ما وراء تسريب الشبل والأسد
أعتقد أن تسريب مقاطع الفيديو التي ظهر فيها الرئيس السوري السابق بشار الأسد وهو يقود سيارة إلى جانب لونا الشبل، مستشارته الإعلامية الراحلة، لا يمكن النظر إليه كحدث عابر أو مجرد نشر لمشاهد شخصية. فالسياق السياسي وطريقة الظهور ومضمون الأحاديث كلها تشير إلى ما هو أبعد من مجرد تسجيلات خاصة خرجت للعلن، بل إلى عملية تكشف جانباً خفياً من بنية السلطة في سوريا، وعلاقة الأسد بمن حوله، وحدود القوة والضعف داخل النظام نفسه.
ويبدو لافتاً في هذه المقاطع ظهور الأسد بشكل غير مألوف؛ إذ يبدو منقاداً في كثير من اللحظات إلى شخصية لونا الشبل التي تتحدث إليه بلا أي حواجز، وبصوت يعلو أحياناً على صوت رئيس دولة، كما يرى كثير من المراقبين. هذا النوع من التفاعل، الذي لا يشبه بروتوكولات السلطة، يوحي بأن الشبل كانت تتمتع بنفوذ نفسي وسياسي يتجاوز موقع “مستشارة إعلامية”. وقد فُسِّرت هذه الديناميكية لدى قطاعات واسعة من الرأي العام العربي على أنها إشارة إلى هشاشة شخصية الأسد، وهي هشاشة ــ وفق هذا الرأي ــ أخفاها النظام طوال سنوات الحرب خلف صورته الرسمية الصلبة.
ويستنتج البعض أن كلام الأسد في الفيديو، خصوصاً ما قيل بحق سكان الغوطة أو ما ورد من سخرية تجاه بعض المعالم الدينية، لم يكن مجرد زلة لسان، بل تعبير عن رؤيته الداخلية لمجتمعه، رؤية لم يكن يُفترض أن يراها الجمهور. وهذا البعد بالتحديد يفسّر حالة الجدل الكبيرة التي أثارها التسريب، إذ رأى كثيرون أن هذه المقاطع تكشف الفجوة بين الصورة التي روّج لها النظام وصورة الحاكم حين ينزع عنه قناع القوة.
كما أن ظهور الشبل في موقع المُهيمن على الحديث دفع محللين إلى التساؤل عن حدود نفوذها داخل الدائرة الضيقة للسلطة، وهو سؤال يزداد وزناً حين يُستحضر حديث عن الظروف الغامضة لوفاتها في “حادث سير”. وقد رأى البعض في ذلك حادثاً قد يخفي صراع أجنحة داخل النظام، بينما اعتبر آخرون أن المؤسسة الأمنية السورية ربما لم تتقبل طبيعة قرب الشبل من الأسد، فتم التخلص منها قبل سنوات. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة رسمية على هذه الفرضيات، فإنها تظل جزءاً من الخطاب الشعبي الذي عاد إلى السطح بقوة بعد التسريب.
واللافت أن الشبل، رغم رحيلها، أصبحت اليوم مركز فضيحة سياسية جديدة للنظام السوري. فالمقاطع المسرّبة ــ التي ظهرت بعد موتها ــ ألحقت بالأسد ضرراً رمزياً أكبر مما كانت ستلحقه لو ظهرت في حياته السياسية النشطة. وهذا ما دفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن توقيت التسريب ليس بريئاً، وقد يكون جزءاً من معركة نفوذ داخلية أو رسائل متبادلة بين أطراف في النظام أو حتى من خارجه.
وفي المحصلة، يظهر أن هذه المقاطع لم تكشف مجرد لحظات شخصية بين رئيس ومستشارته، بل أعادت طرح أسئلة قديمة حول طبيعة السلطة في سوريا: من يحكم فعلاً؟ ما طبيعة العلاقات داخل الدائرة الأضيق؟ وما الذي يعنيه أن يظهر رئيس بهذا الشكل غير المتماسك بينما ارتبط اسمه في ذاكرة السوريين بواحدة من أكثر الحروب تدميراً في تاريخ المنطقة؟
أعتقد أن التسريب ــ سواء جاء من خصوم الأسد أو من داخل محيطه ــ يشير إلى مرحلة تُعاد فيها كتابة السردية السياسية للنظام، وربما إلى تفكك بعض ركائز الصورة التي حافظ عليها طوال عقدين. وفي كل الأحوال، فإن لونا الشبل، وإن كانت قد رحلت، عادت لتطل من جديد كعامل إرباك وفضيحة سياسية تمس رأس النظام نفسه، وهو ما يجعل الأسئلة المطروحة اليوم أكثر عمقاً مما تبدو على السطح.
الموازنة تضع النواب أمام مدى قدرتهم على استعادة ثقة الشارع
أبو جزر يستلهم من والدته النازحة بغزة روح الإصرار لقيادة الفدائي
فيتامين C يقلل أضرار الغبار الدقيقة على الرئتين
عشرات المسلحين يسلّمون أنفسهم للأجهزة الأمنية التابعة لحماس
غوغل وآبل تحذران مستخدميهما من تهديد سيبراني عالمي
تراجع معاملات تملك العقارات لغير الأردنيين 13% خلال عشرة أشهر
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
104 اجتماعًات للموازنة: جهد برلماني استثنائي .. فهل يكفي لتغيير المسار؟!
الهلال الأحمر الفلسطيني: شهيد ومصاب برصاص الاحتلال في قلقيلية
تحسن مطري في البادية رغم بقاء المعدلات دون المستوى الموسمي
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
إصابة طفل بشظايا رصاص الاحتلال الإسرائيلي في برقين غرب جنين
أمطار الخير تنعش التفاؤل الزراعي وترفع تخزين السدود
اللجنة الوطنية لشؤون المرأة توصي برفع تمثيل النساء وتجريم العنف
وزارة البيئة تعلن عن حاجتها لتعيين موظفين .. التفاصيل
وظائف حكومية شاغرة ودعوة آخرين للمقابلات الشخصية .. أسماء
وظائف حكومية ومدعوون للمقابلة .. الأسماء والتفاصيل
أوبن إيه آي تعتزم إدخال تحسينات على تشات جي بي تي
الإنفلونزا تهديد صامت في الأردن بلا بيانات دقيقة
الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية
قفزة كبيرة بأسعار الذهب في الأردن
مديرية الأمن العام تطلق خدمة التدقيق الأمني للمركبات
شيرين تحسم الجدل حول اعتزالها وإفلاسها