الاخوان بين الاستقواء والابتزاز السياسي

mainThumb

05-08-2012 05:31 PM

عمان – السوسنة - المتابع  للحركة الاسلامية في الاردن بشقيها  ( جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي ) يلحظ انها بدأت تخرج عن النهجج الهاشمي  الرعوي منذ اكثر من 60 عاما لهم .وذلك تأثرا بأحداث الربيع العربي ، وبروز قيادات اسلامية  اضطهدت وسجنت وعذبت في بعض تلك الدول العربية .
 
ويبدو ان الحركة الاسلامية وقياداتها تستمد قوتها المادية والمعنوية ، من مثيلاتها في بعض دول الربيع العربي ، وتأتمر بأوامرها ، وهو ما سيحدث الضرر والتصدع داخل صفوفها ، لاختلاف تكوينتها ، والبعد السياسي للاردن عن تلك الدول التي اضطهدت فيها الحركات الاسلامية . 
ومن هنا يجب التنويه الى الحركات الاسلامية في الدولة العربية ان تشابهت في المنهج ، فانها مختلفة في من حيث اوضاعها السياسة في  تلك البلاد، ففي الاردن احتضن النظام الهاشمي الاخوان المسلمين ، وكانت لغة الحوار هي السائدة على مدى 60 عاما ، بل الاردن ونظامه احتضن اخوان سوريا  جراء احداث حماة  في ثمانينات القرن الماضي .
 
المطلوب الان من حكماء الحركة الاسلامية وعقلائها ، التنبه الى هذه النقطة ، وعدم الالتفات الى ثورات الربيع العربي التي ازهرت فرقة ودم ، كما نلحظ في سوريا وليبيا ، وان يضعوا يدهم بيد الشعب ، وصولا الى بر الامان ، لمواجهة العواصف الاقليمية التي قد تؤثر رياحها على بلادنا .
 
هذه دعوة نجزم انها لا تجد اذن صاغية ، لدى جماعة الاخوان المسلمين ايامنا هذه ، فيبدو ان الابتزاز السياسي ، وتحقيق المكاسب هو عنوان المرحلة المقبلة ، وما مقاطعتهم اجراءات تسجيل الانتخابات ، الا ضربا من ضروب الابتزاز السياسي والضغط على الدولة ، في الوقت الذي اصبحوا يفقدون فيه رصيدهم الشعبي ، واتخاذ بعض التيارات الحزبية والشعبية مواقف مضادة لمشروعهم السياسي القائم على الاقصاء ، وتحقيق المصالح الذاتية .
 
ويرى مراقبون ، ان اصرار الحركة الاسلامية على رفض قانون الانتخاب بتعديلاته الحالية ياتي لعدم تحقيقه مصالحهم في السيطرة على اغلبية مجلس النواب ، كونه سيسمح بتمثيل كافة الوان المجتمع ، وهو ما يرفضونه بشدة ، مما افقدهم الشارع ، والحراك الشعبي ، الذي بات في المرحلة الاخيرة يكتشف نواياهم تدريجيا ، نتيجة سياسة الاقصاء ، وعدم الالتقاء معهم ، علما ان اغلب مسيراتهم ، كانت خاصة بهم ، وعندما يتعلق الامر بمصالحهم ، يتركوا ويتنصلوا من كافة التيارات التي تحالفت معهم بالامس .
 
ودعا المراقبون مجددا عقلاء الحركة الاسلامية ، الى اخذ العبرة من 60 عاما في العلاقة مع النظام الاردني ، وضرورة المحافظة عليها وتعزيزها بما يرضي الوطن ، ويحقق مصالحه ، في وقت تمر فيه المنطقة باوضاع خطيرة خاصة على الساحة السورية .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد