صحيفة السوسنة الأردنية

حيثما يكون الوفاء .. حيثما يكون الإخلاص .. حتما ستكون التضحية جميل أن يضحي الإنسان من أجل غيره ، عندها تتجلّى أبهى صور الإيثار الّتي حثّ عليها الإسلام .

 

    أيّها القارئ لو كُتب لك بأن تُضحّي ، لمن ستكون تضحيتك ..؟! أمّا بالنسبة لي ، سأضحّي من أجل كثيرين ، وأوّل من يستّحق التضحية هو وطني الّذي إحتضنني صغيراً ورأى فيّ أملاً يرعاه كبيراً ، عند الوطن ترخص النّفوس ، وتكون أسمى صور التضحية سأضحّي من أجل من علّمتني معنى التضحيّة ، من إحتضنتني في صغري برعايتها وحبّها تلاعبني تارةً وتبدو جادّة حازمة تارّةً أُخرى ، سأضحي من أجل "ستّي"جدتي رحمها الله ..سأضحي أيضا من أجل من ضحّى بروحه من أجل الإنسانيّة وقضى شهيداً ، نعم لو كُتب لي أن أُضحّي سأضحّي من أجل خالي " عماد النّجار " الّذي استشهد  عندما كان ينقذ آخر من الموت .. رحمه الله .

 

   سأُضحّي من أجل أبي الّذي ضحّى من أجلنا كثيراً وحارب الدنيا من أجلنا حتّى أنّه ضحّى بصحّته  من أجل أبناءه كم أتمنّى لو أنّ لي أن أحمل جزءً من أمراض أثقلته ، أطال الله عمره ، سأضحي من أجل  من تحاصرني بخوفها وشغفها "أمّي الغالية "  سأضحّي من أجل الإنسانيّة الّتي أكّدها الحسين رحمه الله " الإنسان أغلى ما نملك " جميل أن يأخذ الإنسان ، لكن الأجمل من ذلك أن يعطي  دون أن ينتظر مقابلاً عندها تكون لذّة السعادة الحقيقيّة ، حتى لو ضحّى الإنسان  من أجل الآخرين  على حساب نفسه .