الحر يستعد لحرب استنزاف في اللاذقية

mainThumb

04-05-2013 07:46 PM

السوسنة - ا ف ب -  في منطقة اللاذقية، في قلب المناطق العلوية، الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد، يؤكد المقاتلون المعارضون استعدادهم لخوض حرب استنزاف، بسبب افتقارهم الى الاسلحة القادرة على مواجهة القوة الضاربة للنظام.

ففي معسكر للجيش السوري الحر المعارض الذي تمكنت وكالة فرانس برس من الوصول اليه، تتدرب مجموعة من المقاتلين، وهم خليط متنوع من التجار السابقين والمزارعين والجنود المنشقين --اصغرهم لا يتجاوزون ال16 من العمر-- في هذه المنطقة الساحلية وسط الجبال والغابات.

ويقفز المقاتلون والسلاح بيدهم فوق حاجز خشبي ثم يمرون بين الاشجار وينبطحون ارضا في وضعية اطلاق نار استعدادا لمعارك مرتقبة مع قوات النظام التي لها معسكر قريب.

وبالرغم من تصميمهم يعترف عناصر لواء عبد السلام ان مهمتهم صعبة في مواجهة قوات النظام المجهزة بالاسلحة بشكل افضل والتي تملك السيطرة التامة على الاجواء حتى فوق المناطق "المحررة" من قبل المعارضين المسلحين.

وقال قائد اللواء ابو بصير الذي يتدرب رجاله على اطلاق النار خلفه، "اننا بحاجة لصواريخ مضادة للدبابات ودفاعات جوية واجهزة اتصال متصلة بالاقمار الاصطناعية لمراقبة تحركات قوات النظام".

واضاف هذا القائد المتمرد الذي كان يدير قبل بدء النزاع في اذار/مارس 2011، مصنعا لتجهيز وتوضيب اللحوم "لو كان لدينا هذه الاسلحة لكانت الحرب انتهت".

ومنطقة اللاذقية تعتبر معقلا علويا، الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس الاسد، بينما غالبية سكان البلاد، مثل المعارضين، هم من المسلمين السنة.

والمعركة هنا تدور من قرية الى قرية، ومن تلة الى اخرى. ويدافع النظام بشراسة عن الساحل المتوسطي الذي يعتبر بمثابة الملجأ المحتمل لعائلة الاسد في حال سقوط دمشق كما يرى عدد من الخبراء.

وقال ابو طارق وهو من المقاتلين "لو هاجمنا مباشرة ستحولنا مدفعية الاسد الى اشلاء".

واضاف "ان استراتيجتنا هي الهجوم خلسة على جبهات متعددة، لزعزعتهم وانهاكهم" وذلك "يعني ان الحرية لن تأتي غدا بل ستأتي بعون الله بعد غد". وفي الاشهر الاخيرة يلقى المقاتلون المعارضون صعوبة لاخراج القوات النظامية من مواقعها الاستراتيجية على المرتفعات.

وقد فقد الجيش السوري الحر عددا من مقاتليه في معركة شرسة اواخر نيسان/ابريل للاستيلاء من القوات النظامية على قمة النبي يونس، اعلى نقطة في منطقة اللاذقية توفر تقدما اساسيا للمعارك.

واحد التحديات المتزايدة التي سيواجهها المقاتلون المعارضون يتمثل في وجود متسللين اطلقوا صواريخ مضيئة غامضة خلال الليل من الاراضي التي يستولي عليها المعارضون، ربما لابلاغ القوات الحكومية باهداف لقصفها.

وطالب المعارضون مرات عديدة باقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.

ومع بدء حلول الظلام على معسكر التدريب دوى اطلاق نار عبر الجبال وامر قادة المقاتلين المعارضين رجالهم بوقف التمارين.

ويستقل القائد العسكري جميل لالا سيارته الرباعية الدفع ويأمر حراسه بخفض زجاج نوافذها احترازا في حال وقوع قصف.

وتسلك السيارة طرقا متعرجة عبر المنحدرات الجبلية، وتمر وسط قرى ملآت شوارعها هياكل سيارات محترقة ومنازل مهجورة تحمل اثار الرصاص.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد