معارك برلمانية الحلقة 36 / بقلم د. احمد عويدي العبادي ( حصري بالسوسنة )
وانعقد البرلمان الثالث عشر عام 1997 , وجاء دور المحاسبة، وكما يقول المثل الأردني: «أجاك الموت يا تارك الصلاة»، وجاء دور تسديد الفواتير السياسية , وطلب إليّ المرشحون لرئاسة المجلس أن أمنح كلا منهم صوتي، فقلت لأحدهم، إذا تعهدت بعدم مقاطعتي عند هجومي على مدير المخابرات (في حينه)، فسوف أعطيك صوتي، قلت ذلك وكانت صورة ذلك المرشح لرئاسة المجلس عندي وعند كثير من الناس إلى لحظة كلامي له (1997 ), أنه رجل محترم يرتدي أثواب العفة والطهر والورع والمناقب الحميدة والتدين ومخافة الله , وإن كنت أعرف أنه كان مخبراً لرئيس وزراء عام 1989، ولكن صورته النفاقية والرخيصة لم تتبلور في ذهني بعد (أي حتى الآن 1997)، لعدم وجود تواصل أو علاقات بيننا، ولأن غيابه عن الجلسات كان كثيراً , حيث تبين لنا فينا بعد انه كان مشغولا بتحقيق المكاسب .
كان بتظاهره بالتديّن، قد استطاع خداع كثير من الناس ولا زال . وعندما قلت له ما قلته أعلاه من مطلب : تحدث إلي بعينين زائغتين تدوران كالذي يغشى عليه من الموت , وهو يبدو انه ينطق شيئاً غير الذي يضمره في باطنه ، ويبدو انه يوازن بين مصالحه ومطلبي . قال لي : سأعطي كل نائب حقه في القول كما يشاء, فلما كررن عليه توكيد مطلبي , كرر جوابه بشكل عائم غائم , والمفهم انه كان يعني عدم التزامه بمطلبي , ولست أدري هل يعتبرني نائباً أم لا ؟ وهل كلامه من باب يمين العهد الغموس الذي يعني بخلاف ظاهر الكلمات , أو من باب التقية والباطنية التي لا أطيقها , والتي يبدو انه يحبها ؟ .
وكجزء من حملة المرشحين للرئاسة ضد بعضهم , اسرّ إليّ أحدهم من أزلام أحد المرشحين الآخرين المنافسين لهذا الذي ذكرته توا ، يعرف معاركي مع مدير المخابرات في حينه، أن هذا المرشح الطاهر العفيف (من العفة) ؟ للرئاسة حصل على دعم المدير المسجون الذي كتب له بخط يده: فلان ( الذي أصبح نائباً ) يجب أن ينجح في الانتخابات النيابية ( عام 1997 ). وأنه ولا زال الكلام لأحد أزلام المرشح المنافس : نجح مكافأة له على خدماته الجليلة لمدير المخابرات , ومنها الصداقة والعمالة لذلك المدير . وشعرت بالندم أن قلت له سرّي الذي بين جوانحي، وشعرت أنني تسرّعت، وأن هذا النقاء والطيبة مني في التعامل لا يتفق مع هذه الأجواء، وعلمت فيما بعد أن سيلاً من مغلفات مليئة بأموال الشعب الأردني لم تنقطع عنه ومن شتى المصادر الرسمية . وان الأصابع كانت تشير إليه كواحد من أكلي الأموال من كل من يعطي المال .
بعدما عرف سرّي أصبح يتحاشاني , ويسيء لسمعتي دفاعاً عن سيده المدير السجين . يا إلهي، مسكين شعبنا كم تغشّه الابتسامة من أناس يحملون في صدورهم قلوباً سوداء، قلوب ذئاب مفترسة , وقلوب وحوش لا تعرف الرأفة , وأنفساً مريضة جشعة , لا تخاف الله في شيء أبداً , وتتظاهر أنها رمز الطهر والعفة , وتصوم عن الطعام لا عن الكلام , وتتجنب الأذى لنفسها وتوقعه بغيرها , وتصلي أمام الناس دون أن نعرف إن كان ذلك بوضوء أو بدون وضوء .
وفي اليوم الثاني كانت بركات هذا المرشح للرئاسة قد ظهرت ضدي في تطورات جديدة. فما أن خرجت من بيتي صباحاً كالمعتاد ومعي زوجتي وأطفالي الذين أحملهم إلى المدارس. وإذا بسيارة فيها ثلاثة أشخاص تلاحقني . كنت أنتبه لكل شيء، فلديّ حس أمني لطبيعتي البدوية وخدمتي الأمنية الطويلة، وكنت طيلة معاركي مع المدير السجين , أحمل رشاشي ومسدسي معي في سيارتي لا يفارقاني، وأحياناً أحمل قطعتين فضلاً عن المسدس وكنت أسير في أغلب الأحيان ومعي حرسي الخاص من أقاربي أبناء قبيلتي , بسبب التهديد الذي كان يصلني من المدير السجين وكبير المطايا . أما بصفة دائمة فكنت احمل سلاحا ناريا رشاشا صغيرا بتعبئة 36طلقة ويسمح القانون لي حمله بدون رخصة , كوني أحد أعضاء مجلس النواب , وأضعه عند رأسي عندما أنام.
أعود إلى بركات المرشح وولي نعمته الباشا , فأقول : وعندما تابعوني طيلة اليوم فهمت أن حضرة المرشح لرئاسة المجلس قد كتب أو مرّر تقريراً لسيده المدير الباشا (السجين ) يحذره أنني وضعته (أي وضعت الباشا) على أجندتي للمحاسبة السياسية ، وأنه سيجد مني متاعب وتصفية حسابات برلمانية لا يجدها من غيري أبداً . وعندما تكررت عملية الملاحقة المستمرة يومياً ولعدة أيام وهي طريقة المدير السجين أن تستمر سيارة أو اثنتان في كل منهما رجلين أو ثلاثة , بمتابعة الهدف أينما ذهب علنا و بصلافة وبقلة حياء , ويقفون عندما يقف الهدف ويلتحقون به إذا وقف مع أي شخص حيث يسمعون ما يدور بينهما وبكل وقاحة . وكنت والمهندس ليث شبيلات أكثر من عانى من هذا الأسلوب الخسيس من المدير نفسه وبإيعاز منه , وكأنه لا يوجد في البلاد قضايا تستحق المتابعة إلا تلك الخاصة بعطوفة الباشا , الذي كان يعتبر نفسه من المقامات التي لا يجوز التفوه ضدها ببنت شفة همساً كانت أم طمساً علناً كانت أم سراً.
كلمت كلا من رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب في حينه ، وشخصيات هامة في القصر وأخبرتهم عن هذه المضايقات المتتالية , وطلبت إليهم الاتصال مع مدير المخابرات ليوقف هذه المهازل. وكلهم كانوا يقولون : عند الباشا ما إلنا علاقة، دبِّر رأسك دبِّر حالك. كانوا جميعاً يشعرون بالرعب عند ذكر اسمه. وكنت أحزن لشدة خوفهم بل لا يخافون من أحد بالأردن مهما كان مقامه عالياً أم واطئاً، مثل خوفهم منه.
أما أنا فما خفته في لحظة واحدة من حياتي أبداً، كنت أخاف من نفسي أن أرتكب جريمة بحقه أو بحق كلابه الضّالة ومطاياه الطراطيرية، وهو لا يستحق مني تضحية . ومع هذا كان لا بد من إيقاف هذا الجمل الهائج الضال المسعور , وتكسير قوائمه وأنيابه ومخالبه وقطع أشداقه، وتمريغ انفه في الوحل الأردني , وتركه ضحية عنجهيته. إذ لا يمكن لي تحمل هذه المهازل إلى يوم القيامة (؟!).فانا نائب وأعاني من هذه الوقاحة , فما هو حال بقية الناس أو النواب الذين ليس لهم عشائر وجاءت بهم الدولة إلى البرلمان ضمن تحالف الغرباء على ارض النبلاء .
لقد كان مدير المخابرات المذكور , أقوى من الدولة ومؤسساتها ورجالاتها , ونوابها وأعيانها وحكوماتها , هذه حقيقة للتاريخ . ولم يجرؤ أحد منهم حينها أن يقول له : لا . ولم يجروء أحد أن يعصي له أمراً ,ولا أن يصطف في المعسكر المناوئ له أو غير معسكر المطايا لسنابكه , أو أن يدخل في خصومة ضده , لأن من يقول له: لا , سوف يجد ما أجده أنا الآن وهو أمر لا يتحمله الآخرون إطلاقا . إن ضغطاً واحداً عليهم مما هو ضدي كفيل بتهشيم عظامهم وهدم بيوتهم المبنية من زجاج (؟!؟) أو من ورق هش يذوب مع زخة مطر وهي أوهى من بيت العنكبوت , فكيف به سيتحمل طوفانا من المطر والصواعق والنوازل من دائرة ومدير لا يعيرون لمقاييس الأخلاق والذوق والكرامة والوطنية والدين انتباها عندما يتعلق الأمر بتصفية أي خصم أو الافتراء عليه ؟ . أما أنا فكنت ولا زلت وسأبقى أراه أدنى مني بكل المعايير. وكنت على يقين أنه يريد القضاء عليّ ليتمكن التفرّد بالدولة كيفما يشاء. فانا أتحرك من اجل الكرامة والأردن وهويته وشرعيته وليس من مصلحة شخصية إذا انفضت انفض عندي السامر . ولم اخف يوما على مصالحي وبالتالي كنت ولا زلت أكثر الناس تضررا لأنني كنت ولا زلت اهتم بمصالح الأردن وأهله كما قلت .
كتبت مذكرات خطيّة متتابعة للملك الراحل الذي كان مشغولاً بالعلاج خارج البلاد , وحصلت على رقم فاكس مستشفى ما يوكلنك بأمريكا بطريقتي الخاصّة من احد رجال القصر وبصورة سرية وفردية للغاية ، وأرسلت نسخة من هذه المذكرة إلى مكتب نائب الملك بعمان ، والى المستشفى الذي يعالج به الملك بأمريكا , ونسخة منها إلى رئيس الوزراء، وكلمت المسئولين، وكلمت أزلام المدير المذكور من النواب، أن يتوقف عن ملاحقتي ومضايقتي وبث الإشاعات ضدي ؟ وإلا فإنني لست مرتزقاً ولا من المقاطيع، ولا من المطاريد، ولا من الغرباء ، ولا من مثلث الغم... فأنا أردني ابن الأردن المتجذر في أعماق التاريخ الأردني. وذلك يعني أنني سأعلن الحرب عليه بكل الوسائل المتاحة لدي , مثلما يمارس هو الحرب ضدي بكل الوسائل المتاحة لديه، وهي ألاف أضعاف ما لديّ، إلا أن الفئة القليلة قد تغلب الكثيرة، بإذن الله، والله مع الصابرين وكذلك كان نهجي والحمد لله.
وقررت تعريته والانتقام منه , فبدلا من الحوار يريد أن يكسر انفي وان يقص شاربي كما نقول بالأردني , لذا عزمت أنه سوف يرى مني من التعرية ما يعجز عنه الشعب بأكمله , بل ويعجز عنه هؤلاء الذين يعتبرهم الشعب رجال دولة، وهم عصافير واهنة أمام مدير المخابرات (السجين ) بل هم حشرات بلا أشواك ولا أنياب أمام ملتهم الذباب .
وعندما آن أوان مناقشة موازنة 1998 كان التشنج والتحدي قد وصل بيننا إلى أوجه، والمحاكمة السياسية والتناكفية إلى ذروتها، وقمت بالواجب الوطني في خطبة الموازنة، وهاجمت المدير وبدون سابق إنذار , وبمنتهى المكتومية , هاجمته بما يستحقه من عنف هائل، بل يستحقه بجدارة وكان في حينها لا يجرؤ أحد في الأردن أن يقول ما قلته ولو همساً، وهذا ما وصل به الأمر آنذاك. وقد أصغى الجميع إلي بارتياح، حتى أزلام الباشا السجين أنفسهم بالمجلس وكان عدد من يدين له بالجميل والولاء من نواب المجلس الثالث عشر يربو على نصف المجلس بعدد غير قليل ( ؟! ! ؟ ! ؟ ).
هذه حقيقة أقولها للتاريخ، وأما من وصل القبة ولكن دون التنعم بمظلة جمائله ورعاية معاليه وحنانه الأمني , أو يرفض الخضوع لتعليماته وتوجيهاته من قبل ومن بعد الوصول لعضوية المجلس، فإنه كان بين خيارين لا ثالث لهما إما الانضواء تحت عباءته وهو ما فعله الكثيرون، أو التزام الصمت حيال أية قضية قد تثير الرجل المطاع . أما أنا المتمرد العصي الأبي فعليّ أن أكون شجاعا أمام التاريخ , وان أدفع ثمن شجاعتي , وأنا أتحمل الأذى والأسى والافتراءات والتشويه والإشانة. وكنت لا أعبأ بهذا كله أمام كرامتي ورجولتي وشرفي الأردني، لكنني تأذيت وما انتهيت، أما هو فقد تأذى وانتهى، أي أنه خرج من المعركة بأعلى الخسائر القاتلة، وخرجت منها بخسائر يمكن تجاوزها وجبرها أو تجاوز نسبة عالية منها .
لا بد من القول أن هذه السيارة الامنية التي أشرت إليها قبل قليل، وكانت تلاحقني ليل نهار، وفي الأسبوع الثاني استدرجتهم في أرض خلاء في منطقة الكرسي / منطقة وادي السير مقابل الجندويل مقابل مبنى المخابرات نفسه قبل أن تمتلئ المنطقة بالمباني، فلحقوا بي ودوّرت سيارتي عند نهاية الشارع الذي لازال مهجورا ويطل على وادي السير من جهة الشمال ، ثم تركتها واقفة شغّالة مع الأضواء، وفاجأتهم بالنزول وبيدي رشاشي وقد وضعت الطلقة على بيت النار وهم سمعوا جرة الأقسام , وبادرتهم بالشتائم لهم ولمن أرسلهم أو يحميهم وهددتهم بالمحق ، وقلت: إن عدتم إلي ثانية أو تابعتموني أو ضايقتموني فسوف تعودوا للمدير جنازات .
ومن الواضح أن سياسة الحكم ومهمة دائرة التحكم هي القضاء على أي نفس وطني أردني ويعتبرونه خطرا على دائرة الحكم الذي لا يسمح أن استطاع ببروز أية قيادة وطنية أردنية لكي تبقى الساحة مستباحة له ولكي يقال لا يوجد له بديل وانه صاحب الجينات المتفوقة وإننا أصحاب الجينات القزمية المتخلفة , وانه وحده نقطة التوازن والارتكاز والاستقرار للبلاد والعباد , وفي الحقيقة أن هذا وهم ما بعده وهم , يعمل الإعلام الرسمي والأجهزة على تكريسه ليل نهار . فالحكم يخيرنا بين الدمار والانهيار من جهة وبين استمرار النهب والخنوع للذل والمهانة من جهة أخرى وهو غير مستعد أن يقبل بتلازم النزاهة مع استقرار البلاد . أما أنا فأقول أن هذه معادلة غير صحيحة أبدا . فهذه بلادنا ونحن قادرون على حكمها وإدارتها وإذا خاف أو سكت أو قبل جيلنا ومن سبقنا بما قادنا إلى الكوارث , فان جيل الأبناء لن يقبلوا بذلك إطلاقا , وسيتم التغيير عاجلا أم آجلا بإذن الله , ومن يرى غير ذلك فهو كمن يحاول تغطية الشمس بغربال لا يساوي مظلة ولا يشفي من علة .
لقد شاء الله أن حللنا المشكلة التي عجزت عنها الحكومة والمجلس .وبدلاً من الاستسلام لهذا الباشا، لقي أزلامه ما لقوا مني، ولكنني كنت على يقين أن المعركة أو الحرب لم تنته بعد، وأن نهايتها يجب أن تكون إما نهايتي أو نهايته سياسيّاً، من الخارطة.وأنها بدأت الآن , وان كلا منا لن يتوانى عن القضاء على الآخر , أما أنا فأساليبي أساليب الشجعان والرجال وأساليب المواجهة والمجابهة , أما الطرف الآخر فأسلوبه قائم على الباطنية والتحتانية واستخدام الآخرين والمطايا .
لا بد أن يأتي مؤرخ موضوعي منصف، ويتتبع سيرتنا البرلمانية، ومعاركي مع الطواغيت والفاسدين , وأعداء الله وأعداء الأردن، وأعداء الأردنيين، وأعداء قضيتنا وهويتنا وشرعيتنا الأردنية , وسيجد أنني كنت عصياً أبياً على القضم والهضم والبرمجة والذلة والخنوع والبيع والشراء ، رافضاً المغريات والتهديدات والتحجيم الذي حاولته جميع المستويات السياسية والإدارية والأمنية، ولكن بدون نتيجة. وكما قال لي احدهم: أن التاريخ سينصفك
history will be
kind to
You
سيجد المؤرخ أن تطنيش وإهمال أبناء العشائر، يعني تلقائياً الوقوف في الخندق المعادي لهم، وسيجد أن الخصومة مع الأردنيين صعبة ومرّة، وهي لا تتوقف عند عملية أو نقطة، بل تستمر حتى تحقق أهدافها ولو بعد حين.وان الثار عند العشائر الأردنية لا يذهب بالتقادم بل تستمر مع الأجيال ضمن الذاكرة الجماعية المتوارثة , والمقولة هي : اخذ بثأره بعد أربعين سنة وقال : استعجلت .وسيجد المؤرخ المنصف أن هناك سياسة ممنهجة ضد الأردنيين وإنني أدركتها واني أيضا احد ضحاياها , وسيجد أنني شخص لا تلين قناته أمام الأعداء , وان الصمت عندي هو نمط من الانتظار , وان المعارك السجال بيني وبين الباطل لم تنقطع , لأنني وببساطة ما أطعت الباطل أبدا ولن أطيعه ولا أطيقه إن شاء الله .
لقد قمت بعمليات استشهادية سياسية إن جاز هذا التعبير، في مواقف مفصلية من تاريخ الأردن، داخل وخارج القبة، نذكر هنا،ما كان منها تحت القبّة، وهو خطابي التاريخي عند مناقشة الثقة بأول حكومة زمن الديمقراطية عام 1989، وبعدها البرقية التي أرسلتها إلى الملك عندما كلف أحد الشخصيات المقرّبة منه لتشكيل الحكومة بالأردن في عام 1991.
وكذلك هجومي على الماسونية عام 1991 وتعريتي لها والمطالبة الخطية بحظرها بالأردن، وصدور قانون بذلك الأمر الذي أوجد لي المتاعب والمصاعب والإشانة والطعن وتفشيلي في انتخابات عام 1993، و 2003 , ومن ثم سجني لسنتين عام 2007 ، حيث لم يجرؤ أحد بتاريخ الأردن كله على مجابهة الماسونية أو مدراء المخابرات الأقوياء قبلي , وإنما التملق لهم وتنزيههم عن الهوى والفساد ولو كانوا غارقين فيه إلى ما فوق شحمة الأذن .
وبعد ذلك هذا الخطاب الهام، الذي أصبح مصدر الإزعاج والبلاء على رأسي ورأس أولادي وأسرتي إلى يومنا هذا , ولا زلنا نعاني منه حتى الآن 0122 , بل وتزداد المعاناة ضدي وأولادي وزوجي وبناتي وإخوتي وأسرتي برمتها وأسأل الله سبحانه ألا نعاني ثانية أو أكثر من ذلك . إننا نعاني من كل مواقفنا المشرفة ومنها مواقفنا ضد الماسونية وأزلامها، والقوى السياسية الأخرى،وقوى وأزلام المدير السجين , لضربي بأية وسيلة، وبكل الطرق التي يمكن بها إبعادي عن الطريق والمسرح السياسي. ولكن الله سبحانه هو الحاضر وهو الناصر وهو القادر وهو القاهر. وهو الذي نجانا وينجينا في الدنيا والآخرة آمين. إنني مضطهد من النظام على مدى أكثر من ثلاثة عقود دونما انقطاع , ويزداد الاضطهاد والتهميش يوما بعد يوم , وما قبل النظام مني أية مبادرات للمصالحة بل كان يعتبر أية إشارة أو عبارة مني في هذا الاتجاه على انه تراجع وجبن وبحث عن المصالح . فقد تعاملت معه بالسياسة وتعامل معي بالفوقية والاضطهاد وعدم احترام مشاعري وماء وجهي , بل وتجاهل حقوق وحقوق أولادي وأهلي . وقد وضعني النظام في مربع الأعداء له وما كنت راغبا في ذلك , ولكنه صراع البقاء والكرامة والأنفة .
ولهذا الخطاب الذي يأتي ضمن الحرب المستعرة بيني وبين أعضاء مثلث الغم، ودوائر الحكم والتحكم والمهمات , ومدير المخابرات السجين , أقول له قصة طريفة جديرة بالذكر هنا.وللحديث بقية في الحلقة 37 إن شاء الله تعالى