صحيفة السوسنة الأردنية

 

 

انفتحنا على المعاصر نحن أهل العربية، أهل الحروف الهجائية وما لبثنا الظهور على الشاشات الإعلامية ومحركات الشبكات الالكترونية والاندماج بالشبكات الاجتماعية فقررنا تبديل ثقافتنا الحية، بحروف مصطنعة كتجميل لثقافة نظرنا اليها كـ عيب وعار وخزي.. من نحن؟ أنحن أهل القافية والحسام؟ أنحن أهل العزة والكرم؟ أنحن أهل التفاخر والتباهي؟

 

 

عربيون نحن نّزل القران الينا معجزة تتحدى فصاحتنا وبياننا، تتحدى جميل لساننا، تتحدى رصانتنا ورزانتنا وجمال عباراتنا.. نحن من إنزل علينا القران بلفظ عربي مبين.. نحن من تحدانا الله عز وجل ونبيه بالاتيان بأية كما القران.. أيجدر بنا إحلال اللاتينية المستحدثة عوضاً عن العربية الأم.. أسخر من ثقافة (جل الشعر، وسماعات الاذن، من الايباد والايفون، من اللاب توب والكمبيوتر) اسخر من حديثنا وثقافتنا الممنهجة.. اسخر من عقولاً مدسوسة، وآذان لا تجيد إلا الأصغاء للحديث المنقوش بثقافات غربية.. نستهتر بلغتنا العربية نستهتر بثوبنا وشماغنا وحطتنا وعقالنا.. إبلنا ونيقاننا.. قهوتنا..

 

 

نتهم ثوبنا بالعصيان الثقافي، بالرجعية، بالتخلف.. نحن صنعنا ثقوب في الثوب العربي.. أصبحت أفكارنا منحلة ثقافياً لم تعجبنا القاف فبدلناها بالعامية، ومالبثنا تغيرها فرقعناها باللاتينية كنوع من الانفتاحات الثقافية ومالبثنا ادخال الانجليزية، فقررنا دثر الحروف العربية وإبدالها بشبه عربية وأرقام وأدوات ترقيم كنوع من الرقي اللغوي فوجدنا بأن الفخامة تكمن بتبديل القاف  برقم 8  وإبدال العين  برقم 3 وإبدال الغين  3  فجملنا قافيتنا وطليناها السواد وكسيناها أهليج من البياض وقما يقال: (صارو يمشو بالمقلوب ويحكو باللسان الأعوج) 

 

 

ثقافتنا أرقى بكثر من المصطنعات والبدائل والأعجمية.. لغتنا تباهي كل اللغات.. وصعوبتها تواءم المعجزات وتنم عن أدب رفيع لم تخطه الروايات..