الأردن يتصدر العالم العربي في صفقات التكنولوجيا

mainThumb

31-05-2013 10:40 PM

السوسنة - "الكوكب تولان"، لعبة فيديو جديدة تم اطلاقها العام الحالي تدخل المستخدمين في بيئة تستلهم الأسطورة العربية و«ألف ليلة وليلة». يدخل اللاعبون الى عالم افتراضي حيث يمكنهم تكوين صداقات ومحاربة الوحوش أو أن يصبحوا زعماء محاربي الكواكب. اللعبة مجانية، لكن «بلادكم»، الشركة الأردنية التي طورت هذه اللعبة، ستجني الايرادات من «التعاملات الصغيرة» أو المدفوعات الصغيرة نظير أمور من قبيل الحصول على الأسلحة التي يحتاجها اللاعبون لقتل الوحوش.

 
"بلادكم" التي تأسست في 2010، تعد واحدة من شركات عديدة وجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تتكاثر في الأردن، بتشجيع من سياسات حكومية تدعم القطاع وبكوادر من حملة الشهادات الجامعية الأكفاء.
 
يقول محمد حجيج، مدير الابداع في «بلادكم»: «نحن أول شركة ألعاب فيديو من المنطقة العربية التي تعمل على تطوير لعبة على نطاق واسع تستند في عملها على تكنولوجيا الألعاب المتطورة».
 
وتعتبر الألعاب التفاعلية واحدة من المجالات الجديدة في الأردن التي تجذب المستثمرين، الذي يبني على مكانته المتخصصة كمركز اقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
 
بدأ الأردن جهدا مركزا لتشجيع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في 1999 باطلاقه مبادرة «ريتش» لتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات التي يشرف عليها الملك عبدالله والتي ركزت على تطوير بنية الموارد البشرية وتمويل الآليات المطلوبة لاقناع المستثمرين للتغلب على ضعف الموارد في المملكة.
 
وتدر هذه الصناعة حاليا ما يقدر بـ %14 من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد وتوظف حوالي 75 ألف موظف بشكل مباشر وغير مباشر، وفق مروان جمعة رجل أعمال مبادر والوزير السابق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
 
وزادت ايرادات القطاع من 300 مليون دولار الى حوالي 2.3 مليار دولار في 2011، بحسب جمعة، العضو أيضا في مجلس ادارة شركة «أويسيس 500» التي تقدم رأس المال التأسيسي وتشرف على الشركات الناشئة. ويضيف أن الأردن يقود المنطقة حاليا من حيث عدد صفقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تم انجازها والثانية لجهة حجم الصفقات بعد الامارات. والى جانب الألعاب، تعتبر المنطقة مركزا لعدد متنام من شركات التجارة الالكترونية.
 
شركة جملون، التي تأسست هي الأخرى في 2010، تستخدم الأردن كمقر لشركة بيع الكتب عبر الانترنت لعموم منطقة الشرق الأوسط. علاء السلال، المغترب العائد الى بلاده بدأ عمله من المنزل بمعاونة أخوانه وأخواته ووالدته. واستطاعت الشركة التي بدأت برأسمال تأسيسي قوامه 15 ألف دولار، جمع المزيد من التمويل من المستثمرين والتوسع وفتح فروع في الخارج. وتقدم الشركة اليوم أكثر من 9 ملايين كتاب.
 
MarkaVIP، شركة أخرى للتجزئة عبر الانترنت تمكنت من النمو أيضا بشكل كبير. وكانت الشركة تأسست في 2010 واضعة نصب عينيها أن تصبح شركة التجارة الالكترونية الأولى في المنطقة. نموذج عملها يستند الى عروض بيع بأسعار مخفضة لفترة محدودة.
 
الشركة التي بدأت بسبعة موظفين قبل أقل من ثلاث سنوات، يعمل فيها حاليا 340 موظفا، 200 منهم في الأردن. وتبيع الى 8 أسواق في المنطقة ولديها 2.7 مليون عضو يطلعون على العروض المقدمة على منتجاتها. وجمعت الشركة أكثر من 20 مليون دولار من مستثمرين في نيويورك ووادي السيلكون وأوروبا. ويقول أحمد الخطيب، مؤسس MarkaVIP ورئيسها التنفيذي «نحن رواد في هذا المجال. وقد استطعنا أن نثبت للعالم وللمستثمرين أن هناك مجالا للتجارة الالكتروينة في العالم العربي وأن الناس يتسوقون عبر الانترنت».
 
ويقول الخطيب أن المنطقة، التي تتميز بقوة علاقاتها الاجتماعية واقبالها على الانترنت كانت متأخرة في مجال التسوق عبر الانترنت. وقد ساهمت العوامل الثقافية في دعم الطلب على التسوق عبر الانترنت. ففي الدول المحافظة كالسعودية لا تستطيع النساء الخروج الى التسوق في المراكز التجارية الا بصحبة أحد أفراد العائلة. ويضيف «العالم العربي عالم اجتماعي جدا. انظر الى حجم الزيارات والمشاهدات على الانترنت التي أحدثتها الثورات العربية. نعتقد أنه بمقدورنا الاستفادة ماديا من حركة المرور والزيارات على الانترنت بطريقة ما». وبالمثل، اذا كان العالم العربي قد وصل متأخرا نسبيا الى التجارة الالكترونية، مستخدما الأردن كمركز رئيسي، فان المخاطر السياسية العالقة والمستمرة منذ فترة طويلة اضافة الى الصعوبات التشغيلية قد تكون السبب وراء هذا التأخير، وفق مايقول المبادرون الأوائل لهذا القطاع.
 
وترغب MarkaVIP في اطلاق خدمتها في مصر لكنها مترددة حيال هذا الأمر. وكما يقول الخطيب «اطلاق الخدمة في مصر من شأنه أن يضاعف الجمهور بين عشية وضحاها لكن الأمر غاية في الصعوبة بسبب الوضع السياسي فيها».
 
كما ينبغي على شركات الانترنت الأردنية أن تناضل وتجاهد ضد البيروقراطية في الأردن وفي البلدان العربية الأخرى، التي تعد ضمن عدد من المعوقات أمام التجارة. فكما يقول السلال «علينا أن نتعامل مع الجمارك والشحن والرقابة على المطبوعات، لكننا نتحداهم جميعا».
 
وفي مواجهتها لهذا العائق، أبرمت شركة جملون عدة اتفاقات حول تجارة الكتب الالكترونية مع كبار الناشرين وتخطط لاطلاق تطبيقها الشهر المقبل.
 
ويسود مزاج عام متفائل وذو نزعة توسعية بين الداخلين الجدد الناجحين الى المجال. وكما يقول الخطيب «الأردن في الطليعة لجهة التكنولوجيا والمنتجات، انه بحق يعد وادي السيلكون لمنطقة الشرق الأوسط».القبس


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد