عدو النوم العميق وصحة الدماغ

mainThumb
تصفح الهاتف قبل النوم

05-07-2025 06:19 PM

السوسنة - قد لا يدرك كثيرون أن تصفّح الهاتف الذكي قبل النوم قد يكون السبب المباشر وراء شعورهم المتكرر بالإرهاق في الصباح. بين الإضاءة الساطعة والتنبيهات المتواصلة والتفاعل الذهني، يتحوّل الهاتف إلى أحد أبرز مسبّبات اضطرابات النوم، في وقت تُظهر فيه الدراسات أن استخدامه في الساعة أو الساعتين السابقتين للنوم ينعكس سلباً على جودة النوم ويُضعف من فعالية مراحل النوم العميق.
يعتمد الجسم في تنظيم نومه على الساعة البيولوجية، التي تتحكم بإفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس. لكنّ الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف يعمل على تعطيل هذا الإفراز، ويُبقي الدماغ في حالة تنبّه تحول دون الدخول في نوم عميق ومتواصل، خصوصاً لدى الأطفال والمراهقين.
ولا يقتصر تأثير الهاتف على منع إفراز الهرمونات، بل يمتد إلى إعاقة مرحلة حركة العين السريعة التي تحدث خلالها أغلب الأحلام وتُسهم في معالجة العواطف وتثبيت الذكريات. ما يؤدي إلى نوم سطحي يُفقِد الجسم التوازن ويجعل الاستيقاظ مرهقاً، حتى بعد ساعات من النوم.
النوم العميق يُعدّ عاملاً أساسياً للصحة النفسية، وانخفاض مدته بسبب الهاتف يرتبط بزيادة التوتر، ضعف التركيز، تقلبات المزاج، وانخفاض الإنتاجية. ويزداد التأثير السلبي عند استخدام الهاتف في أنشطة تفاعلية مثل الرسائل والتعليقات، مقارنةً بالتلفاز أو القراءة التي تتطلب تفاعلاً أقل.
ولتحسين جودة النوم، ينصح الخبراء بعدم استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل، إبعاده عن غرفة النوم، استخدام إضاءة خافتة، وتثبيت أوقات النوم والاستيقاظ. كما يُوصى باستبداله بأنشطة هادئة كالمطالعة أو التأمل، وتفعيل خاصية "عدم الإزعاج" لتجنّب التنبيهات الليلية.
في النهاية، لا يتعلق الأمر بالتخلّي عن الهاتف كلياً، بل بإدارته بوعي يضمن صحة جسدية ونفسية أفضل، ونوماً عميقاً يعيد التوازن لنشاطك اليومي.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد