عمان - السوسنة - طالبت حركة اليسار الاجتماعي الاردني، الحكومة بعدم الاستجابة للضغوط الخارجية التي تلوح بالتدخل في سوريا خارج الاطار الانساني، مؤكدة ضرورة التفكير بما قد ينتج عن التدخل من عواقب .
وقالت الحركة في بيان صدر عنها الأربعاء، وحصلت السوسنة على نسخة منه، ان الشعب الاردني قلق من تصاعد اللهجة الرسمية والحكومية تجاع الأوضاع المؤسفة في سوريا.
واشارت الحركة في البيان، الى ان الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والرجعية العربية الوهابية، يستغلون اوضاعنا الاقتصادية للزج في الاردن بحرب ليس لنا مقدرة فيها سوى تدمير بلدنا بايدينا.
وفي ما يلي نص البيان ...
حركة اليسار الإجتماعي الأردني
تتزايد مشاعر القلق لدى شعبنا الأردني نتيجة لتصاعد اللهجة الرسمية والحكومية تجاه الأوضاع المؤسفة في سوريا الشقيقة ، بعد أكثر من سنة ونصف من مواقف رسمية متزنة وهادئة حظيت بالرضى الشعبي تبتعد عن التدخل في الوضع الداخلي لسوريا وإظهار التعاطف مع المحنة السورية واستقبال أشقائنا السوريين الفارين من الأوضاع المأساوية التي يمر بها بلدهم العزيز عليهم وعلى شقيقهم الشعب الأردني.
نحن في حركة اليسار الاجتماعي الأردني ندرك تماما الضغوط الهائلة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والرجعية العربية الوهابية والاستغلال غير الإنساني لأوضاعنا الاقتصادية الصعبة والتوتر السياسي الإقليمي والداخلي، استغلال هذه الصعوبات لزج بلدنا في معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل سوى أن نساهم بأيدينا في تدمير بلدنا وأشقائنا وتمزيق ما تبقى من القليل الذي يجمع الشعوب العربية من التضامن والتطلعات العادلة لشعوبنا في الديموقراطية وحل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهنا جميعاً والحلم باستقلال حقيقي بعيدا تدخلات الغرب الاستعماري وأدواته المحلية .
إن السياسات الليبرالية التي سادت في الأردن طوال العقدين الماضيين هي المسئولة تماما عن انكشاف ظهر وطننا الغالي وتدمير قدرة بلدنا سياسياً واقتصادياً على الصمود أمام الضغوط التي تدفعنا لاتخاذ مواقف سياسية ذات طبيعة غير عقلانية وتدميرية لنا وللآخرين من أشقائنا، لا يمكن لشعبنا أن يقبل بهذا النهج الخطير والمؤذي الذي يدفع بلدنا وشعبنا ونظامنا الى المجهول.
إن الوضع العالمي المبشر بزوال سيطرة القطب الواحد نحو عالم متعدد الأقطاب يوفر لنا فرصة تاريخية في إعادة قراءة المشهد السياسي والاقتصادي العالمي والبحث في ترتيب أولوياتنا السياسية والاقتصادية الداخلية لتعزيز الديموقراطية الشعبية والسير بسياسات اقتصادية متعارضة كلياً لما ساد طوال العقدين المنصرمين والتخلص من تبعات تلك السياسات الليبرالية الجديدة وأثارها المدمرة على الوطن والمجتمع وإعادة بناء علاقاتنا الدولية على أساس التفاعل الإيجابي مع الأحداث الدولية بما يتفق مع مصالحنا الوطنية المشروعة وأن يلعب الأردن دوراً إيجابياً في التأثير على القوى السياسية المتصارعة في سوريا لإلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة الحوار تنفيذاً لمبادرة المبعوث الدولي كوفي عنان بعيداً عن الأجندات الخاصة لدول تسعى لتدمير الدول العربية وتمزيقها تنفيذاً لإرادة أسيادها وراء البحار.
إننا في حركة اليسار الاجتماعي الأردني نطالب الحكومة الأردنية في التفكير ملياً في عواقب الاندفاع في خطط التدخل الفعلي في الشأن السوري خارج الإطار الإنساني والأخوة والتضامن العربي ، كما نطالبها بعدم الاستجابة للضغوط الخارجية التي لا تسعى إلا لتدمير دولنا بأيدينا بعيداً عن القيم الوطنية والانسانية النبيلة التي نشأ عليها شعبنا الأردني.
الأمين العام لحركة اليسار الإجتماعي الأردني
الدكتور / محمد كفاوين