فطام الطفل .. مشقة الفراق

mainThumb

18-05-2013 10:38 AM

السوسنة - اسئلة عدة تطرحها الأم لمعرفة الموعد الصحيح لبدء فطام رضيعها، وكيف يبدأ ومتى سيكون في مقدور الأم بدء عملية الفطام؟ وما هي الأغذية الأولى التي يمكن أن يتناولها الطفل؟ وما هي الأغذية المناسبة له، وهل ينبغي على الأم المتابعة بحليب الأطفال الرضّع أو البدء بالحليب الطبيعي بعد مرور عام؟ وكيف يمكن للأم جعل طفلها يأكل بشكلٍ جيد؟
 
هذه الأسئلة تجيب عليها عبير عيساوي أخصائية تمريض معتمدة وأخصائية مجازة من اليونيسيف في مجال الرضاعة:
 
الشهر السادس
 
لا يبعث قلق الأمهات من الفطام على الدهشة! فهذه العملية تعد تغييراً كبيراً في حياتهن وفي الطريقة التي يتعاملن من خلالها مع أطفالهن. وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يجب البدء بفطام الأطفال اعتباراً من الشهر السادس، ويتوجب على الأم أن تواصل الرضاعة أثناء هذه العملية. ويعتبر فطام الطفل من العمليات التدريجية التي تستدعي الصبر والاستيعاب من الأم والطفل، ويكمن الفطام في العملية التي تنقل الطفل من الاعتماد بنسبة 100% على النظام الغذائي المكون من الحليب إلى نظامٍ آخر يتضمن أيضاً الغذاء الصلب. وسيواصل الحليب توفير المواد الغذائية التي يحتاج إليها الطفل لبعض الوقت، لكن مع تنامي نشاطه من الناحيتين العقلية والجسدية، سيصبح الغذاء الصلب جزءاً مهماً بصورةٍ متنامية ضمن نظامه الغذائي الصحي والمتوازن. وتبدأ عملية الفطام الطبيعية عندما يبدأ الطفل بتناول أي شيءٍ آخر سوى حليب الأم. ويتضمن ذلك الماء والعصائر والأغذية الصلبة.
 
عدم الإرهاق
 
وأضافت عبير: لا ينبغي أن يكون الفطام عملية تفترض تقديم كل شيء أو لا شيء، كما لا ينبغي أن يكون مرهقاً. وعلى الرغم من أنه يعد خطوةً مهمةً بالفعل في تنمية الطفل، إلا أنه يتوجب التعامل معه كفترةٍ ممتعةٍ للغاية يتم خلالها استكشاف النكهات والمركبات الغذائية الجديدة معاً.
 
فإن إدراك علامات الفطام يعتبر مؤشراً مهماً عندما يكون طفلك جاهزاً لبدء الفطام. سيعلم الطفل أمه بإبراز إشاراتٍ واضحة على استعداده لما هو أكثر من الحليب. وينمو جميع الأطفال كلٌ بوتيرته الخاصة، إلا أن معرفة ما نبحث عنه ستسهّل توفير التغذية الإضافية للطفل، عندما يحتاج إليها. وإلى جانب طلب المزيد من جرعات الحليب أكثر من المعتاد، فإن الطفل يعطي إشاراتٍ أخرى على استعداده لبدء عملية الفطام.
 
ثلاث إشارات
 
تنصح عبير الأمهات اللواتي يعشن التجربة لأول مرة بأن يبحثن عن ثلاث إشارات تبرز استعداد طفلهن لتناول طعامهم الأول وهي:
 
ـ يمكن للطفل أن يبقى في وضعية الجلوس ويحافظ على ثبات رأسه.
 
ـ يستطيع الطفل أن ينسق عينيه ويديه وفمه بحيث ينظر إلى الطعام ويلتقطه ويضعه في فمه، على أن يكون ذلك كله باستخدام يديه.
 
ـ يستطيع الطفل بسهولة ابتلاع الطعام. وسيقوم الأطفال غير الجاهزين بإرجاع الطعام لأنهم ليسوا على استعدادٍ لابتلاعه.
 
وتضيف عبير: إذا ما اعتقدت الأم أن طفلها مستعدٌ لهذه العملية ولكنه لا يظهر سوى إشارة أو إشارتين من إشارات الفطام، فمن الأفضل أن تبحث الموضوع مع الطبيب قبل تقديم الأطعمة الصلبة.
 
الوقت والصبر
 
تشير عبير إلى أن فطام الطفل يتطلب وقتاً وصبراً. كما أن تعلّم كيفية تناول الطعام أمرٌ مختلفٌ للغاية عن رضاعة الحليب من صدر الأم أو من زجاجة الحليب، لذلك فإن نقل الطفل من السوائل إلى الأغذية المهروسة، وبعد ذلك إلى المركبات الغذائية الأكثر صلابة ووصولاً إلى قطع الطعام الصغيرة، يعد عملية تدريجية وغير منظمة في بعض الأحيان.
 
محاولات
 
2وتقول: إن الوقت الذي يحتاج إليه الأطفال للاعتياد على الإحساس بمذاق الطعام في فمهم يختلف من طفلٍ إلى آخر. ويخضع الكثير من ذلك إلى الاختبار والخطأ والمثابرة. وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يحتاج الطفل إلى 15 محاولة قبل أن يتقبل تناول بعض الأغذية المحدّدة، لذا لا داعي للقلق إذا لم يسر الأمر على ما يرام بصورةٍ فورية.
 
حملة
 
تشغل عبير عيساوي منصب المتحدث باسم حملة «قلبان وأمنية» من «بيبيلاك جونيور»، وهي أخصائية تمريض معتمدة وأخصائية مجازة من اليونيسيف في مجال الرضاعة. كما تعمل عبير في خدمة خط «Bebecare» للأم والطفل، وهي خدمة دعمٍ مجانية متخصصة يمكن للأمهات الاتصال بها أو إرسال رسالة عبر الدردشة الفورية للحديث مع الخبراء حول تساؤلاتهن. وتجيب عبير على تساؤلات الأمهات بصورةٍ يومية عبر خط «Bebecare» للأم والطفل، وهي كمتخصصة في جوانب الرضاعة وكأمٍ، تتمتع بالخبرة اللازمة لتزويدهن بالمشورة والنصائح. وبحسب بحثٍ أجرته للأم والطفل، تبين أن 48% من الأسئلة التي تتلقاها الخدمة تدور حول الفطام. أمنيات للأمهات يمكن تحقيقها
 
أجرت «بيبيلاك جونيور» أخيراً، بحثاً على موقع فيسبوك تستفتي الأمهات في مختلف أنحاء المنطقة حيال أبرز أمنياتهن لأطفالهن. وبعد تحليل النتائج، تبين
 
إن أولوية معظم الأمهات في المنطقة تكمن في جعل الطفل سعيداً، وهذا ما يدفع الأمهات في أغلب الأحيان إلى القلق حيال كيفية شعور أطفالهن في ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية والفطام. لذلك تتصدر سعادة وصحة الأطفال قائمة أولويات معظم الأمهات. وتكمن الطريقة المثلى لجعل الطفل سعيداً في تأمين صحته وإمضاء الكثير من الوقت الممتع مع عائلته.
 
وقد أطلقت حملة «قلبان وأمنية» اعتباراً من 1 مايو وتستمر حتى 30 يونيو، حيث سيتم تحقيق ثماني أمنيات. ويستطيع الآباء والأمهات عرض أمنياتهم الخاصة بأطفالهم عبر موقع فيسبوك (www.facebook.com/bebecare.me)، أو من خلال الحضور إلى المحال التجارية، بما في ذلك كارفور، اعتباراً من يوم 1 مايو. ويختار الجمهور ثماني أمنيات لتحققها «بيبيلاك جونيور».
 
خدمة خط «Bebecare» للأم والطفل، هي خدمة دعمٍ مجانية متخصصة يمكن للأمهات الاتصال بها أو إرسال رسالة عبر الدردشة الفورية للحديث مع الخبراء حول تساؤلاتهن.
 
خط «بيبي كير» يقدم للأم والطفل نصائح للآباء والأمهات وتعيد الطمأنينة إلى قلوبهم، وتنظم بيبيلاك جونيور حملة «قلبان وأمنية» لتعزّز من مصادر بهجة الأبوة والأمومة من خلال تشجيع الآباء والأمهات على مشاركة أمنياتهم الخاصة بأطفالهم، وأن يكون لديهم هدفٌ بسيط لتنفيذ هذه الرغبات لبث السرور في قلب أكبر عددٍ ممكن من الأطفال.
 
وعندما سئلت الأمهات ما هو الوقت المفضل لك مع طفلك خلال اليوم، أجابت 2% من الأمهات بأنه وقت الرضاعة. وهذا يكشف أن تناول الطعام غالباً ما يكون مصدراً لقلق وإرهاق الأمهات في الوقت الذي يمكن أن يصبح فيه وقتاً ممتعاً بكل بساطة.
 
 
دراسة
 
الرضاعة الطبيعية تجنب الطفل أمراضاً عدة
 
الرضاعة الطبيعية تعطي حاجة الطفل من النمو الكامل خاصة في الأشهر الأولى من حياته. وجميع الدراسات العلمية توصي بالرضاعة الطبيعية في الأحوال العادية وتجنب الرضاعة الاصطناعية لما للرضاعة الطبيعية من فوائد جمة على الطفل وعلى الأم، مقارنة بالرضاعة الاصطناعية، ومما لا شك فيه أن الرضاعة الطبيعة هي غذاء جاهز لا يحتاج إلى تسخين أو تعقيم وليس عرضة للتلوث كما في الرضاعة الاصطناعية وأظهرت دراسات علمية أن الرضاعة الطبيعية وبقاء الرضيع ملاصقاً لأمه في الساعات والأيام الأولى بعد الولادة لها دور كبير بتوثيق العلاقة بين الأم ورضيعها وتكوين شخصية الطفل مستقبلاً.
 
فوائد عدة
 
يحتوي حليب الأم على أجسام مناعية تعمل على حماية الطفل من الميكروبات سواء البكتيرية منها أو الفيروسية. وجميع المواد الموجودة في حليب الأم هي مواد طبيعية وليست مركبات كيميائية كما في مساحيق الحليب الاصطناعي، والتي تعتبر أجساماً غريبة تعمل على ظهور أنواع التحسس على الرضيع سواء الجلدية منها كالطفح الجلدي والأكزيما أو المعوية كالإسهال أو الإمساك.
 
عنصر الحديد
 
ويوفر حليب الأم استفادة من عنصر الحديد اللازم لتصنيع الدم أكثر مما يوفره الحليب الاصطناعي، كما أن حليب الأم يحتوي على البروتين الناقل للحديد اللاكتوفيرين، والذي في نفس الوقت له قدرة للقضاء على بعض البكتيريا التي قد تسبب العديد من الالتهابات سواء في السحايا (الأغشية الملاصقة للمخ) أو الجهاز البولي أو الهضمي وغيره.
 
نمو المخ
 
الكثير من الدراسات تؤكد أن تعرض الطفل للالتهابات المستقبلية كالتهابات المسالك البولية هي أكثر لدى الأطفال الذين رضعوا رضاعة اصطناعية مقارنة بالأطفال الذين كانت رضاعتهم طبيعية. وكذلك أيضاً يتأثر سلباً الأطفال ذوو الرضاعة الاصطناعية في تكوين بنيتهم ونسيج المخ لديهم مقارنة بالأطفال على الرضاعة الطبيعية، حيث إن 75% من نمو المخ يكتمل عند سن الثالثة من العمر ويكتمل 90% عند سن السابعة وهذا النمو السريع للمخ يحتاج إلى أن يتواكب ويترافق مع تغذية مثالية لا تتوافر إلا في الرضاعة الطبيعية خاصة في الشهور الأولى من العمر. حيث إن خلايا المخ وخلايا الجهاز العصبي المركزي عموماً من الخلايا التي لا تتجدد فإن نمت بصورة صحيحة كانت وظيفتها سليمة.
 
وأثبتت العديد من الأبحاث فوائد الرضاعة للأم من حيث تنظيم الحمل، الحفاظ على المستويات الفسيولوجية للهورمونات ووقايتها من سرطان الثدي.
 
 
الوقت الكافي للرضاعة الطبيعية
 
الوقت اللازم للطفل الرضيع للرضعة الواحدة هو عامل متغير يعتمد على مدى إدرار الأم للحليب، ولكن بوجه عام 80 % من الحليب في كل ثدي يستهلك من الرضيع خلال 4 دقائق تقريباً، ويزداد إدرار الحليب عادة خلال الأسبوعين الأولين من الرضاعة، وتقدر كمية الحليب التي تدرها الأم لرضيعها بمقدار 750 مل في اليوم، وعادة تحافظ الأم على هذه الكمية في الأشهر الأربعة الأولى من حياة الطفل، حيث تبدأ الكمية بالتناقص بعد تلك الفترة، وذلك لأن الوالدين في تلك الفترة يبدؤون في إعطاء الطفل بعض الأطعمة شبه الصلبة والعصيرات.
 
نصائح
 
تناول الخضار قبل الفواكه
 
حاولي أن تطعمي طفلك تشكيلة واسعة من الخضروات والفواكه الملونة، إلى أن يصبح في مقدوره تناول الأطعمة الصلبة. وتشير التشكيلة الغنية من ألوان الخضروات والفواكه إلى أنها تحتوي على مجموعةٍ واسعة من الفيتامينات والمعادن والألياف والمغذيات النباتية. ويتوجب على طفلك تناول خمس حصصٍ أو أكثر من الخضروات والفواكه بصورةٍ يومية، وقدمي له مجموعة من الخضروات قبل تعريفه على الفواكه، لأن حلاوة الفواكه قد تجعل الأغذية الأقل حلاوة، مثل الخضروات، أقل جاذبية بالنسبة له. أطعمي طفلك الفواكه والخضروات من ملعقتين إلى ثلاث ملاعق، وقدمي له حوالي أربع وجبات يومياً.
 
 
نوع واحد من الطعام أسبوعياً
 
قدمي لطفلك نوعاً واحداً وجديداً من الطعام في كل فترة، وقدميه له لعدّة أيام، لما يصل إلى أسبوع، قبل أن تجربي طعاماً آخر. كما أن ذلك يمنحك الوقت لتبحثي عن حساسية الطعام، مثل الطفح الجلدي، أو البثرات، أو السعال، أو الإسهال أو التقيؤ.
 
 
الطفل يستمتع بمسك الطعام وتناوله بنفسه
 
ابقي دائماً إلى جانب طفلك عندما يتناول الطعام تحسباً لأي حالة اختناق. ودعيه يستمتع بلمس ومسك الطعام، واسمحي له بتناول الطعام بنفسه، باستخدام أصابعه، في حال أبدى الرغبة بذلك. ولا تجبريه على تناول أطعمة جديدة، وانتظري إلى المرة القادمة إذا ما كان غير راغب بذلك. وفي حال استخدام الملعقة، انتظري طفلك حتى يفتح فمه قبل أن تقدمي له الطعام. وقد يرغب طفلك بمسك الملعقة أيضاً.
 
ابدئي بتقديم القليل من قطع الطعام أو ملاعق الطعام الصغيرة مرّةً في اليوم. وبرّدي الطعام الساخن وجربيه قبل أن تعطيه لطفلك.البيان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد