مدن الصيف: مجرد ذريعة للكتابة
يسافر الكاتب في المدن والبلدان لا ليكتب عنها بل لكي يكتب عن نفسه. الآخرون لهم مهنة في الحياة، الكاتب حياته مهنته. كل شيء يتحول إلى أدب، قال غابرييل غارسيا ماركيز عندما عاد إلى بلدته بعد أول غياب. إلى سرد. هكذا قال من قبله اليوناني الرائع كازانتزاكس عندما عاد إلى كريت. شهرت باريس توفيق الحكيم عندما كان من رواد الكاتبين عن حياتها. حاول أن تعيد قراءة «عصفور من الشرق»: الحكيم كتب عن نفسه لا عن باريس. هي حاضرة لأنه موجود فيها. إنها مجرد فصل من رواياته أو مسرحياته، ولكن هذه المرة في سرد ذاتي.
من يقرأ عنوان «باريس مهرجان متحرك» لإرنست همنغواي يعتقد أنه كتاب في وصف باريس. غلط. إنه مذكرات خلابة عن حياة همنغواي في باريس يوم كانت تصنع شهرة الكتّاب الفرنسيين والغرباء على السواء. جورج أورويل، القاتم الجميل والحزين المتألق، كتب عن تلك الحقبة من فندق بائس آخر، لكنه كان جارحا ومريرا. وصف باريس وهو فيها، أما همنغواي فكتب «مهرجان متحرك» بعدما ابتعد عن أيام الفقر والضنى.
المدن وسيلة. مجرد ذريعة من ذرائع الكتابة. والسفر موضوع غني. لذلك ترى أن المدن المفضلة عند الكتّاب هي المتسامحة مع بؤسهم والمتضافرة مع شعورهم باليأس. سمها، إذا شئت الاختصار، مرابع السرد ومنافي الطيبين. بيروت إحداها. كانت تطوي أحزانهم وتعطيهم كرسيا صغيرا وطاولة وغرفة في فندق ومشاهد وجوه جميلة وتنادي عليهم: هيا، إنها فرصة لن تتكرر: بيروت والشباب معا. احزنوا واكتبوا. وأنت يا محمد الماغوط اشحذ قلمك وبدد حزنك في ضوء القمر، وأنت يا بدر شاكر السياب اكتب، فأنت أشعر أهل العراق منذ ألف عام، وسوف يكرهك طبعا عبد الوهاب البياتي، فهل عرفت عنه أنه أحب شاعرا؟ عفوا، أنه أحب أحدا؟
يأتي الشعراء إلى بيروت لكي يغنوها: نزار ومحمود درويش. وكتبت غادة السمان «لا بحر في بيروت». وكان الصادق النيهوم يجلس على شاطئ البحر فيرى اللامنتهى الأزرق، لكنه سرعان ما يعود خائفا إلى داخله، محتميا بما احتمى به طوال حياته القصيرة، قلم شفاف مشرق وحان وغزير الموهبة والتأمل. في الكتابة، ما أعظم أيها الصادق الحبيب أن يكون الكاتب آتيا من الينابيع والجذور. مائة مليار لم تستطع أن تجعل كاتبا من الرجل الذي كنت سبب إحدى عقده الشوكية. منع حتى الاحتفال بذكراك ومات حتى من دون ذكرى.
إذا كانت تلك «أم المعارك» فإن باريس أم المدن في «صناعة» الكتَّاب. أشهر كتّاب أميركا توسلوا المادة والشهرة في أزقتها. أشهر الأسماء الأجنبية لمعت في سمائها، في مرحلة ما: جبران خليل جبران، أمين معلوف، همنغواي، ماركيز، هنري ميللر، جيمس جويس، سنغور، بابلو نيرودا، أوكتافيو باث، كارلوس فوينتس، عبد الرحمن بدوي، طه حسين، وسواهم سواهم ممن لا نعرف ولا تعرفون. طمنوني عن صيفكم. عليكم بالقراءة السارة وسوف أحاول ألا أثقل عليكم. عسى إجازتكم بعيدة عن بلاد النكد. إلى اللقاء.
* الشرق الاوسط
ارتفاع سعر أونصة الفضة يتجاوز 100% منذ مطلع 2025
التنمية تعلن حل 66 جمعية .. أسماء
مصر تهزم زيمبابوي في افتتاح مشوارها بكأس أمم أفريقيا 2025
الداخلية السورية: قسد نفذت اعتداءات ممنهجة على أحياء حلب ومشفى الرازي
وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو الرحيل
تراجع مبيعات العقار 13% .. ومطالب بتخفيض فوائد القروض السكنية
بحبح: حماس مستعدة للتفاوض حول نزع السلاح
نواب: قانون المعاملات الإلكترونية الجديد يلغي الاستثناءات
ممداني يشجّع أسود الأطلس وسط الجالية المغربية
قصي خولي ينهمر في البكاء .. ما السبب
إيمي سمير غانم تثير الجدل: لو حسن الرداد تزوج غيري من حقه
قيادة أركان الجيش السوري تأمر بوقف استهداف مصادر نيران قوات "قسد"
مهاجم زامبيا يسقط على رقبته بعد هدف قاتل في كأس أمم افريقيا
الحسين إربد يتعاقد مع البرازيلي ني فرانكو مديرا فنيا للفريق الأول
نتنياهو: إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية

