بيان للعميد مناف طلاس

بيان للعميد مناف طلاس

17-07-2012 11:36 PM

السوسنة -  اعلن العميد مناف طلاس، الذي كان مقربا من الرئيس السوري بشار الاسد واعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، الثلاثاء انه في باريس ويأمل بقيام "مرحلة انتقالية بناءة" في سوريا، محملا النظام مسؤولية الازمة ومعبرا عن "غضبه" لزج الجيش في الصراع في سوريا.

 
وفي بيان سلم لوكالة فرانس برس يحمل توقيع "العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز (يوليو) 2012"، اكد هذا الضابط بذلك انضمامه الى افراد من عائلته في العاصمة الفرنسية.
 
واعتبر طلاس في هذا البيان "ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانية، توافقية، بناءة تمتد الى جذور المشاكل، لا بمواجهته بعنف لم نشهده من قبل مهما كانت الاسباب".
 
واضاف "بما ان الاضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن اتمنى وقف اراقة الدماء والخروج من الازمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها، استقرارها وامنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة".
 
واكد "انا هنا اليوم من دون أجندة، وجاهز كاي فرد سوري عادي دون اي طموح اخر على تأدية كامل واجب المواطن في المساهمة بما في وسعي، كسائر الذين يبحثون عن حل يتناسب مع قناعات وتطلعات هذا الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات للوصول الى مستقبل افضل".
 
وقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في 12 الجاري حصول اتصالات بين العميد مناف طلاس والمعارضة السورية، بدون ان يؤكد وجوده في باريس. لكن طلاس لم يعلن صراحة في هذا البيان انضمامه الى المعارضة كما لم يدع الى رحيل الرئيس بشار الاسد.
 
وكان مناف طلاس (48 عاما)، ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق وصديق الرئيس الراحل حافظ الاسد، محسوبا على الطبقة السورية الحاكمة، وصديق الطفولة للرئيس الحالي بشار الاسد. وهو يتحدر من الرستن بمحافظة حمص (وسط).
 
وكان عميدا في الحرس الجمهوري، وحدة النخبة المكلفة حماية النظام. وبحسب مصدر قريب من النظام فان العميد مناف طلاس اقصي من مسؤولياته بعد ان فقد النظام الثقة به منذ اكثر من سنة.
 
وكتب في بيانه "لم اخن العهد العسكري، بل ظللت وفيا للمناقبية العسكرية وللمبادىء الاخلاقية التي تختزنها المؤسسة العسكرية التي تجسد حب الوطن، وحدته وكرامته في الدفاع عنه وعن شعبه".
 
وتابع "من هذا المنطلق لا يسعني الا ان اعبر عن غضبي والمي في زج الجيش في خوض معركة لا تعبر عن مبادئه، معركة كان الامن سيدها وقرارات ظلم بها شعبا وجنودا".
 
وقتل اكثر من 17 الف شخص في سوريا في اعمال العنف والقمع منذ بدء الحركة الاحتجاجية في اذار/مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
 
وقد اعتبرت باريس وواشنطن انشقاق مناف طلاس بمثابة ضربة كبيرة للنظام. كما وصف المجلس الوطني السوري المعارض انشقاقه بانه "ضربة هائلة" للنظام.
 
ثم انتقد الجيش السوري الحر في الداخل الجمعة صمت العميد مناف طلاس، معتبرا ان خروجه من سوريا يندرج في اطار "توليفة دولية" لحل ما.
 
وفي بيانه سعى مناف طلاس لتوضيح موقفه. وقال "ان الظروف المعقدة لخروجي (من سوريا) ادت الى التأخر بادلائي بهذا التصريح" وتوجه بالشكر "لكل من قدم المساعدة" له "مدركا شجاعتهم والخطورة التي تضمنتها هذه الخطوة في سوريا".
 
ثم تحدث عن دوره في الجيش والظروف التي ادت الى انشقاقه.
 
فكتب "بكل اخلاصي لوطني ولقناعاتي، حاولت مرارا وتكرارا خلال العام والنصف الماضي ان اقوم بواجبي دون ان اصل الى نتيجة، فلم انافق النظام ولم اشارك او اقبل بحل يوصل البلاد الى الوضع المأسوي الذي يتخبط فيه".
 
مضيفا "عندما اتخذت موقفي، ورفضت المشاركة في الحل الامني، عزلت واتهمت وخونت ولكن ضميري وايماني المطلق دفعاني الى التنديد بهذه الحلول المدمرة والابتعاد عنها والمثابرة مع العديد من الاطراف الوطنية على الارض لايجاد مخارج منصفة تتفادى العنف وهدر الدماء لاي عذر من الاعذار او شكل من الاشكال".
 
وبحسب مصدر اخر قريب من النظام فان مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة لم يكتب لها النجاح بين السلطة والمعارضين في الرستن، مسقط رأسه، ودرعا (جنوب).
 
وافاد مصدر اخر في دمشق ان قطيعته مع النظام حصلت خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في شباط/فبراير وآذار/مارس الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.
 
واشار المصدر الى ان ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته الى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر تموز/يوليو من كل سنة.
 
واضاف مناف طلاس في بيانه "اتحدث اليوم وانا اعلم جيدا ان كلامي هذا لن يرضي اي متطرف في العقل والمنطق... ولو اردت ارضاء اي قطب من قطبي التطرف لكان من السهل جدا ان اكون كبعض +ابطال+ هذه الازمة الذين اتخذوا مواقف اقصائية والغائية تجاه الطرف الاخر".
 
ويأتي بيانه في وقت اعلن الجيش السوري الحر الثلاثاء انه بدأ "معركة تحرير دمشق"، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة في احياء من العاصمة منذ مساء الاحد وتستخدم فيها المروحيات التابعة للجيش النظامي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد