صحيفة السوسنة الأردنية

  ثمة اسئلة تفتش عن اجابات شافية تدور برأ س الصغير قبل الكبير في المجتمع الاردني وابرز هذه الاسئلة سؤال يدور حول الهوية وعن كينونة الاردني فوق هذه البقعة الجغرافية من العالم وهو هل انا مواطن اردني.؟؟؟؟ سؤال بسيط لكنه في غاية الصعوبة فانا ومثلي الالاف لم نقرا بعد عن تعريف حقيقي للمواطنة الحقة فاذا كانت المواطنة تقاس بالرقعة الجغرافية التي نعيش عليها فان هذه الرقعة اصبحت تغص بمئات الالاف الذين قدموا من خارج الحدود واذا كانت المواطنة تقاس بامتلاك بيت فوق هذه الرقعة فان كثيرا ممن دخلوا الاردن ينعمون بمنازل مشيدة تحتوي على جميع سبل الراحة بعد ان قدمت لهم كل التسهيلات بينما انا ومثلي الالاف نعيش في بيوت مستاجرة وغالبا ماتكون قديمة ونعجز في كثير من الاحيان عن دفع الايجار لاصحابها الذين اصبح شهرهم عشرين يوما علاوة على ان هذه المنازل ضيقة وباهتة وان امتلكنا البيوت فهي منازل الضيف والترحيب به وليست قلاعا مغلقة تغص بالخدم من سريلانكا والبنغال والفلبين تحيط بها الكاميرات وحرس على الابواب لان اهلها غير واثقين من وطنيتهم(بالطبع يستثنى من ذلك من تتطلب حياتهم الحماية)واذا كانت المواطنة تقاس بامتلاك الثروات فان الغالبية العظمى من الاردنيين يعيشون حالة من العوز ويخيم عليهم شبح الفقر والفاقة والحرمان واذا مااجرينا مسحا للاسر الغنية في الاردن نجد ان النسبة الساحقةمنها هي ليست اصيلة في الاردن واذا كانت المواطنة بالمناصب الرفيعة فان هذه المناصب متوارثة في اسر بعينها عرفت لغة (التبطح) في اغلب الاحيان ومن عرف هذه اللغة حاز المناصب الرفيعة الا مارحم ربي فمن كان جده وزيرا حتما سيكون له نصيب في التشكيلات الحكومية ولو بعد حين ومن كان ابوه يقوم على خدمة شخصية او اسرة متنفذة فان الحظ سيحالفه في منصب محترم .. حتى في مشاكل الحياة اليومية فان اي شخص من السواد الاعظم اذا اعترضته مشكله عليه ان يتعب ويلهث كي يتخلص منها ولن يتخلص الا اذا تذلل لاحد الاشخاص كي ينقذه من هذه الورطة اما لو حدثت مشكلة مع احد ابناء الشخصيات(الذوات) فان الذنب مغفور ويخرج منها (كسحب الشعرة من العجين) وان كانت المواطنة تقاس بالخدمة المقدمة للمواطن فان نسبة كبيرة من الشعب الاردني تصلهم الخدمات (بالقطارة)حتى في مسائل التعليم فان ابناء الاسر المتنفذة يدخلون الجامعات ويدرسون التخصص الذي يريدون بمعدلات هابطة بينما ابناء الغالبية (الحراثين) يحصلون على معدلات عالية ومع ذلك لايصلون الى غايتهم هذا طرف من المعادلة اما الطرف الثاني فان ابناء السواد الاعظم وغالبيتهم من الاسر الفقيرة هم الذين يلبون نداء الوطن ويقومون على حراسته ورعايته وهم اصحاب اليد الطولىفي تقديم الخير والمساعدة اذا ماطلبت الدولة من الشعب التبرع لاغاثة اي جهة منكوبة وهم الذين يفلحون الارض ويقومون على خدمتها وطرح الناتج في السوق ولا يتقاضون مقابل ذلك الا الاجر الزهيد وهم وقود الحرب في شتى الاحوال حتى في الولاء للوطن والقيادة الهاشمية فان منسوب الولاء عند الفقراء  هو الاعلى وهو الاصدق ونحن ندرك ان الولاء لدى البعض هو من اجل مكسب ومغنم لان هولاء يعرفون التملق والتسلق (وتمسيح الجوخ)ولعق الاحذية اما جوهرهم فانه لاينم عن اي محبة او انتماء حقيقي لجلالة الملك او الوطن ذلك ان الولاء ليس رصيدا او حسابا جاريا في بنك يمكن الاستعانة به وقت الازمات وعليه فالولاء للوطن والعرش الهاشمي هو حكر على السواد الاعظم من الفقراء لانهم رضعوا هذا الولاء مع حليب الامهات فهم موالون بالفطرة لابالتعلم والارتقاء والتسلق والكذب والدجل والنفاق والخداع وهم الذين يجب ان تسحب عليهم صفة المواطن الاردني وهم اولى بالخدمات والرعاية ذلك ان اغلبهم تصطك اسنانه من البرد الزاحف اليه من اركان البيت المعتم وعلى مقربة منه اولاده يتضورون جوعا لكنه يحمد الله ان وهبه قيادة حكيمة واعية وبنفس الوقت يسخط على فئة احاطت بجلالة الملك وتقربت منه وجوهرها يخلو من الولاء بكل الاحوال انا وامثالي مواطنون اردنيون لدينا من الولاء للوطن وسيد البلاد مالايحتمل الشك والتاويل ولن نسمح لاحد ان يزاود علينا...فالمواطن الاردني البسيط هو عطاء بلا حدود هو الموالي حقا للوطن والملك هو النظيف من الفساد هو الامين على مقدرات الوطن ونحن ندرك جيدا خفايا النفوس والقلوب ونعرف من هو الفاسد والمنافق ومن هم تجار الكلام وسنخرسهم ان عاجلا او اجلا.