية، وصرر مثقوبة، على حد تعبيره. وبرأي المثقفين الفلسطينيين فإن غوري مثل جيل حرب الـ 48 إلى جانب كتاب آخرين يصفون في كتبهم أحداث الحرب وأجواءها وفيها فيروس نزعة الإنسانية الوحشية العسكرية التي تحدث في الحرب. ففي كتاب (حتى طلوع الفجر) الذي صدر عام 1950 نقرأ عبارات تُعبر عن احتقار للأسرى وللعرب بقوله: خرج الثلاثة لضرب المصريين فبقي على أسرى وبقايا عدو أكواماً أكواما، كما أشار الكاتب أنه وقعت خلال الحرب أعمال سرقة ونهب أملاك غائبين وإصابة أبرياء وقتل أسرى حرب.   " القدس العربي"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد