السوسنة - تتزاحم عبوات العصائر المتنوعة كالتمر الهندي والخروب والليمون واكوام الخضار والفواكه على ابواب المحلات التجارية وجنبات الطرق ما يفقدها جودتها وبعضا من قيمتها الغذائية نظرا لتعرضها لاشعة الشمس خصوصا في فصل الصيف .
كما ان تعرضها للشمس يغير من لونها وطعمها ويزيد من نشاط الاحياء الدقيقة فيها ما يجعلها وسطا ناقلا للامراض الغذائية فيصبح استهلاكها خطرا على صحة المستهلك وفقا لقول متخصصين لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) .
يشير احد باعة هذه الاصناف محمد احمد الى انه لا يعرف ان تعرض هذه المواد والعصائر لاشعة الشمس يؤثر سلبا على صحة المستهلك مبينا ان ضيق مساحة محله التجاري يدفعه الى عرضها خارجه .
في حين يقول احد المواطنين أنه يشتري يوميا علبة عصير لبيته من البسطات والباعة المتجولين غير مدرك ان تعرضها لأشعة الشمس يؤدي إلى الإصابة بأمراض مضيفا أن المواطن مغلوب على أمره، وليس له خيار، لأن كل التجار يقومون بنفس الشيء ولا بديل أمامه .
وتقول امل مصطفى انها "تبتاع التمر الهندي من امام احد المحال القريبة من منزلها ولا تعلم بالاضرار الصحية الناتجة عن تعرضه لاشعة الشمس , فمذاقه اللذيذ يشدها لشرائه" .
مديرة الرقابة الصحية والمهنية في امانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات تقول ان العصائر والمشروبات التي تباع على البسطات وجنبات الطرق تعتبر مخالفة لشروط الصحة والسلامة العامة مشيرة الى ان المديرية ممثلة بفريق متخصص ضمن طوارىء الامانة تقوم باتلاف هذه المواد في الحال .
وتبين ان عملية الاتلاف تتم في حال عدم وجود بطاقة بيان للمنتج وطريقة الحفظ اضافة الى عدم وجود اسم الشركة المصنعة وتاريخ انتاج وانتهاء المنتج .
وتنصح المواطنين بان يكون لديهم نمط استهلاكي وانتقائية في اختيار المواد الغذائية التي تخضع لشروط الصحة العامة , والابتعاد عن شراء المواد المعرضة لاشعة الشمس مشيرة الى ان الدور الاكبر يقع على المواطن في مكافحة تلك الظاهرة.
وتبين ان المديرية تتلف يوميا حوالي 5 آلاف لتر من العصائر غير الصالحة للاستهلاك البشري .
مدير دائرة ضبط البيع العشوائي والازالة في امانة عمان الكبرى المهندس احمد العبيني يقول انه ومنذ بداية شهر رمضان المبارك يتم يوميا اتلاف ما بين 150 الى 300 كيلوغرام من العصائر عدا عن الفواكه المعرضة للشمس كالصبر والتين داعيا الى عدم شراء الاطعمة والمشروبات المعرضة لاشعة الشمس نظرا لتاثيرها على الصحة .
ويقول دكتور التغذية والتصنيع الغذائي بجامعة البلقاء التطبيقية - كلية الحصن الجامعية رضوان عجو ان للعصائر والمشروبات مكانة مهمة في موائد الصائمين , اذ أنها تحتوي على نسبة من السكر يحتاجها الجسم بعد صيام يوم طويل خاصة في حالة الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة انخفاض سكر الدم .
ويشير الى انه ونظرا للإقبال الشديد على تناول تلك العصائر والمشروبات خاصة في الصيف الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة تبرز أهمية اختيار الأنواع الآمنة وذات السلامة والجودة الصحية العالية منها حيث تعتبر هذه الأنواع من المواد الغذائية شديدة الحساسية وسريعة التلوث والفساد وكثيرا ما يؤدي تناولها والذي أنتج وصنع وعبىء وعرض بطرق غير صحية وملوثة إلى الإصابة بالالتهابات المعوية والاسهالات .
ويقول ان العصائر والمشروبات تتعرض أثناء إعدادها وتحضيرها وعرضها وبيعها إلى التلوث بالمسببات المرضية خاصة البكتيريا مثل الايكولاي أو الفطريات مثل السيدوموناس أو الطفيليات مثل الاميبيا الدسنطارية التي تؤدي بشكل عام إلى الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال وارتفاع الحرارة وغيرها من الأعراض المرضية , ويساعد في ذلك طبيعة تلك المنتجات التي يتم استهلاكها مباشرة دون إجراء عمليات تسخين أو طبخ لها والتي قد تساعد في القضاء على مثل تلك المسببات المرضية إن وجدت .
ويحذر الدكتور عجو من تناول العصائر المحضرة بشكل يدوي والتي يكون اغلبها بعبوات بلاستيكية أو أكياس نايلون والعصائر المعروضة والمكشوفة للحشرات والاغبرة وعوادم السيارات كونها من الأطعمة الخطرة التي تؤثر على الصحة .
وينوه الى ان العصائر المعروضة على البسطات وجوانب الطرقات تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية وتتدنى فيها النظافة الشخصية ، وقد تستعمل فيها المواد الملونة الممنوع استخدامها ، ويتم عرضها مباشرة تحت أشعة الشمس المباشرة والتي تؤدي إلى زيادة نمو الميكروبات والخمائر الضارة فيها .
ويؤكد ضرورة تفعيل آليات الرقابة في ملاحقة التجار والباعة الذين يعرضون المشروبات بمختلف أنواعها أمام محالهم التجارية مبينا أنّ كثرة تعريض تلك المشروبات لأشعة الشمس يفقدها جودتها وبعضا من قيمتها الغذائية ويغير من لونها وطعمها ويزيد من نشاط الاحياء الدقيقة فيها ما يجعلها وسطا ناقلا للامراض الغذائية .
مدير مديرية الرقابة على الغذاء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد خريشا يقول ان المواطن هو المسؤول المباشر عن استهلاك تلك المواد الضارة وتقع عليه المسؤولية بعدم شرائها .
ويشير الى ان المؤسسة تتلف يوميا الاف اللترات من العصائر الرمضانية التقليدية وتحول اصحابها الى المراكز الامنية لاتخاذ العقوبات بحقهم مبينا انه تم قبل حلول شهر رمضان المبارك الاتفاق مع امانة عمان والبلديات بخصوص الباعة المتجولين الذين يبيعون تلك المنتجات .
ويقول ان تعرض المشروبات لاشعة الشمس لفترات طويلة تتسبب في حدوث تغير كيميائي كونها عصائر صناعية مكونة من نكهات وماء ما ينتج عنها تحولات كيميائية وتظهر على الشخص اعراض مباشرة وخلال ساعة من تناولها كالاسهال والمشكلات المعوية الاخرى .