صحيفة السوسنة الأردنية

اين يصب شارع الجاردنز ؟! هذه نكتة وغيرها من النكات التي اصبح الأردنيون يتقنونها بمهارة ويتداولونها بين بعضهم البعض لوصف واقع الحال، وهذا نهج جديد في المجتمع الأردني إذ انه لسنوات خلت كان  الاردنيين يعتمدون على استيراد النكات من  خارج الأردن وخاصة من الدول المشهورة في النكات مثل مصر، ولكن الان وبتغير الظروف اصبح الاردنيون يؤلفون النكات في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فبعد الارتفاع الكبير في اسعار المحروقات الذي اقدمت عليه هذه الحكومة كان للمحروقات نصيب الاسد  من النكات وخاصة   ( جرة الغاز ) ، فالغضب الاردني من ارتفاع اسعار المحروقات تجسد من خلال التعليقات والرسومات الكاريكاتورية والنكات التي تداولت بين افراد المجتمع وسخريتهم من واقع الحال الذي اصابهم بعد رفع سعر المحروقات .

 

اليوم تنطلق النكات الساخرة بعد دخول الموجة القطبية وتاثيرها على مختلف مناطق المملكة ، وما تمخض عن هذا المنخفض من كشف لخلل وقصور واضح في عدم  اخذ الاحتياطات والاستعدادات اللازمة لمواجهة مثل هذه الموجات القطبية في فصل الشتاء، وخاصة بعد أن تحولت الشوارع إلى بحار وانهار وسيول بسبب انسداد المناهل في الطرقات والعبارات وتحت الجسور، وكشفت الموجه القطبية سوء الخدمات والاحتياطات التي لا توفر الحماية للمواطنين عند التعرض للمشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية بسبب قصور الاستعدادات . وكشفت ايضا وجود اجهزة ومؤسسات ومديريات على اهبة الاستعداد والجوهزية لتقديم الخدمات للمواطنين بكفاءة ومهنية وجدارة وفورية واخص بالتقدير مديريات الدفاع المدني والامن العام والدرك .

 

وبعد،،،  اطالب المسؤولين في مختلف مواقع عملهم  القيام بحصر النكات والتعليقات والرسومات الساخرة التي تزامنت مع هذه الموجه القطبية ، والقيام بتحليل هذه النكات ودراستها جيدا لانهم من خلال هذه النكات ومضامينها سوف يصلون الى  مكامن الخلل وتصويبه ، فالنكات الاكترونية التي تنتشر  بين افراد المجتمع وتصف الواقع السلبي للحكومات السابقة في عدم تصويب الاوضاح ووضح الحلول لها ، وفي نفس الوقت  لا تعفي المسؤولين الحاليين من التقصير  كونهم لم يضعوا خطط واستراتيجيات وسيناريوهات لحل المشاكل التي يواجهها افراد المجتمع. فالرسالة التي اراد الاردنيون ارسالها من خلال هذه النكات ، رسالة ليست مشفره ، رسالة واضحه وساخرة تؤكد ان تقصيراً حصل من المسؤولين عن متابعة وضع الشوارع والمناهل التي تقوم بتصريف المياه، وان استعدادهم لم يواجه الموجه القطبية مما تسبب في الم ومعاناة الكثير من ابناء المجتمع، ويجب محاسبتهم حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي ، ونكته اين يصب نهر الجاردنز ؟!  لا تقتصر على مياه الامطار التي تحولت الى سيول وينابيع في شارع الجارنز– شارع وصفي التل - ، فالوضع في شارع الجاردنز قد يكون افضل الف مرة من شوارع وانفاق في مختلف مناطق المملكة.

 

مسك الكلام ،،، اتمنى من المسؤولين الذين خرجوا علينا قبل قدوم الشتاء بتصريحات صحفية وبشرونا بان  الاستعدادات جاهزة لمواجهة اخطار فصل الشتاء ، اتمنى عليهم بعد انكشاف قصورهم ان يضعوا ايديهم على وجوههم ليعرفوا ان وجوههم ابرد من برد الشتاء !!!! .

 

ohok1960@yahoo.com