الذنيبات: العمل جار على تخفيض نسبة الامية في الاردن

mainThumb

08-09-2013 01:45 PM

عمان - السوسنة - يحتفل الأردن وسائر المؤسسات العربية والدولية باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يصادف في الثامن من شهر أيلول من كل عام، وتأتي مشاركة الأردن الدول العربية الشقيقة والعالم أجمع الاحتفال بهذا اليوم من كل عام سعياً منه العمل نحو تحسين نوعية حياة الأفراد ، وإزالة الفوارق والحواجز الاجتماعية بينهم ، وتحسين مستوى أدائهم الوظيفي ، وزيادة إنتاجيتهم ، ورفع مداخيلهم، ورفد سوق العمل بالكوادر الفنية المدربة والمؤهلة .

وبين وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات بهذه المناسبة أن الأردن أدرك منذ عقود خلت ، خطورة هذه المشكلة، وما تسببه من عقبات أمام برامج التنمية المستدامة، وأدرك كذلك خطورة الأمية حيث أنها تحد من  الدرجة الكافية واللازمة للحفاظ على المستوى الصحي الذي يكفل حياة جيدة للإنسان ويمكنه من اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الأمراض والآفات الصحية السارية والمعدية ،  فصمم على علاجها بخطة مدروسة مبرمجة، تمثلت في إغلاق الرافد الذي يغذي الأمية وهم الطلبة الذين يتسربون من المدارس قبل امتلاكهم المهارات الأساسية  للقراءة والكتابة والحساب، فسن التشريعات التي تفرض إلزامية التعليم لمدة ست سنوات في سنة 1952 ، ثم أصبحت هذه الإلزامية سنة 1964 تسع سنوات، وبعد المؤتمر الوطني الأول للتطوير التربوي الذي عقد في عمان سنة 1987، تم اعتماد بنية التعليم الجديدة منذ العام 1989/1990 بحيث أصبحت إلزامية التعليم عشر سنوات .

وأشار الدكتور الذنيبات إلى أنه قد رافق هذه التشريعات ، التوسع في إنشاء المؤسسات التربوية ، حتى شملت مناطق المملكة كافة، وفي الوقت ذاته عملت وزارة التربية والتعليم على فتح مراكز لتعليم الكبار ومحو الأمية وتوسعت فيها حتى شملت جميع أرجاء  المملكة ،وذلك لتوفير الفرص التعليمية للمواطنين الذين حالت ظروفهم دون مواصلة تعلمهم عندما كانوا في سن التعليم المدرسي وأصبحوا يشكلون عائقا أمام برامج التنمية رغم رغبتهم بمواصلة التعلم .

وأضاف أن الوزارة تقدم كل مستلزمات الدراسة للدارسين مجاناً ، حيث بلغ عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية التي تم افتتاحها للعام الدراسي 2012/2013 (497) مركز بواقع (469) مركزاً للاناث و(28) مركزاً للذكور ، التحق بها  (5274) دارساً ودارسة، كان منهم (4956) دارسة و(318) دارساً .

وأوضح الدكتور الذنيبات إلى أنه نتيجة للخطط الإجرائية بعيدة المدى التي نفذتها وتنفذها وزارة التربية والتعليم فقد انخفضت نسبة الأمية في الأردن من 88% عام 1952 إلى 67.6% عام 1961وإلى 19.5% عام 1990 إلى أن وصلت النسبة العامة للأمية حتى عام 2012  إلـى ( 6.7٪) بواقـع ( 3.5٪ ) للذكور ، و( 10٪) للإناث ، وذلك حسب إحصائيات دائرة الإحصاءات العامة، والعمل جار الآن على تخفيض هذه النسبة إلى النصف بحلول عام 2015 عما كانت عليه في سنة الأساس 2001، تمهيداً للقضاء عليها بشكل نهائي بحلول العام 2020  .

وبين أنه وإيماناً من الوزارة بما تعكسه ظاهرة التسرب من إفرازات سلبية تساهم في رفد مشكلة الأمية وتغذيتها، وتأكيداً على أهمية تحقيق مبدأ التعليم للجميع، وتجسيداً لرؤية سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله) باعتبار الشباب فرساناً للتغيير تقع على عاتقهم مسؤولية تنمية مجتمعهم وإنجاح عملية التنمية الشاملة، فقد عملت الوزارة وبالتعاون مع مؤسسة كويست سكوب والعديد من الشركاء على تنفيذ برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين من خلال فتح (47) مركزاً، التحق فيها (7180) دارساً ودارسة حتى نهاية  العام 2012 ، بهدف إعداد وتأهيل الأطفال المتسربين من التعليم لتمكينهم من بناء ذاتهم وخدمة مجتمعهم .

وأضاف الدكتور الذنيبات أن الوزارة عنيت بقضية التسرب بشكل كبير من خلال السير بخطين متوازيين متلازمين في هذه القضية وهما خط الوقاية وخط العلاج ، ويعتبر تحسس مشكلة التسرب وتوقعها والعمل على الحد منها أول عمل يقوم به المعلم أو المدير أو المرشد التربوي، وبما أن مؤسسة إنقاذ الطفل كما الوزارة تبذل جهوداً حثيثة في حماية الأطفال وضمان حقوقهم وبذل كل المستطاع للحد من تسربهم من مقاعد الدراسة، فتم تتويج هذا الفكر المشترك بتوقيع اتفاقية تعاون ما بين الفريقين في أيار 2012 بهدف مكافحة عمل الأطفال من خلال توفير الفرص التعليمية للأطفال وتعزيز الفرصة المعيشية المستدامة لأسرهم .

ويتركز العمل في هذه الاتفاقية على 4 محافظات في المملكة وهي عمان، الزرقاء، المفرق ومعان مستهدفة 16 مدرسة من كل محافظة ذات نسب التسرب المرتفعة .

ويهدف هذا التعاون بشكل شامل الى الحد من تسرب الطلبة من مقاعد الدراسة وذلك من خلال التوعية بخطورة ظاهرة التسرب المدرسي والعمل على الحد منه قدر الإمكان، وتطوير وتحسين البيئة التعليمية في المدارس المستهدفة  في المحافظات،وتنمية قدرات الفريق المحوري من المعلمين والمرشدين من المدارس المستهدفة لتلقي  التدريب اللازم لتطبيق مجموعة متعددة من المنهجيات .

ولفت إلى أنه نظراً للتغييرات المجتمعية والحضارية والتكنولوجية التي تجتاح العالم، فقد اصبح من الضروري الإرتقاء بمستوى تعليم الكبار الى مرحلة أبعد وأشمل من مجرد مفهوم محو الأمية القرائية وتعليم القراءة والكتابة والحساب الى مفهوم بناء وعي الفئة المستهدفة بأهمية دورهم في الحياة وإلمامهم بقضايا الأردن ومشاكل البيئة المحيطة بهم والتفاعل معها ، وتعديل اتجاهاتهم السلوكية بما يتفق مع الاتجاهات المعاصرة ، وتعميق الانتماء الوطني والمواطنة العالمية ، وبذلك تم تطوير برنامج " تمكين الكبار" وذلك بالاستفادة من الخبرات الألمانية الرائدة في مجال تعليم الكبار بأنواعه ومجالاته، وسيشكل هذا البرنامج خطوة رائدة ونقلة نوعية في مفهوم تعليم الكبار السائد في الأردن وفي الشرق الأوسط على حد سواء. 


وقال الدكتور الذنيبات أن الوزارة وبهذه المناسبة تتوجه بالتحية والتقدير إلى الدارسين والدارسات في صفوف محو الأمية وما بعد محو الأمية الذين التحقوا بالتعليم بمحض إرادتهم، وأدركوا بحسهم نعمة العيش بنور العلم والمعرفة، ولا يسع الوزارة والأردنُ يحتفل مع العالم بأسره  بهذه المناسبة ، إلا أن تتوجه بالشكر والعرفان إلى المنظمات الدولية والإسلامية والعربية المعنية بحل هذه المشكلة وفي مقدمتها اليونسكو والأيسيسكو  والألكسو  التي تعمل على تنفيذ توصيات ونداءات وأهداف مؤتمري جوميتيان ، 1990 وداكار ، 2000 لتحقيق التعليم للجميع، ولتحسين الجوانب النوعية له ولدرء مخاطر الأمية والقضاء عليها، وذلك من خلال المشاركة في اللقاءات وورش العمل والندوات والمؤتمرات المحلية والعربية والإسلامية والدولية .


وختاماً، فإن الوزارة توجه الدعوة إلى جميع المؤسسات الوطنية التربوية والثقافية والاجتماعية، الرسمية وغير الرسمية، وبخاصة أجهزة الإعلام لتوجيه الاهتمام بالـبرامج والخدمات التربوية التي يوفرها النظام التربوي الأردني في مجال التعليم غير النظامي وحفز الأميين للالتحاق بهذه البرامج وتحسين فرص تعلمهم  وتطوير نوعية حياتهم من خلال مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية، الدراسات الـمسائية، الدراسات الصيفية، وبرامج تعزيز الثقافة للمتسربين، الدراسات المنزلية، وذلك في إطار السياسات التربوية التي ينتهجها الأردن ، والرامية لتحقيق التربية المستدامة والتعلم مدى الحياة، ترجمة للرؤية الملكية السامية لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم (حفظه الله ورعاه)  التي تؤكد على أهمية تنمية الموارد البشرية كافة باعتبارها رأس المال المعرفي الأثمن ، والتي يتوخى أن تسهم في الارتقاء بالأردن وتحقيق التعايش الفاعل والمتفاعل في عصر المعلوماتية والاستجابة بشكل أفضل لمتطلبات اقتصاد المعرفة وتحدياته، وترجمة لشعاري- الأردن أولاً- و – كلنا الأردن- فعلاً وتطبيقاً .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد