لماذا لم يقصف الاحتلال قصر الشعب ويغتال الشرع
منذ أن تولت إدارة أحمد الشرع مقاليد الحكم في سوريا، لم يكف الاحتلال عن القصف الهمجي المتكرر على الأراضي السورية، على الرغم من أنه لا يوجد مبرر حقيقي للعدوان، فالقيادة السورية تصرح في عدة مناسبات بأنها لن تقوم بأية أعمال عدائية مع الكيان الإسرائيلي، بل تلتفت فحسب للبناء الداخلي.
الكيان الإسرائيلي لا يكف عن العربدة في الأراضي السورية، والقصف المتكرر، تارة بدعوى حماية حدوده من تقدم قوات سورية إلى الجنوب، وتارة تحت ستار التخلص من الأسلحة الموروثة عن النظام السابق، التي تمثل خطورة على دولة الاحتلال في ظل حكم المتطرفين ـ حسب التوصيف الإسرائيلي- وتارة بزعم حماية الطائفة الدرزية.
آخر تطورات العربدة الإسرائيلية هو، إقدام جيش الاحتلال على قصف محيط القصر الجمهوري، وهو قطعا أمر خطير، لأنه يتعلق بالاقتراب من اغتيال رأس النظام، وهذا بدوره يقودنا إلى سؤال مهم: إذا كانت صواريخ الاحتلال قد وصلت إلى محيط القصر الجمهوري، في ظل غياب الدفاعات الأرضية في الدولة الوليدة، فلماذا لم يقصف الاحتلال القصر نفسه ويغتال الرئيس أحمد الشرع؟ اختلف في الرأي مع من يقول إن ذلك مردّه إلى عدم وجود غطاء دولي يمكّن الاحتلال من ضرب مقر قيادة دولة معترف بها دوليا دون مبرر مقبول، بمعنى إذا كان الغرب قد أعطى المبرر للكيان الإسرائيلي في ضرب غزة بذريعة قيام حماس بهجوم السابع من أكتوبر، فكيف يتم تكييف وشرعنة العدوان على سوريا، وضرب مؤسساتها الصلبة، في الوقت الذي لم تطلق القوات السورية رصاصة على الجانب الإسرائيلي، وفقا لأصحاب هذا الرأي.
ومعارضتي لهذا القول مبنية على تداعيات طوفان الأقصى، والعدوان الوحشي الذي يستمر حتى اللحظة على قطاع غزة، فالاحتلال الذي ضرب بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية عرض الحائط، والاحتلال الذي نسف اتفاق وقف إطلاق النار ورفض الدخول إلى المرحلة الثانية عنوة وبلطجة، لن يتورع عن قصف القصر الجمهوري واغتيال الرئيس، تحت أي مبرر واهٍ، طالما أنه يلقى الدعم الأمريكي المفتوح. ولو تم قصف القصر واغتيال الشرع، ما الذي يمكن أن يحدث للكيان الإسرائيلي؟ هل ستملك الدول العربية أن تزيد على الاستنكار والشجب والإدانة؟ وهل ستردعه أمريكا بقرارات صارمة وهو، طفلها المدلل الذي هو مادة بقائها في سدة الحكم في الوقت نفسه، بسبب اللوبي الصهيوني والدولة العميقة؟ وهل ستفعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن شيئا، وهي المنظمات الورقية التي لا تستطيع الخروج عن الوصاية الأمريكية؟ إذن لا شيء يردع الكيان الإسرائيلي، فلماذا لا يقصف القصر ويغتال الشرع؟ السبب الأقرب لعدم إقدام الاحتلال على ذلك، هو القانون الطبيعي للأحياء، الذي يجعل الأضعف ـ مهما كانت درجة ضعفه – يقاتل بشراسة إذا تم حصره في الزاوية من قبل الأقوى، مهما كانت درجة قوته، لأن الأمر صار متعلقا بفكرة البقاء. إذا أقدم الاحتلال على تدمير مؤسسات الدولة في مهدها، فهذا ينزع عنها صفة الدولة، ويضع السوريين أمام خيار واحد، وهو المواجهة حتى الموت، لأن اليأس من قيام دولتهم سوف يحرك الجماعات المسلحة التي قاتلت نظام بشار على مدى سنوات، والتي تم تذويبها للمصلحة العامة للدولة، وتتشكل صيغة جديدة للمقاومة تشمل الشعب بأكمله، لأنه يتعرض لتهديد وجودي من قبل كيان خارج عن الدولة، وليس حتى نظاما داخليا قمعيا. سوف يترتب على ذلك فوضى تسرب أعداد غفيرة من خارج سوريا تحت راية الجهاد المقدس، لتلتحق بمن في الداخل، وتحدث فوضى عارمة على حدود دولة الاحتلال، وهو ما يضع دول الطوق في موقف لا تُحسد عليه، أمام جماهير كفرت بكل شعارات الدبلوماسية والسلمية والمسار السياسي، فلا الاحتلال ولا الراعي الأمريكي لديهم الاستعداد لتحمل تبعات هذه الفوضى.
في حقبة النظام البائد، كان الاحتلال يقصف بعض أماكن تمركز قوات الحرس الثوري الإيراني، أو يضرب خطوط الإمداد الإيراني لحزب الله المارة عبر الأراضي السورية، لكنه كان يرى بقاء بشار الأسد يصب في صالحه، فلم يكن النظام في حالة عدائية مع الاحتلال، كما صرح نتنياهو، على الرغم من أن نظام بشار كان يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة، بما فيها الأسلحة الكيميائية، لكن الأخير لا يمثل خطرا على الكيان الإسرائيلي.
لكن في الوقت الراهن، وفي ظل وجود قيادة ذات جذور إسلامية، فإن الاحتلال يسعى للتوتير المضبوط، فهو من ناحية لا يريد تدمير مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة، للأسباب سالفة الذكر. ولكنه من ناحية أخرى، يهدف إلى عدم وصول القيادة السورية إلى تسليح قوي يهدد أمنه، كما يسعى إلى وجود دولة مفككة إلى دويلات مستقلة، فهو يدعم المساعي الكردية لإقامة نظام فيدرالي، ويعمل على إقامة دولة للطائفة الدرزية في الجنوب، مستغلا الدروز في الداخل الإسرائيلي لفتح قنوات اتصال مباشرة مع الدروز في سوريا، واستمالة الطائفة من خلال ادعاءات حمايتها مما سماه النظام السوري الطائفي. يضاف إلى هذا السبب المانع من قصف القصر واغتيال الشرع، أن تركيا التي تدعم سوريا الجديدة انطلاقا من الحفاظ على الأمن القومي التركي، ومنع قيام كيان كردي على الحدود، لن تقف مكتوفة الأيدي، فهي وإن كانت تعمل على عدم التصعيد مع الكيان الإسرائيلي، وتُولي البناء الداخلي والنهضة الاقتصادية في سوريا الأولوية في هذا الملف، إلا أن الأمر حينئذ سيعتبر تهديدا مباشرا لأمنها، والاحتلال يدرك ذلك جيدا، لذلك هو لن يسعى حاليا لهدم الدولة السورية، بل يكتفي كما قلنا بسوريا ضعيفة مفككة. بلا شك، دولة أو دويلات ذات مؤسسات واهنة في سوريا، هي الخيار الأفضل للكيان الإسرائيلي. القيادة السورية تواجه تحديات ضخمة، ففي الوقت الذي تعمل على النهوض بالاقتصاد والبناء الداخلي ووحدة الأراضي السورية، والتصدي لمحاولات التقسيم والانفصال، تمتص الضربات الاستفزازية دون تصعيد، لأنها تعلم يقينا أنها ليست مؤهلة للدخول في حرب مع الكيان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية
لماذا لم يقصف الاحتلال قصر الشعب ويغتال الشرع
أكثر من نصف الأردنيين يتابعون ما تقوم به الحكومة
غارات أميركية على مدينتي صنعاء وصعدة
تقتل أختها خنقاً اثناء نومها بسبب ريموت التلفزيون
هل سيتم تقليص قرارات الحبس .. توضيح حكومي
استدعاء ضخم للجنود الإسرائيليين لغزة: سنمحو حماس
أهالي بلدة العراق في الكرك يناشدون الحكومة بسبب السيول .. فيديو
أنشطة وبرامج متنوعة في مختلف المحافظات
نجاح بني حمد .. ورواية لينا عن سنوات المعاناة
الملك يستجيب لنداء الشاعر براش .. توجيه ملكي
بينهم 33 موظفا بالتربية .. إحالة موظفين حكوميين للتقاعد .. أسماء
المستحقون لقرض الإسكان العسكري .. أسماء
استقبال هستيري لراغب علامة في الأردن .. فيديو
إغلاق "خمارة" بعد احتفال افتتاحها بزفة وأهازيج
معدل الرواتب الشهري للعاملين في الأردن
انقطاع الكهرباء غداً من 8.30 صباحاً وحتى 4 عصراً بهذه المناطق
بيان من عشيرة الشماسين بعد كشف جريمة قتل ابنها
أمانة عمان تحيل مدراء ورؤساء أقسام وموظفين للتقاعد .. أسماء
خبر سار لمتقاعدي الضمان بشأن تأجيل اقتطاع أقساط السلف
الحكومة تخفض بنزين 90 - 95 15 فلساً .. و10 دول تتمتع بأرخص أسعار البنزين
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو