تونس : أزمة سياسية وامنية والبلاد تواجه خطر الارهاب

mainThumb

31-07-2013 11:52 PM

السوسنة - تواصل الاربعاء التجاذب السياسي في تونس بين حركة النهضة الاسلامية ومعارضيها حول مصير الحكومة التي تقودها الحركة، اثر اغتيال نائب معارض ومقتل ثمانية عسكريين على الحدود مع الجزائر في حادثتين اججتا الازمة السياسية ورفعتا خطر التهديدات "الارهابية".

وقصف الجيش التونسي الاربعاء بقذائف الهاون أماكن في جبل الشعانبي بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، يشتبه بان "ارهابيين" قتلوا ثمانية عسكريين تونسيين يتحصنون فيها على ما افاد مراسل فرانس برس نقلا عن مصادر امنية.

واندلع حريقان كبيران في الجبل بسبب القصف وفق المصدر نفسه.

وترتبط تونس بحدود برية مشتركة مع الجزائر تمتد حوالى 1000 كلم.

وتسلل "ارهابيون" عبر هذه الحدود مرارا الى تونس.

والاثنين، قتلت مجموعة مسلحة في كمين ثمانية عسكريين تونسيين واستولت على اسلحتهم ولباسهم العسكري ومؤونتهم الغذائية بعدما ذبحت خمسة منهم بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء عن مصدر قضائي.

ودعت وزارة الدفاع الاربعاء التونسيين إلى "اليقظة".

وقالت في بيان ان "أمن تونس مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع كل من موقعه وهو ما يدعونا الى ملازمة اليقظة والابتعاد عن حملات التشكيك والمزايدات والعمل على استثمار معاني الوطنية الصادقة ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار لانجاح الانتقال الديموقراطي ودعم مناعة تونس وعزتها وإعلاء شانها بين الأمم".

وأكدت الوزارة ان "المؤسسة العسكرية منذ انبعاثها ظلت ولا تزال مؤسسة جمهورية في جوهرها ومبادئها وعقيدتها وملتزمة بالحياد التام بعيدة عن التجاذبات السياسية وعلى نفس المسافة من كل الاحزاب السياسية. وقد مثل ذلك عاملا اساسيا في نجاحها في القيام بمهامها وفي ترسيخ مفهوم الدولة ومتطلبات المحافظة على استمراريتها رغم الاحداث التي عاشتها".

وشكرت الوزارة للتونسيين ما ابدوه من "مظاهر التضامن مع الجيش الوطني من طرف مختلف الشرائح الاجتماعية ومكونات المجتمع المدني اثر استشهاد ثمانية عسكريين في كمين نصبته مجموعة ارهابية يوم الاثنين الماضي بجبل الشعانبي".

واجج مقتل العسكريين الثمانية ازمة سياسية اندلعت اثر اغتيال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمي (58 عاما) الذي قتل بالرصاص في 25 تموز/يوليو الحالي امام منزله في العاصمة تونس.

ومنذ اغتيال البراهمي تطالب المعارضة العلمانية باستقالة الحكومة التي يراسها علي العريض القيادي في حركة النهضة، وبحل المجلس التاسيسي (البرلمان) وتشكيل حكومة "انقاذ وطني" تضم "مستقلين" لا يترشحون للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

وتخرج كل ليلة في مناطق عدة بالبلاد تظاهرات ضد الحكومة وأخرى مؤيدة لها.

ورفضت الحكومة وحركة النهضة مطالب المعارضة واقترحت "توسيع" الحكومة.

وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاربعاء في تصريح لاذاعة "شمس إف إم" الخاصة "نحن مع الحوار والوحدة الوطنية والتوافق واعتبار المجلس الوطني التاسيسي خطا احمر باعتباره اصل الشرعية".

وليل الثلاثاء- الاربعاء انفجرت في مدينة المحمدية، 20 كلم جنوب العاصمة تونس، عبوة ناسفة محلية الصنع كانت تستهدف سيارة حرس (درك) دورية امنية بدون ان تسفر عن ضحايا او اضرار.

وقال محمد الجوهري رئيس منطقة (مديرية) الحرس الوطني في المحمدية لاذاعة "شمس اف ام" الخاصة "انفجرت حوالى الساعة 00,45 من الاربعاء (23,45 ت غ) عبوة ناسفة تقليدية الصنع كانت تستهدف دورية للحرس الوطني على الطريق الرئيسية رقم 3 التي تربط بين (ولايتي) تونس وزغوان (شمال) على مستوى محطة الحافلات بالمحمدية".

واضاف ان "هذه الطريق معروفة بدوريات الحرس الوطني التي تعمل 24 ساعة على 24 ومستعملة كثيرا من دوريات الحرس، والجناة الذين فجروا العبوة يعرفون ذلك".

وأوضح ان العبوة الناسفة زرعت قرب شجرة تبعد مترا ونصف متر عن الطريق وان الجناة الذين كانوا على بعد 70 مترا من الشجرة فجروا العبوة عن بعد لحظة مرور السيارة ولكن "لم تسجل خسائر بشرية او مادية" لانهم زرعوا العبوة "بطريقة خاطئة".

وهي المرة الثانية تنفجر فيها عبوة ناسفة في منطقة قريبة من العاصمة منذ اغتيال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمي.

ففي 27 تموز/يوليو فجر مجهولون عبوة ناسفة وضعوها تحت سيارة للحرس الوطني كانت متوقفة امام مركز الحرس البحري في مدينة حلق الوادي (شمال العاصمة) ما اسفر عن إلحاق اضرار بالسيارة التي لم يكن داخلها ركاب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد