صحيفة السوسنة الأردنية

عدت الى عمان بعد غيبة طويلة وتفاجئت بالكم الهائل من الاعلاميين والصحفيين في وطني ...فكل من يقوم بتأسيس موقع اخباري لايعرف منه الا اسمه (اي اسم) وبعده كلمة نيوز يصبح صحفيا وكل من يكتب خبرا او تعليقا او مقالا لاطعم له ولا لون ولا رائحة في موقع من المواقع الاخبارية المجهولة فهو صحافي ...وكل من يعمل في اذاعة تجارية مغموره ويجلس خلف الميكرفون يصرخ ويتملق وينافق ويشتم ويهدد ويجري بعض المكالمات الهاتفية يصبح اعلاميا ...وكل من يملك مبلغا من المال لايعلم الا الله من اين اتى به يقوم بتأسيس قناة تلفزيونية خاصة ويصبح بين ليلة وضحاها هو وجميع افراد عائلته وعائلة زوجته اعلاميين وصحفيين ...حدثني صديق عزيز ان هناك عددا كبيرا من قنوات التلفزة التجارية (الخاصة ) توظف العديد من الشابات والشباب كاعلاميين وصحافيين بدون راتب ...فقط للشهرة وللظهور على التلفزيون ...

 

عندما غادرت ارض الوطن في منتصف السبعينات كان هناك اعلاميون مخضرمون حقا وكانوا يشكلون كوكبة من الرموز الاعلامية في هذا الوطن الحبيب كنا نعتبرهم اساتذة كبار يحملون مسؤولية الاعلام ويتحملون مسؤولية ادارته ...وكان اعلامنا آن ذاك يتألق في الفضاء حاملا خطابا اعلاميا حقيقي ورسالة اعلامية رائدة ...ومن هؤلاء من انتقل الى الرفيق الاعلى ومنهم من نتمنى له اليوم الصحة والعافية وطول العمر...عندما غادرت عمان ...كان هنا الاستاذ صلاح ابو زيد ومحمد كمال والاستاذ نصوح المجالي ومروان دودين ومحمود الكايد وابراهيم شاهزادة وعرفات حجازي وعائشة التيجاني وابراهيم الذهبي وضياء الدين الرفاعي وملحم التل وحيدر محمود وعبد الرحيم عمر والدكتور نبيل الشريف وعلي غرايبة وعلي اسعد ومنتهى الرمحي وسامي حداد ونقولا حنا...وغيرهم الكثير من الاعلاميين الذين ساهموا وبمهنية عالية في النهضة الاعلامية الاردنية ...ومنهم من ساهم في تأسيس اذاعتنا الحبيبة الاذاعة الاردنية والتلفزيون الاردني ووكالة الانباء الاردنية .

 

نعم...آنذاك كان المذيع يمر بعدة امتحانات قبل ان يعين في الاذاعة او التلفزيون...امتحان الصوت والالقاء واللغة والذكاء والثقافة العامة..وهناك لجنة اختيار تقوم بتنسيب من يصلح لهذه الوظيفة...وهذا ينطبق على مذيع التلفزيون ..وهناك شروط ليست سهلة لمن يرغب في العمل بالاذاعة او التلفزيون او وكالة الانباء...ومن هنا حافظت مؤسسات الاعلام الرسمي على نوعية العمل والانتاج فيها. 

 

اتمنى على مؤسساتنا الاعلامية التجارية وعلى مواقعنا الاخبارية الجادة وقنوات التلفزة الخاصة ومحطات الاذاعة ان تراعي احترام المهنة ومصلحة الوطن العليا وان تختار العاملين فيها من ذوي الخبرة والمؤهلات العلمية المناسبة ...صباح الخير.